2020/01/15
خاص بوسطة – جلال رومية
انطلقت مساء الثلاثاء (14كانون الثاني) عروض مسرحية "هوى غربي" للمخرج غسان مسعود، على خشبة مسرح الحمراء في دمشق، معيداً بذلك تعاونه للمرة الثانية مع ابنته لوتس كاتبة النص، بعد مرور عامين على عرضهما المسرحي الأول "كأنو مسرح".
موقع بوسطة كان موجوداً في كواليس عرض الافتتاح، وأجرى اللقاءات التالية:
الفنان غسان مسعود، أكد أنه عمل في هذا العرض على تقديم رؤية إخراجية من منطلق فهمه للمسرح، مشيراً إلى أن ما يحكم اختياره لموضوع العرض من اعتبارات، ينحصر في وصوله إلى محاكاة وجع وفرح الناس.
وعما إن كان للنص السوري الخالص خصوصية عن المقتبس، أوضح غسان أنه في زمننا هذا، تكاد تكون الأمة واحدة والنتاج واحد، وأضاف: "بالتالي لا يبقى هنالك نص بيئة مئة في المئة، إذ لابد أن يلامس كل من سيحضر ما نقدمه سواء داخل سوريا أم خارجها".
أما فيما يتعلق بأبطال العرض، فقد لفت مسعود إلى أنه اختارهم بقناعة وثقة بما لديهم من قدرات، وعقب: "هم خياري، وإخفاق أي ممثل منهم، إخفاقي أنا".
وحول ما إن كان يفكر بالاتجاه نحو الإخراج التلفزيوني أو السنيمائي، نفى ذلك بالقول: "أنا ابن مسرح، أخرج مسرحاً فقط".
كاتبة العرض لوتس مسعود، أشارت إلى محاولتها أن تقول من خلال هذا العرض بأن ما نعيشه اليوم أعقد وأصعب مما عشناه في السنين التسع التي مضت، وأضافت: "لست متشائمة، ولكن برأيي، الواقع يشير إلى أننا وصلنا لمكان أصبحنا نكتشف فيه ذاتنا بشكل أكبر، أي بعد الوقت الذي مر، أصبحنا نرى أن المفاهيم التي كانت غير قابلة للتشكيك، ليست كذلك".
أما عن سبب تطرقها في النص إلى نتائج الأزمة السوريّة، على عكس ما أعلن عنه قبل العرض، بأنه سيكون بعيداً كلياً عنها، أوضحت لوتس بأننا لن نستطيع الابتعاد عن الواقع مهما حاولنا "نحن غارقون به، وأتمنى أن نستطيع الخروج منه، بأقل خسائر ممكنة".
وحول ما إذا كانت كتابة نص سوري خالص بالنسبة لها أصعب من المقتبس، أكدت لوتس ذلك، قائلة: "في الاقتباس يوجد فكرة نبني عليها، بينما كتابة عرض سوري خالص، نحن نبني على البيئة المحيطة بنا، وعلينا أن نعرف كيفية التعامل معها، لذلك على الكاتب أن يكون دقيقاً جداً".
وفي سؤالنا عما إن كانت تفكر بالاتجاه نحو الكتابة للتلفزيون، أجابت لوتس: "بصراحة الدراما التلفزيونية ليست طموحي، أنا أقرب للمسرح والسينما".
الفنان سيف السبيعي أكد أن عودته إلى المسرح بعد غياب استمر عشرين عاماً، جاءت نتيجة الحنين للخشبة وخصوصية الحالة التي يخلقها العرض المسرحي لدى الفنانين، وعن سبب اختياره العودة من خلال "هوى غربي"، أجاب: النص جذبني، مكتوب بشكل متقن، إضافة إلى ثقتي بالأستاذ غسان، وبكيفية تعامله مع العمل المسرحي".
وفيما إن كان يفكر بالعودة إلى المسرح مخرجاً، أشار سيف إلى أنه عندما يتوافر المشروع والظروف المناسبة، كل شيء ممكن.
