2012/07/04

نجيب نصير يرى الدراما السورية في تراجع
نجيب نصير يرى الدراما السورية في تراجع

بوسطة


اعتبر الكاتب والمؤلف الدرامي نجيب نصير أن الدراما السورية، ووفقاً للنتائج الاجتماعية المطروحة حالياً، لم تستطع إثبات نفسها، موضحاً أنه تم التعويل عليها كخطاب جماهيري مؤثر يظهر في البنية الاجتماعية، لكنها لم تفلح في ذلك.

وفي حوار أجرته معه صحيفة "دار الحياة"، أرجع نصير إن عدم اتجاهه إلى الأعمال الدرامية التاريخية، وبقاء نصوصه في إطار الدراما الاجتماعية إلى أنه «عادةً في أي سوق أو حرفة يتجه الناس نحو المنتجات الأسهل تسويقاً، بالنسبة لي وللأستاذ حسن سامي يوسف كان لدينا طريق أن نقوم بالأعمال الاجتماعية المعاصرة عبر ملاحظاتنا للمجتمع، وكيف يتصرف تجاه المستجدات، وطبعاً لم يتسنَّ لنا التكلم عن كل المستجدات والتحولات إنما قدمنا البعض منها وهذا هو المشروع»، مشيراً إلى أن رهانهما نجح.

واعتبر نصير شراكته مع حسن سامي يوسف «كانت مبنية على التحليل المنطقي لأن أي دراما في العالم هي عمل جماعي، وحتى الأعمال الفردية الكبرى تكتب من قبل مجموعة من الكتّاب على مستوى فيلم ساعة ونصف الساعة»، مشيراً إلى أن الدراما التلفزيونية والعربية بالذات هي دراما تنقصها التقنية، وقال: «السبب باستمرار الشراكة أن العلاقة عقلانية، كما أتمنى لو كان العمل التلفزيوني مجزياً اقتصادياً حتى يشترك فيه عدد من الكتاب».

كما انتقد نصير تحويل بعض الناس الدراما إلى المنتج الثقافي الوحيد في حياتهم، مما يعني موتاً للمسرح والسينما والإذاعة وعادة القراءة، مرجعاً الأمر إلى التعويض.

وعن قدرة الدراما السورية على المنافسة مع عودة الدراما المصرية وصعود الخليجية واللبنانية، قال نصير: «المشكلة أن العقل الكلاسيكي معطوب، فعند نهاية الثمانينات وبداية التسعينات عبرنا عن طاقتنا الفنية بالدراما التلفزيونية؛ حيث كنا سباقين ومتجاوزين للمطروح في العالم العربي، والآن عندما نجحنا تمترسنا خلف هذا النجاح وأصبح هناك سقف، ولم يكن جراء ظرف عالمي بل هو قصر يد»، وأشار إلى أنه أصبح هناك بعض الرسائل ضد الدراما منها الاستسهال بعمل الدراما، وكذلك التكلفة غير العقلانية، كما تم التنازل للسوق وأنتجت تواصي خضوعاً للرقابات العربية وبدل أن نكون شعلة تنوير أصبحنا لمبة محروقة.

كما أكد نصير أن «المطب الأخير الذي وقعت فيه الدراما السورية أنه بعد نجاحها لم تستطع أن ترفع سقفها الفني ولا الإبداعي، فاعتبرت أن هذه السلعة مكتملة بذاتها ووصلت للكمال، لذلك عندما يوجد مسلسل (ضرب) كباب الحارة أو مسلسل بدوي فهو تنويع على المهن المشاركة بصنع الدراما، فمرة تكون الملابس رائعة وأخرى المكياج خارق وطبعاً أنا ضد التعميم، وعليه لم نستطع التقدم بل نحن نتراجع».

ورفض نصير القول بأن الدراما المدبلجة تؤثر سلباً على الدراما السورية، لأن الأخيرة ليست في القمة، معتبراً أن نجاح الدوبلاج الكبير هو دليل أننا نعاني فراغ في مكان ما، وأضاف: «المشكلة هي بعدم تجاوز السقوف، ففي زمن العار القضية شديدة البساطة والسذاجة بالعشرية الأولى من القرن الحادي والعشرين ونحن طرحناها لسذاجتها ولتفاهتها، من الممكن أن مسألة تافهة كالعذرية قادرة على قلب كيان بيوت، فمثل هذا المسلسل أقام الدنيا ولم يقعدها على أساس أن هذا الأمر يصلح وآخر لا يصلح، ويأتي المسلسل التركي ويطرح هذه القضية وهم يشربون الخمور وفي المسابح والمتلقي العربي لا يعلق، كما أنه مستقبلاً يمكن أن تأتي الدراما الايطالية والاسبانية وغيرها».

من ناحية أخرى بدا نصير متشائماً حول نظرة الدراما إلى المرأة كضحية، «فنحن لم نستطع أن نتصور المرأة كمواطن كامل الأهلية قادرة على الزواج أو العيش وحيدة وأن تكون حرة بجسدها أو بقرارها، فنتصورها تنويعاً على الذكر فقط».

وفيما اعتبر نصير أن المنتجين المنفذين في الدراما السورية حولوا هذه المهنة إلى مهنة سمسرة، أشار إلى أنه ليس ضد الأرباح حتى لو كانت فاحشة لأن كل المنتجات الثقافية لها ثمنها.