2012/07/04
خاص بوسطة – ملاذ الزعبي
رأى الكاتب نجيب نصير أن صناعة الدراما السورية وصلت إلى مرحلة "التوصاية" حيث تتم كلها «حسب الطلب بما في ذلك النص أي الطرح الفني والثقافي للدراما التلفزيونية».
كلام نصير جاء خلال المحاضرة التي قدمها بالاشتراك مع المنتج أديب خير في مكتبة الأسد يوم الاثنين 21 كانون الأول/ ديسمبر، ضمن مشروع سلسلة المحاضرات الشهرية الذي تنظمه الغرفة الفتية الدولية بدمشق JCI.
وقال نصير إن شركات الإنتاج تكاثرت «بسرعة مذهلة» على الرغم من أنه «ليس لديها من أسباب الإنتاج سوى المادة الأولية كمشاع يمكن الاتجار به نظرا لسرعة العوائد أو ضخامتها»، مضيفا أن «عشرات الشركات أرادت تقليد نجاح (الرواد) من مبدعين واختصاصيين (حسب نظرية الشاورما) الذين حاولوا إنتاج دراما تلفزيونية منافسة حسب التعبير الاقتصادي».
كما اعتبر كاتب "زمن العار" أن «الدراما التلفزيونية السورية تحولت من حالة الطلب العالي عليها في مستهل التسعينيات إلى حالة عرض تذللية ومنافسات غير شريفة، ما يظهر تلك البدائية الثقافية التي تتحكم بقطاع جديد من قطاعات الإنتاج الوطنية»، وهو ما أدى، بحسب نصير، إلى «توقف النمو الطبيعي لهذا الإنتاج، وبالتالي بيعه برمته إلى الممولين الخارجيين بطرق مهينة لما تتميز به من قلة المعرفة وقلة حس بالمغامرة، في تقليد اعتيادي لعمليات البيع والشراء التقليدية والتي يمكن لها أن تصنع أناس أغنياء ولكن من عصر مختلف ومتخلف».
وأضاف نصير «الذي حصل وخلال عشرين عاماً هو تهافت هذه الصناعة، وتقلص عدد المنتجين المحليين إلى أعداد مخجلة، وتحويلها إلى منتجين خارجيين يفرضون شروطهم الثقافية والاقتصادية، في عملية عرض مذلة لسلعة حصلوا عليها من مادة أولية مجانية يملكها الشعب السوري برمته، بغض النظر عن الموقف الفردي أو الجماعي من الفن نفسه».
وتابع «اليوم يذهب المنتج السوري في نسخته الأخيرة إلى منتج خليجي أو مصري ويطرح عليه مشروعاً درامياً فإذا وافق واشتراه ودفع ما فيه النصيب عليه، تم التصوير والإنتاج، وإذا لم يوافق فيتوقف الإنتاج، هكذا، ببساطة التوسط لبيع علبة مرتديلا لا فرق».