2012/07/04

هشام شربتجي: حزين إلى ما قبل الموت..
هشام شربتجي: حزين إلى ما قبل الموت..

خاص بوسطة – يارا صالح


عبر المخرج السوري هشام شربتجي عن حزنه العميق لما يحدث في سورية في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن حزنه نابع من أنه وأبناء جيله ممن واكبوا نشأة هذا الجيل يشعرون بخيبة أمل لما يقوم به الشباب من أعمال تسيء إلى البلد، والشعب السوري عامة.

وفي تصريح خاص لبوسطة، قال شربتجي: «أنا حزين إلى درجة ما قبل الموت، وما يحزنني إلى جانب الشهداء الذين يروون بدمائهم تراب الوطن، أن البعض يستغل الأمر بشكل بشع، فيتجاوز القوانين، ويبني المخالفات، ويخالف إشارات المرور وغير ذلك، وهذا أمر مؤسف جداً، لأنه يعكس فشلنا كجيل حمل عبء التربية في أداء مهمتنا بشكل صريح».

من ناحية أخرى، اعتبر شربتجي أنه «آن الأوان أن يتحمل إعلامنا السوري مسؤولية تربية جيل من الشباب السوري القادر على تحمل مسؤولياته»، معتبراً أن الأمر سهل لكنه يحتاج إلى إرادة، «لأن الإعلام في وقتنا الحالي بأهمية البندقية تماماً».

كما أشار شربتجي إلى ضرورة أن يتحمل الإعلام السوري مسؤولياته في تربية كوادر جديدة تغني الوطن في كافة المجالات، وخصوصاً في المجال الإعلامي في ظل المراسيم الجديدة التي يجب أن تتصف بالمرونة والحركة السريعة إضافة إلى التجدد، العناصر التي اعتبرها المخرج السوري من أساسيات الإعلام الناجح، مضيفاً: «نحتاج على هامش من الحرية أيضاً، لأن الإعلام يجب أن يكون متعدد الأبعاد، وليس ببعد واحد، فنحن أصحاب حق، وأنا آسف بشكل كبير لأنه لا توجد إلى الآن كاميرا تنقل كل ما يجري في الشوارع، فلا شيء نخاف منه أبداً، وبالتالي فالاختباء والتخفي غير مقبول».

وأشار شربتجي إلى أن الإعلام السوير ما زال يتعاطى بمنطق السبعينيات، وهو أمر مرفوض في أيامنا،

وعن موضوع التشويه الإعلامي الذي يتعرض له بلدنا، قال شربتجي: «قد يختلف معي الكثيرون في رأيي، ولكنني أعتقد أنه منذ بدايات الوجود الإعلامي هذا في منطقتنا العربية وهو كاذب، وأنا لم أكن أخفي هذا في السر أو في العلن، لأنني أرى الكثير من الأخطاء التي يقوم بها هذا الإعلام، منذ بداياته، وكنا نحن في غفلة من واقعنا، ونعيش في سبات عميق مكّن هذه القنوات من التأثير علينا، وبالتالي فليس ما تقوم به هذه القنوات اليوم مفاجئاً بالنسبة لي».

وأضاف المخرج السوري: «ما يحدث في بلدنا اليوم هو ما حذرت منه في مسلسلي "رياح الخماسين"، الذي قلت فيه إننا يجب أن نتحاور كي لا تضيع بلادنا، وقد دقعت ثمن الكلام الذي كان السيد الرئيس أول من نادى به، وهو اليوم يكرره، فقط لأن موظفاً ما لم يفهم دعوتي هذه».

وفي الختام، قال شربتجي: «بغض النظر عن تفاؤلي بانتهاء الأزمة، فإنني لا أخاف من الكسر، بل إن الخدوش التي شوهت مجتمعنا هي ما يزعجني، لأنها لا تذهب بسهولة، ونحن خدشنا أدبياتنا عندما لجأنا إلى التفريق الطائفي والمناطقي.. قد يكون ما سأختم به مكرراً، ولكنني أقول: رحم الله شهداءنا، وقوى أسدنا، والله يكون في عونه».