2015/05/17
بوسطة – علي المحمد
قدم فريق مسرحية "هدنة" ثاني عروضها على خشبة الحمراء بدمشق (16 أيار/مايو 2015) بحضور بدا أقل عدداً بكثير مقارنةً مع يوم الافتتاح (14 أيار)، لكن الخطيب رأى أنه "أكثر حساسية من جمهور عرض الافتتاح، حيث كان يستمع ويرغب برؤية ما يجري تماماً".
العرض الذي كتب نصه عدنان أزروني، يحكي قصة جندي يخطط لبناء حياته إلى جانب حبيبته، ويجد نفسه فجأة ضمن معمعة الحرب التي فرضت نفسها على البلاد. تبدأ المسرحية بمعركة يتمركز بعدها الجندي / بطل المسرحية (يامن سليمان) في نقطة يبني فيها متراسه بانتظار إكتمال مدة المهمة؛ ساعتين يحاول فيهما أن ينعم بـ "هدنة" مؤقتة يسترجع خلالها ذكرياته وخيالاته مع جميع الناس الذين يحبهم في لحظة استذكار أخيرة تلامس الموت.
الشخصيات الأخرى / خيالات الجندي؛ تمثّل الحبيبة، الأم، الحماة، الصديق المقتول، وغيرها ، كلها تتسلل تدريجياً من خلفية المسرح، كما الأطياف بملابس بيضاء، تتفاعل مع البطل، تبدو متشابهة إلى حد ما، ومن لحم ودم.
مخرج العمل يؤكد لـ "بوسطة" على الطرح الإنساني البحت لـ "هدنة" : "نحاول تسليط الضوء على جيل كامل فقد أحلامه بسبب الالتحاق بالحرب، واخترنا البطل مهندساً معمارياً كرمزية للفئة المعوّل عليها ببناء البلد، ويحمل العرض أيضاً دعوة للسلام وإنذاراً من كارثة استمرار الحرب على ما هي عليه، ليس هناك من حل إلا أن تنتهي الحرب ونبدأ بمرحلة السلام ويعود الشباب إلى بناء الوطن بدلاً من بناء المتاريس".
من الملفت أيضاً الحضور المحسوس (وربما أكثر مما ينبغي) للراعي الإعلامي للمسرحية (شام إف إم) على الخشبة من خلال فواصل إذاعية بصوت هيام الحموي وزياد الرحباني يصدح بها مذياع البطل بين الفينة والأخرى.
كذلك واجه العرض بعض الانتقادات في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لجهة اللعب على عواطف المتلقي وعلاقته بالشام عبر سرديّة مطوّلة حاولت استثارة ذاكرته البصرية عن دمشق القديمة؛ فبدت أقرب ما تكون إلى الشعر من لغة المسرح.
العمل إنتاج مديرية المسارح والموسيقا، ويلعب أدوارها كلّ من : يامن سليمان، نسرين فندي، جمال نصار، أسامة التيناوي، لينا حوارنة، غسان الدبس، ورنا جمول
سينوغرافيا أحمد يوسف، موسيقا طاهر مامللي، إضاءة ريم محمد، وأزياء هشام عرابي. العرض مستمرّ حتى تاريخ 28 أيار / مايو الجاري.