أما الفنان جمال قبش والذي يعود في هذا العرض إلى الخشبة بعد غيابه لـ 36 عاماً عنها، أوضح أنه في المرحلة الحالية التي يعيشها البلد من أزمات اجتماعية ونفسية وأخلاقية، كان لابد لهم من أن يحكوا عن آلام وأوجاع الناس، ويشيروا إلى أن البنى الاجتماعية والأسرية في حالة انهيار.
وأكد على أن غيابه قرابة 4 عقود عن الخشبة، كان بقرار منه "سافرت فترة وعدت إلى البلد، وحاولت أكثر من مرة أن أصحح في قوانين المسرح المهترئة والبالية، إلا أنني لم أستطع، لذلك انسحبت"، وتابع: "حالياً قررت أن أقف على الخشبة مجدداً، وأقول كلمتي من خلال الدور الذي لعبته".
ونوه جمال إلى أهمية إتمام الخطوة الأولى، "يجب أن تكون السكة معبدة لنكمل الطريق، وهذا يرتبط بالقوانين وآلية التعامل، التي أصبح من الواجب تطويرها، كما تطورت آلية التفكير، من المؤسف أن يكون هناك أسس وضعت في الستينات ولازالت قائمة حتى الآن، لذلك إن كنا نريد مسرح وطني حقيقي، على المسؤولين أن يضعوا له الأسس الصحيحة".
بدورها عبرت الفنانة روبين عيسى عن سعادتها بتعاونها الدائم مع الفنان غسان مسعود، مشيرة إلى أنها تستمتع في طريقة تعامله مع الممثلين، ونوهت إلى أن المسرح بالنسبة لها هو الأساس، لذلك تحرص بأن تتواجد بشكل كبير على الخشبة، وأضافت: "يجب على الممثل ألا يسرقه العمل في التلفزيون، فمن الضروري أن ينشط أدواته على الخشبة كل فترة، فالمسرح اختبار للجسد والصوت والعين والإحساس، وخصوصية التفاعل المباشر مع الجمهور، تعطي الممثل خبرة كبيرة وتطور من أدواته".
أما الفنانة ناظلي الرواس، فأعربت أيضاً عن سعادتها في انضمامها إلى هذا العرض وتعاونها للمرة الثانية مع الفنان غسان مسعود، وعقبت: "أكن له كل الود والاحترام منذ أن كان أستاذي في المعهد العالي، وبالطبع من المشرف بالنسبة لي أن أعمل معه في هذه المسرحية، وأعتبر نفسي محظوظة".
وعن الاعتبارات التي تضعها للمشاركة في أي عرض مسرحي، أوضحت ناظلي قائلة: "بالمسرح تحديداً الاعتبار الأول هو النص، وبالتأكيد الإخراج، وهوى غربي كان مكتمل العناصر، أنا شخصياً أحببته، ما جعلني أدخل باسترخاء أكبر".
الفنان الشاب لجين إسماعيل أشار إلى أن وجوده الدائم على خشبة المسرح يعني له الكثير، كونه من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، ولفت إلى أن ما يحكم اختياراته المسرحية من معايير، يتعلق في حالة المتعة التي يحققها العرض والهدف الأساسي منه.
وحول ما إن كانت شعبية المسرح ترضي طموحه كفنان، أجاب لجين: "بكل تأكيد، فالناس تعرفني من خلال المسرح والسينما، خاصة أني أجد صعوبة بانتقاء أدواري في التلفزيون، لذلك لدي إيمان مطلق بأن السينما والمسرح يرضيان روحي وطموحي".
يشارك في بطولة المسرحية أيضاً الفنانون: مصطفى المصطفى، مي مرهج ، عبد الرحمن قويدر، غسان عزب، وتستمر عروضها يومياً، الساعة السابعة مساءً على خشبة مسرح الحمراء بدمشق.