2013/05/29
بوسطة- محمد الأزن
كانت إطلالات الفنّانين السوريين الإعلامية خجولة، وبعيدة عموماً عن الإعلام السوري المنشغل أساساً بالأوضاع الميدانية اليومية، بعض تلك الإطلالات كانت مدوّية، أطلق فيها الفنّانون السوريون جملة من المواقف السياسية كان لها أثرها على الشارع السوري، كظهور جمال سليمان على قناتي "أورينت"، و"العربية" مطلع شهر رمضان الفائت، وخلال الشهر ذاته أطلت "رغدة" و"كندة علوش" من مصر عبر برنامج "زمن الإخوان" مع طوني خليفة، وكلتا الإطلاتين حملت مواقف سياسية للنجمتين السوريتين مما يجري بالبلاد، والعالم العربي.
بالمقابل كان هناك إطلالات اتسمت بالطابع الإنساني كمقابلتي: غسان مسعود ورشا شربتجي مع زاهي وهبه ضمن برنامج "بيت القصيد" على قناة الميادين، وشكران مرتجى في برنامج "نوّرت" على قناة mbc.
غسان مسعود خلال مقابلته مع زاهي في شهر أيلول 2012؛ بكي على سوريا ولأجله، ومما قالته رشا شربتجي عبر قناة الميادين ليلة 16-101-2012: إن كل كلمة ومشهد في مسلسل "ساعات الجمر" يعبرّ عن موقفها مما يجري في سوريا، وأكدّت أنها باقية في البلاد، ومستمرة بعملها، وبتقديم كل ما يمكن أن يساعد السوريين، أو يخفف من آلامهم، وشددّت شربتجي على كون وحدة البلاد ووقف نزيف الدم، هما الهاجس الأكبر بالنسبة للسوريين مهما اختلفت آراؤهم السياسية، فمن يدفع الثمن الأكبر في هذه الأزمة: "هم الناس البسطاء، والطبقة المتوسطة التي تشعر بخوف كبير خلال هذه المرحلة"، ودعت الأسر متوسطة الحال إلى مساندة الأكثر فقراً، وتضرراً.
أما شكران مرتجى فغصّت بدموعها حينما ترنمّت بـ "يامال الشام" ولم تستطع إكمال الأغنية لأن الدموع كانت أبلغ من أي تعبير، وأعلنت بصورة قاطعة أنها باقية في بلادها رغم كل مايجري، قائلة: "لسّا قاعدة بسوريا، ومارح غادرها لموت".... وكان ذلك في حلقة من برنامج "نوّرت" ليلة 22-10-2012.
ومن الإطلالات النادرة لفنّانين سوريين على الإعلام السوري مؤخراً؛ مقابلة النجم غسان مسعود على قناة الإخبارية السورية مطلع شهر تشرين الأوّل 2012، وكانت سياسية بامتياز، طالب فيها الإعلام السوري باستقبال وجوه من المعارضة، وعبر عن دعمه للجيش السوري كمؤسسة قائلاً: "إن ضرب فكرة الجيش العربي السوري، ستكون كارثيّة بنتائجها، سواءً على الدولة أو المعارضة، وعلى مستقبل البلد ككل... وهذا يعنينا جميعاً."
حملات تشهير... وتصريحات انتزعت من سياقها... ثم الصمت
وحينما انتزعت تصريحات غسّان مسعود من سياقها قرر الصمت عن الحديث في السياسة، واختار الإعلان عن هذا الموقف في مقابلة خاصّة مع موقع «بوسطة» قال فيها: "طالما أن أحداً لا يريد أن يسمع إلا صوته، وطالما أن حوارنا تحوّل إلى حوار طرشان في هذا البلد، ونقاشنا أصبح نقاشاً بيزنطياً؛ آسف أن أقول إنني أنكفئ من جديد وأعود إلى صمتي."، ومن العناوين اللافتة في هذه المقابلة: ""شباب الجيش الحر أبناؤنا" و"لاتجعلوا الدم السوري رخيصاً في لعبة الأمم"، " تفكك الجيش العربي السوري قد يحولّ سوريا إلى بلدان"، و" إن تطييف المجتمع السوري قد يذهب بسورية إلى مايزيد على الخمسة ملايين قتيل".
إما إطلالتي جمال سليمان الإعلاميتين المثيرتين للجدل فقوبلت بحملات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي واسعة استهدفته على خلفية موقفه المعارض لسياسات الحكومة السورية، واتخذت تلك الحملات منحى يستهدف النبش في خفايا الحياة الشخصية للنجم السوري، وتَقَصّدِ الإساءة إليه بأشكالٍ مختلفة منها نشر صورة تظهره يحتفي بإحدى الراقصات ويتبادل معها الرقص في حفلةٍ خاصّة، واتهموه بالإدعاء بأن: "مشهد الدم السوري يحرمه النوم بينما هو يقضي سهراته في المرابع الليلية"، مما دفع جمال سليمان للرد عبر صفحته الخاصة على "الفيسبوك" مبدياً استياؤه من الطريقة التي ينتهجها مهاجموه قائلاً: "البعض يشوّه صورة كل من يريد لسوريا الديمقراطية، والتعددية، وانتخابات حرة، وقضاء مستقلاً، ورقابة محترمة على ثروات بلادنا التي تنهبها حفنة من الأشخاص."
وعلّق على الصورة المنشورة بالقول: "عمر هذه الصورة حوالي خمس سنوات وليس يومين كما ادّعوا"، وأكد سليمان أنّ الصورة مأخوذة في فندق الـ "آرت هاوس" بدمشق خلال حفل عشاء في مناسبة “مهرجان دمشق السينمائي"، قائلاً: "بالفعل كان عشاءً ممتعاً رقصنا فيه ودبكنا وقضينا وقتاً ممتعاً وعندي عشرات الصور غير تلك التي أخذتموها عن إحدى الصحف المصرية التي نشرتها آنذاك أي قبل خمس سنوات."... وكان رد جمال سليمان كفيلاً بهدوء موجة التشهير التي استهدفته.