2012/07/04
دار الخليج
لم تقف الفنانة المصرية نيللي كريم يوماً عند حجم دور أو ترتيبه أو بطولته، لأن هاجسها كان دوماً تقديم عمل هادف يُرضي قناعاتها الفنية والإنسانية، لذلك لم تتردد في قبول دور لا تتجاوز مساحته 50 مشهداً في مسلسل “الحارة” الذي وصفته بـ “التجربة المختلفة”، لأنه ليس تفصيلاً على قياس نجم بقدر ما هو موضوع لا يعتمد على مساحة الدور، إنما التأثير الذي يتركه في نفس المشاهد بالظهور في حلقتين فقط، لكنها ظلت حاضرة في الأذهان طوال الأحداث .
كما أنها تعدّ لعبها دور البطولة أمام الفنان عادل إمام في فيلمه الأخير “زهايمر” الذي حقق أرقاماً قياسية في شباك التذاكر، شهادة ميلاد فنية جديدة لها، مشيرة في حوارنا معها إلى أنها لم تصدق عندما اتصل بها إمام ليخبرها أنه اختارها لتشاركه الفيلم .
بداية لاحظ النقاد أنك تميلين في الفترة الأخيرة إلى الشخصيات البسيطة والمكافحة، وهو ما ظهر في “الحارة” و”نسيم الروح” و”واحد صفر”؟
- فعلاً، ففي “نسيم الروح” كنت ورد البنت الجدعة والطيبة التي تستطيع ان تقود تظاهرة وأن تقف في وجه الظلم على الرغم من سطوة والدها الظالم والبلطجي، وفي “واحد صفر” أديت دور ريهام الممرضة المحجبة التي ترفض التنازل عن كرامتها، رغم الفقر الذي تعيشه، ورغم عمل أُختها في الكليبات، فضّلت أن تبقى على حالها حفاظاً على كرامتها . مثل هذه الشخصيات البسيطة تجدينها في أي زمان ومكان، وإن اختلفت تفاصيلها . هي نماذج حقيقية أحب تقديمها، وكذلك الحال في شخصية منى في “الحارة” .
كثيرون ممن تابعوا “الحارة” انتقدوا أجواءه الكئيبة؟
- قد يكون ذلك صحيحاً، لكنه قدّم حارة واقعية، وليس حارة تلفزيونية، وواقع هذه الحارة كان مراً وقاسيا .
ما أصعب ما واجهك في شخصية منى؟
- منى شخصية مركبة ملأى بالتناقضات ما يعني صعوبة أدائها . لكن العمل مع فريق مخلص وموهوب سهّل لي المهمة لدرجة .
إلى أي مدى نجح المسلسل في تقديم صورة مصغرة عن تحولات المجتمع المصري؟
- أعتقد أن المسلسل نجح بنسبة كبيرة، لأن “الحارة” هي قلب مصر، وما يحدث في الوطن ينعكس عليها سلباً وإيجاباً .
تحبين الأعمال التي تجمع عدداً من الأبطال؟
- جداً . لأنها ملأى بالتنوع وتدعو إلى المنافسة، كل شخصية تظهر في العمل تعبّر عن بيئة معينة والتناقض في الطبقات، من حيث التفكير وأسلوب الحياة .
رغم النجاحات التي واكبت مسيرتك الفنية تبدو خطواتك السينمائية بطيئة نسبة لبنات جيلك؟
- أنا مقتنعة باختيار ما يريحني إنسانة و”فنانة” . يهمني أن أقدم عملاً يؤثر في الناس ويحمل اسمي لأني أرفض الحضور لمجرد الحضور .
كيف ترين تجربتك السينمائية الأولى مع الفنان عادل إمام في فيلم “زهايمر”؟
- من أهم تجارب حياتي، حتى هذه اللحظة وبعد انتهاء تصوير الفيلم، لم أزل غير مصدقة بأن عادل إمام اتصل بي ليخبرني باختياري بطلة لفيلمه الجديد . بصراحة كانت المفاجأة أكبر من توقعاتي .
ألم يقلقك اعتذار غادة عادل عن الدور؟
- لم أكن على علم بكل ذلك، فضلاً أن هذا الرفض مرتبط بظروف غادة وليس لعيب في الدور .
قدّمت منذ سنوات فيلم “غبي منه وفيه” مع هاني رمزي وحققتما نجاحاً كبيراً . ثم تكررت التجربة في “الرجل الغامض بسلامته” لماذا؟
- أتفاءل بالعمل مع هاني رمزي الذي استطاع أن يرسم لنفسه ملامح سينمائية خاصة جداً، وأصبحت أفلامه تحمل علامة الجودة وتجمع بين الكوميديا والسياسة . كما أن هناك كيمياء جميلة بيني وبينه .
هل خفت من فيلم 678 الذي عرض مؤخراً في مهرجان دبي، وحصد جوائز بسبب ما تضمنه من أفكار جريئة؟
- أرى أعتبر نفسي ممثلة جريئة لا أخشى الموضوعات الصعبة والمعقدة إذا توافرت لها الكتابة الجيدة .
أنت راقصة باليه محترفة ورغم ذلك لم تقدمي تجربة الفيلم الاستعراضي السينمائي حتى الآن لماذا؟
- كنت أتمنى تقديم فيلم استعراضي مع الراحل يوسف شاهين وهذا الحلم تحقق جزئياً من خلال تقديمي استعراضاً راقصاً في فيلم “اسكندرية نيويورك” الذي أعده حدثاً كبيراً أفتخر به في تاريخي السينمائي . وللعلم، لم يعرض عليّ القيام بدور استعراضي، وأغلب الظن لأن المنتجين يتخوفون من الميزانية الضخمة لمشروع غير مضمون النتائج .
أما زلت تمارسين الباليه؟
- نعم وفي دار الأوبرا كما في مدرستي الخاصة التي أسستها منذ فترة .
سرت شائعات كثيرة عن انفصالك عن زوجك د . هاني أبو النجا لانشغالك الدائم بأعمالك الفنية؟
- هذه الشائعات التي تطالني وزوجي كالنكتة القديمة التي تُضحك، فهي تتردد بكثرة كلما دخلت عملاً جديداً، ولا نبالي بها من قريب ولا من بعيد . حياتنا وسعادتنا تكمن في التفاهم الكبير بيننا .