2012/07/04
بوسطة - يارا صالح شن المخرج نجدة أنزور هجوماً على بعض القنوات العربية الخاصة التي وصفها بأنها تدعي ليلاً نهاراً بمحاربة الإرهاب في إعلاناتها وأنها ضد الظاهرة، لكنها لم تشترِ مسلسله "ما ملكت أيمانكم"، الذي يتطرق لموضوع الإرهاب، وتشدد بعض الشباب المسلمين إلى درجة ابتعادهم عن جوهر الدين الإسلامي. وفي لقاء مطول مع موقع إيلاف الإلكتروني، أشار أنزور بشكل علني لفضائية الـ MBC التي فاوضته على شراء العمل وانسحبت في آخر لحظة، معتبراً أن له الحق المشروع في السؤال "لماذا تُظهر بعض القنوات عكس ما تبطن؟". كما أكد أنزور أنه لا يلوم القنوات الحكومية، ومنها الفضائيتان السعوديتان الأولى والثانية، التي تمتلك محاذر رقابية لا تستطيع معها عرض المسلسل، أو عرض بعض مشاهده، معتبراً أنه أصغر من أن يهاجم المملكة العربية السعودية أو قنواتها، ومشيراً أن قناة الـ MBC لا تمثل المملكة، وليس كل من ينتقد هذه القناة ينتقد السعودية وقنواتها. وأوضح أنزور أنه يحترم المملكة ويحترم تاريخها وعلاقته بها، منتقداً بعض الأقلام التي كتبت في الصحف السعودية أن أنزور يهاجم الفضائيات السعودية، ووصفها بالأقلام المأجورة. كما شدد المخرج السوري أنه لم يتعمد الإثارة في مشاهد العمل، لكن موضوع المسلسل كان يتطرق للكثير من القضايا الجدلية، والإشكالية في العالم العربي، ومنها المحاذير الثلاثة "الدين والجنس والسياسة"، الأمر الذي فرض عليه إدخال عنصر الإثارة في بعض الأحيان، معتبراً في الوقت نفسه أنها لم تكن مجانية بل خدمت تركيبة العمل من الناحية الفنية والموضوعية. من ناحية أخرى تحدث أنزور عن مسلسله الثاني الذي قدمه هذا العام وهو "ذاكرة الجسد"، نافياً فشل الحلقات الأولى، ناقلاً كلام الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، صاحبة الرواية التي أخذ العمل عنها، والتي نقل عنها أنزور حرفياً «قالت لي الكاتبة أحلام حرفياً "كما هناك صفحات قوية وصفحات ضعيفة في روايتي هناك أيضا حلقات قوية وحلقات ضعيفة في المسلسل "». كما أشاد أنزور بالمخرجَين الشابين الليث حجو وسمير حسين، اللذين اعتبرهما «الأكثر تألقاً» هذا العام، داعياً الآخرين إلى عدم الاستعجال وبناء طريقهم بهدوء وثقة أكبر. وفي موضوع آخر قال أنزور إنه لن يتردد للعمل في مصر إن أتته فرصة عمل، في ظل إمكانيات إنتاجية جيدة، وإنه ينتظر الفرصة الحقيقية لإضافة شيء مهم للدراما المصرية التي بدأت تتغير بذكاء شديد خاصةً هذه السنة مستشهداً بعملَي "الجماعة" و"أهل كايرو". أما عن جديده العام القادم، فقد أكد أنزور أن هناك اتفاقاً مبدئياً مع الفنان والمنتج فراس إبراهيم لإخراج مسلسل "في حضرة الغياب" الذي يتناول السيرة الذاتية لحياة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، الذي رأى فيه جزءاً مما يجب أن يُقدم تلفزيونياً وسينمائياً للشاعر الراحل. وفي السياق ذاته، أشار أنزور إلى أن القضية الفلسطينية مغيبة على مستوى الدراما العربية إلا أنها موجودة وحاضرة دائماً في الدراما السورية، ولم تكن يوماً غائبة عنها، ومنتقداً كل المحطات التي لا تكلف نفسها شراء الأعمال المهتمة بالقضية الفلسطينة كما حصل هذا الموسم مع مسلسل "أنا القدس" للمخرج باسل الخطيب، واصفاً تلك القنوات بالوصول إلى درجة كبيرة من الانهزامية والخوف من عرض مسلسل لن يحرر فلسطين ولن يسرع بالمفاوضات، إلا أنها ستذكر بقضية العرب الأولى، وأضاف أنه ويجب الاعتراف بأن الفضائيات العربية أصبحت عارية تماماً.