2012/07/04
حبايبي متابعي البوسطة الكرام..
إذا حدا من متابعي الدراما العربية، أو عشاقها، جن جنونه برمضان القادم، لا حدا يسأل ليش.. السبب موجود عند بعض (مخرجينا القديرين)..
تشترك الدراما العربية مع تلك الأجنبية في نقطة واحدة، وهي أن المخرج هو السيد الوحيد في ميدان العمل، له ما يشاء ويرغب، وبإمكانه فعل ما يريد.
لكن، وبينما يفهم الأجانب هذه النقطة على أنها مسؤولية كبيرة تُحتم على المخرج أن يُقنع المشاهدين بمصداقية عمله، ينحى مخرجونا العرب إلى تفسيرها على أن المخرج يمكن أن يصبح بمثابة القوة القادرة على خلق الأعاجيب، واجتراح المعجزات، دون أي تقدير لعقل المشاهد العربي الذي قد يجره ما سيراه في رمضان القادم إلى الجنون!!
براءة الاختراع الجديدة لمخرجينا قد تثير عليهم جميع رجال الدين في العالم، فالمعجزات التي شهدها التاريخ انتهت منذ آلاف السنين، إلا أن مخرجي بعض المسلسلات القادمة في الشهر الكريم، استفادوا من هذه المعجزات، وقرروا إعادة أبطالهم إلى الحياة بعد أن شيعوا جنازاتهم (على مرأى ومسمع ومشهد المتابعين فوق أنحاء المعمورة!) ليثبتوا بذلك أنهم أولياء عصر التلفزة العربية!!
البداية كانت مع أحد المسلسلات المحلية (التي قد تمحو غرابة تفاصيل جزئها الأخير، غرابة الطريقة التي يعود بها بطل إلى الحياة بعد تشييع جنازته في جزء سابق)، إلا أن ما قد يفصل بين إبداع المخرج وصدمة المشاهدين (إلى حد الجنون) هو شعرة صغيرة، تكمن في عدم موافقة الممثل العائد إلى الحياة (في المسلسل) على الظهور في المشهد الأخير (حتى الآن!!).
المفاجأة ذاتها تتكرر، ولكن هذه المرة بنسخة عربية، وبطريقة أكثر فجاجةً، ففي الجزء الجديد من مسلسل عربي شقيق يروي قصة حياته من الصفر ليصل في آخر الأمر، تعود الشخصية الثانية في المسلسل إلى الحياة مرة أخرى، بعد أن اختتم الجزء السابق بمصرعه!
والجنون هنا منطقي أكثر، فالبطل لن يعود بالحديث عنه فقط، بل سنشاهده حياً يرزق، يأكل ويشرب ويتنفس، ويقوم بكل ما كان يقوم به قبل وفاته!!
ونسأل.. كم يستخف هؤلاء المخرجون بعقول المشاهدين العرب، حتى يطرحوا لهم قصصاً لا تحدث حتى في الخيال؟ أم أنهم (صدقوا أنفسهم) بأنهم أولياء هذا الزمن، يفعلون ما يحلو لهم، إذ ليس هناك من يقف في وجههم، ويقول لهم كفاكم تلاعباً بعقولنا ومشاعرنا؟