2012/07/04
بوسطة
استغربت الكاتبة يم مشهدي القول بأنها كانت قاسية بقلمها وأن المخرجة رشا شربتجي كانت قاسية على الشباب في كاميراته في مسلسل "تخت شرقي"، مشيرة إلى أنها حاولت أن تقدم جميع نماذج الشباب في المسلسل باللون الرمادي، الذي هو خليط بين الأبيض والأسود، وهو ما يشكل شخصيات مجتمع علماني كالمجتمع السوري.
وفي حوار أجرته معها صحيفة "دار الخليج" الإماراتية، قالت يم: «أنا في المجتمع لا أرى شيئاً إيجابياً بالكامل، ولا سلبياً بالكامل، سعيت في المسلسل من خلال النص الذي كتبته إلى أن أبحث عن حال الفرد في المجتمع ذكراً أم أنثى، عن حالة الضياع والتشتت الذي يعيشه، ولماذا يعيشه فهل بهذا أكون سوداوية في الطرح؟ لا أعتقد أنني كنت كذلك».
كما اعتبرت يم أن كل شخصيات العمل كانت إيجابية وقصصها مقتبسة من المجتمع، كالشاب الذي يقع في صراع بين حبه لفتاة ورفضه لحقيقة أنها ليست عذراء، مشيرة أن هذا الأمر هو حال كثيرين من شبابنا، وشخصية المحامي الذي يتولى تربية ابنته التي لا يزيد عمرها على بضعة أشهر بعد أن تهجر زوجته حياته، وأضافت أن النساء في العمل كنّ سلبيات والرجال إيجابيين على عكس ما يُقدم في معظم الأعمال.
ورأت يم أن من يقول بأن عملها كان جريئاً بالنسبة للـ "مغامرات الجنسية" التي عاشها أبطاله الشبان الأربعة، لم يتابع المسلسل من أوله حتى آخره، «وأجزم بأنه عندما يعيد المشاهد أو المراقب، المتابعة سيغير وجهة نظره»، وأضافت: «أنا منذ مسلسلي الأول "وشاء الهوى" صورت في نصي آنذاك علاقة عاطفية خارج إطار الزواج ولم يمنعني أحد من ذلك وعرض المسلسل كما هو، ربما انشدّ البعض إلى بعض الألفاظ التي تم استخدامها في المسلسل على ألسنة النساء فيه، لكن في الحقيقة هذه هي الألفاظ التي تستخدمها النساء في المجتمع وفي البيوت بشكل يومي، رأيت أنه من الأجدى استخدام العبارات التي تستخدم في الواقع، فقال البعض إن النص جريء».
كما أوضحت يم أن سبب اهتمامها بموضوع الشباب والذي ظهر في مسلسلَي "يوم ممطر آخر" و"تخت شرقي" يعود إلى عدة أسباب، «أولاً أنا أنتمي إلى فئة الشباب وبالتالي هي فئة تخصني وتتعلق بي وأنا أتعلق بها، لكن في الوقت نفسه يجب عدم تجاهل أنني في المسلسلين معاً لم أتجاهل الفئات العمرية الأكبر سناً»، وثانياً «هي الفئة الأهم في المجتمع، هي “الدينامو” في كل المجتمعات، لكننا نراها مهمشة في مجتمعنا مصابة بإحباط وبحالات تتطلب علاجاً طويلاً، والدراما هي أهم مراكز العلاج في رأيي».
وأكدت مشهدي أنها حاولت قدر الإمكان إيجاد مقاربة لفئة الشباب ووجودها في المجتمع، وطرحت العديد من الأسئلة عن أسباب العبث الذي تقوم به هذه الفئة المهمة، وحالات التشرذم والضياع والإحباط، واللاجدوى واللامبالاة، وتركت الجواب للمشاهدين، وهو ما تهدف إليه من إيجاد جدل في المسلسلات التي تكتبها.
يم أكدت أن الرقابة السورية لم تحذف مشاهد من عملها، «فقبل قليل قلت إن سوريا دولة علمانية لا تمنع عرض أعمال كهذه»، موضحة أن بعض القنوات حذفت بعض المشاهد، الأمر الذي أرجعته يم إلى سياسة كل قناة، وهو ما أكدت أنها تحترمه.