2013/05/29
بوسطة – وكالات
تعرض للبيع في المزاد العلني في باريس رسالة استثنائية كتبها نابوليون الاول بخط يده في العشرين من تشرين الاول/اكتوبر 1812 وجاء فيها "سأفجر الكرملين في يوم الثاني والعشرين عند الثالثة فجرا".
وبعد مئتي عام على الحملة الفرنسية على روسيا، تقوم دار أوسينا في فونتانبلو قرب باريس بعرض هذه الرسالة المشفرة التي تحمل توقيع "ناب" للبيع في مزاد في الثاني من كانون الاول/ديسمبر، علما أن قيمتها تقدر بما بين عشرة الاف و15 الف يورو دون من احتساب المصاريف.
وكان نابوليون قد غادر موسكو وهي في حالة دمار واسع، وانتقل الى محيطها، وابلغ وزير العلاقات الخارجية في حكومته هوغ برنار ماريه قراره بدك الكرملين.
ويقول الخبير الان نيكولا ان "تنفيذ المهمة اوكل الى المارشال مورتييه، فقام بدك ابراج الكرملين الذي كان قصرا امبراطوريا وقلعة عسكرية في آن واحد". غير ان الابراج اعيد بناؤها بسرعة كبيرة على شاكلة الابراج المدمرة تماما.
ويطلب نابوليون في هذه الرسالة من وزيره الموجود حينها في فيلنيوس ان يجمع المواد الغذائية وان يجد وسائل للنقل.
وكتب فيها أن "سلاح الفرسان قد تفكك، وكثير من الاحصنة تلاقي حتفها" من جراء البرد القارس الذي تحمله رياح سيبيريا الى ارجاء موسكو.
ويضيف الخبير "ان الرسائل المكتوبة بخط يد نابوليون نادرة، لأن الكثيرين من حملة الرسائل فقد أثرهم بعد أن وقعوا على الارجح بين أيدي الروس".
وتعرض في المزاد ايضا مخطوطة كتبها نابوليون في منفاه في سانت هيلينا تحمل عنوان "مقالة حول اساليب تعزيز الحملة"، وحاول فيها الامبراطور المخلوع تبرير سياساته في الحملة على روسيا.
فكتب نابوليون أن الحملة لا ينبغي أن تسمى انسحابا على الحملة لأن الجيش كان منتصرا"، وهو بذلك رد على الانتقادات التي وجهها اليه الجنرال جوزيف رونيا في كتابه "تأملات في فن الحرب" الصادر عام 1816.
في الرابع عشر من ايلول/سبتمبر 1812، دخل نابوليون الى موسكو بعدما هجرها الكثير من سكانها ولم يبق فيها سوى الاشد فقرا.
وبحسب جان كريستوف شاتينييه، المسؤول عن القسم الامبراطوري في دار اوسينا، فان "نابليون كان ينتظر استسلام قيصر روسيا الكسندر الاول، لكن الروس اختفوا ولم يظهر احد منهم".
واندلعت حرائق كثيرة في هذه المدينة ذات البيوت الخشبية، ما ازعج الجيش الفرنسي. ثم أعطى نابوليون الامر لقواته بالانسحاب الى الجنوب، لكنه كان قد خسر وقتا ثمينا.
وفي هذه المخطوطة، يشير نابليون الى ان "الشتاء الروسي هو المنتصر الوحيد"، مؤكدا ان مسار حملته كان ليأخذ منحى آخر مختلفا تماما لو انها انطلقت قبل موعدها بثلاثة اشهر.
ويقول شاتينييه ان نابليون عكف في المنفى في سانت هيلينا على "اعادة دراسة معاركه وسياساته العسكرية، موجها تحليلاته هذه الى صديقه الوفي الجنرال برتران والمقربين منه".
والمجموعة التي يعرضها المزاد مصدرها عائلة برتران، ويقدر ثمنها مجتمعة بما بين 60 الف و80 الف يورو، وهي تضم "مقالات حول تعزيز الحملة"، والمخطوطة عن الحملة على روسيا، في 180 صفحة و44 رسمة. ويعود تاريخ هذه الكتابات الى ما بين تموز/يوليو 1818 واب/اغسطس 1819.
والى جانب المخطوطات والرسائل، يعرض المزاد سريري نابوليون وجوزفين واربع كراس على شكل طبول عسكرية يقدر ثمنها بما بين 50 الف يورو و60 الفا ومصدرها الفندق الصغير في شارع شانتورين في باريس الذي كان اول مسكن للزوجين، والذي دمر في العام 1862.