2012/07/04
غيث حمور - القنديل
بدأها مرايا وكرّسها باب الحارة
رغم أن مسلسل مرايا هو من بدأ سياسة الأجزاء في الدراما السورية واستمر على نهجه مسلسل بقعة ضوء فيما بعد، ولكن من كرّس هذه السياسة وثبتها هو مسلسل باب الحارة الذي أنتجته قناة الـ(MBC) وحققت أجزاؤه الخمسة نسب مشاهدة ضخمة وغير مسبوقة، ومنذ بداية الجزء الثاني من باب الحارة أصبحت موضة الأجزاء أحد الثوابت الدرامية في الإنتاجات السورية.
بين الكوميديا والبيئة
اقتصرت سياسة الأجزاء في المواسم الماضية على نوعين دراميين: الأول هو البيئة، ومن هذه المسلسلات ثلاثة أجزاء من الحصرم الشامي، وجزءين من كل (أولاد القيمرية، أهل الراية، بيت جدي)، والنوع الثاني هو أعمال الكوميديا ومنها جزءين من كل من (ضيعة ضايعة، صبايا) وسبعة أجزاء من (بقعة ضوء)، وربما الاستثناء الوحيد عن هذه القاعدة هو المسلسل الاجتماعي أهل الغرام الذي قدّم في جزءين.
استثمار للنجاح
يرى معظم النقاد والمتابعين أن ما يقدم من أجزاء يندرج تحت خانة الاجترار لما سبق، فيعتقد هؤلاء أن الأجزاء الجديدة في معظمها لم تقدم الجديد على المستويين الفني والتقني، ويتفق مع هذا الرأي العديد من العاملين في الحقل الفني، والذين يرون أيضاً أن هذه السياسة كُرست لاستثمار نجاح المسلسلات والاستفادة من الرصيد الجماهيري الذي حققته في أجزائها الأولى، وأن دراما الأجزاء لن تقتصر في المواسم القادمة على الكوميديا والبيئة بل ستمتد إلى الدراما الاجتماعية والتاريخية أيضاً.
نضوب الأفكار
على الجانب الآخر يرى الكثيرون أن سبب ازدياد دراما الأجزاء يعود في المقام الأول لنضوب الأفكار الجديدة وقلة الكتاب القادرين على تقديم الجيد على مستوى الحبكة والقصة بغض النظر عن النوع الدرامي المقدم، ويسوق هؤلاء العديد من الأمثلة المؤكدة على صحة رأيهم، ومنها انتشار عامل الموضة في الدراما فعندما يقدم أحد الكتاب أو المخرجين فكرة جيدة أو طريقة جديدة نجد أنها تتحول إلى موضة ينتهجها الجميع للاستفادة من نجاح الأصل كما حدث مع مسلسلات اللوحات الكوميدية والتي تحولت إلى ظاهرة، والأمر ينطبق على أعمال البيئة الشامية أيضاً.
بعض الاستثناءات
تحوي المكتبة الدرامية السورية على بعض الاستثناءات القليلة الذي خرجت فيها الأجزاء الجديدة عن نمطية الأجزاء الأولى، وربما تجدر
الإشارة إلى المسلسل الكوميدي ضيعة ضايعة، الذي استطاع طاقمه تقديم الجديد في الجزء الثاني على مختلف الأصعدة وخاصة على صعيد الطروحات والأفكار، ومن الأعمال الأخرى لا بد من ذكر مسلسل الحصرم الشامي والذي كان من أفضل الأعمال السورية التي تقدم كأجزاء.
فكرة هوليوودية
فكرة الأجزاء في الأصل تعود إلى الدراما الأمريكية الهوليوودية والتي تعتمد هذه السياسة منذ نشأتها، بداية من مسلسل (دالاس) و(الهارب) و(الغني والفقير) في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي وانتهاءً بـ(friend)، و(lost)، و(Priso Break) في الألفية الجديدة، وغيرها من مسلسلات الأجزاء، وما ميّز مسلسلات الأجزاء في الدراما الأمريكية -في معظمها- هو الطروحات المتجددة والأفكار التي لا تنضب، فضلاً عن التطور الدائم على المستوى الفني والتقني، كما أن العامل الأساسي الذي يساهم في تفرد الدراما الأمريكية هو طريقة العرض التي تمتد لعام كامل وتقتصر على حلقة واحدة في الأسبوع، بعكس الدراما السورية والعربية التي تبث نتاجها في شهر واحد وبطريقة مكثفة.
في الموسم القادم
سيشهد الموسم القادم العديد من الأجزاء الجديدة لمسلسلات قديمة، ويأتي في مقدمتها مسلسل (الدبور) والذي سينتهي تصوير جزئه الثاني قريباً بإدارة المخرج تامر إسحق، وهو من بطولة سامر المصري، خالد تاجا، علي كريّم، وغيرهم، وأيضاً سيشهد الموسم القادم عودة (مرايا) بجزء جديد بعد غياب أكثر من خمسة سنوات، والعمل من بطولة ياسر العظمة، ومن إخراج سامر برقاوي، كما أن مسلسل (بقعة ضوء) سيتابع بجزء ثامن، أما المفاجأة الجديدة للموسم القادم هو عودة مسلسل (يوميات مدير عام) في جزء ثانٍ بعد خمسة عشر عاماً من إنتاج الجزء الأول، والعمل الذي بدأ تصويره قبل شهر من إخراج زهير قنوع ومن بطولة أيمن زيدان ومها المصري، وأندريه سكاف وغيرهم، وقد يشهد الموسم القادم أجزاء أخرى لمسلسلات قديمة منها (أبو جانتي، صبايا) وذلك كما صرّح أصحاب هذه المشاريع في وقت سابق.
تأكيدات بالجديد
الأجزاء الجديدة والتي يُعكف على تصويرها حالياً في الدراما السورية، بدأت بوعود من القائمين عليها بالجديد على كافة الأصعدة، فالتصريحات المبدأية تشير إلى التجديد في الأفكار وطرق الطرح وطرق المعالجة وحتى طرق التصوير والمعدات التقنية، ولكن يبقى السؤال: هل ستقع في مطب التنميط والتكرار والاجترار لما سبق كما حدث في معظم أعمال الأجزاء السابقة والتي سبقها تصريحات بالتجديد؟، أم ستصدق تصريحات القائمين عليها بتقديم الجديد؟، طبعاً... الجواب سيكون مع انطلاق الموسم القادم.