2015/12/08
بوسطة - علي المحمد
احتفلت شركة "مداد" بتخريج أول دفعة من ورشات كتابة السيناريو التي يشرف عليها المخرج والكاتب زهير قنوع، وذلك في مقرّ المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي وبحضور مديرتها السيدة ديانا جبور وعدد قليل من الصحفيين، في مقابل غياب تام لشركات الإنتاج السورية التي كانت على رأس قائمة المدعوين إلى الحفل.
زهير قنوع سلّم الشهادات للمتخرجين الـ 14: نورس سريو، لمى الناعم، ليلى الذهبي، شهرزاد قنوع، أحمد إبراهيم، هناء أبو خليل، رشا يوسف، مارلا عوض، مجد أبو حمد، سيفين حليم، ريما ترمانيني، هالا حسن، رونالدو خزّوم، ولين محرز.
وتحدث في كلمته عما تعلّمه الطلاب خلال مدة شهرين قضوها في الورشة، وعن الجانب العملي الذي تكلل في النهاية بنصّ عمل درامي بعنوان "العاصفة"، هو مشروع تخرج الدفعة الأولى، منوّهاً بأنه سيكون مطروحاً للإنتاج كعمل سوري خلال المرحلة المقبلة.
وكشف زهير قنوع عن مشروع أكاديمية للمهن التلفزيونية، يطمح إلى تأسيسها من خلال هذه الورشات. منوّهاً إلى ورشة عمل المهن الإخراجية (مخرج منفذ، مساعد مخرج، وسكريبت) التي تقوم بها الشركة حاليّاً، والتي سيتوزع طلابها بين عدة أعمال تلفزيونية يتم تصويرها في دمشق لاستكمال الشق العملي.
ولفت إلى أن "مداد" ستطلق في مطلع العام المقبل ورشة للتمثيل ستكون: "مخصصة لتعليم الممثل كيفية التعامل مع الكاميرا، وليس لتدريس التمثيل"، إلى جانب العديد من الدورات التي ستكون متخصصة بالمهن الدرامية فقط.
السيدة ديانا جبور وجهت دعوة للخريجين لتقديم مشاريعهم إلى المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي لتبنّيها، وفي إجابتها على سؤال "بوسطة" ما إذا كان دعم المؤسسة لمشروع "مداد" الجديد، هو تكريس لما تقوم به في كل عام بتبنّي نصوص هي تجارب أولى لكتاب جدد؟ قالت: "نحن في المؤسسة ندعم النص الجيد بغضّ الظر عن عمر كاتبه أو تجربته، فليس هناك سطوة للكاتب، السطوة دائماً للنص، ونحن ننحاز دائماً للقيمة التي يحملها فقط". واعتبرت أن مبادرة المؤسسة باستضافة حفل التخرج كان بهدف كسر الرهبة بين الكتاب الجدد والمؤسسة، وهو: "نوع من التعبير عن التضامن والتأييد لهذه الخطوة."
وفي سؤالنا عن الاختلاف بين الورشات التي تنظمها "مداد"؛ والدورات والمعاهد التي انطلقت مؤخراً لتدريس المجالات ذاتها داخل سوريا أجاب المخرج زهير قنوع: "ليس هناك أي ورشة في سوريا على الإطلاق تدرّس السيناريو بشكل أكاديمي، وجميع الدورات الأخرى التي شرف عليها أساتذة وزملاء لنا، لم تصل إلى تقديم مادة أكاديمية تتضمن الدراسة النظرية لأصول الكتابة السينمائية ممزوجة بأصول الكتابة التلفزيونية مع التدريب العملي لإنجاز نصّ تخرج". نسأله، ولكن الدراسة الأكاديمية تتطلب منهجاً وأساتذة أكاديميين؟ : يقول : "لا أحد في سوريا يحمل شهادة أكاديمية في كتابة السيناريو عدا بعض الأسماء التي تمكنت من الدراسة في الخارج، أما نحن فلم تسمح لنا الظروف بالسفر لمتابعة التحصيل العلمي وكانت الدراما السورية هي الأكاديمية الوحيدة التي تعلّمنا منها."
إذاً ما هي المناهج التي سيتم تدريسها في أكاديمية المهن التلفزيونية المرتقبة؟ : يقول : "الخروج بملخص أو منهج مبسط لتدريسه أكاديمياً، يتطلب شخصاً خبيراً في الدراما التلفزيونية، ومطّلعاً على المناهج المعتمدة خارج سوريا، وهو ما بدأت العمل عليه منذ العام 2008، وتمكنت بعد سبعة سنوات من هذا التاريخ من إصدار أول ثلاثة كتيبات تتحدث عن مهن الإخراج"، وأضاف: "أعتقد أنّ خبرتي التي هي نتاج إحدى عشرة سنة من العمل ككاتب ومخرج محترف في الدراما السورية، إلى جانب دراستي واطلاعي على كل مناهج الإخراج وكتابة السيناريو في العالم، ودراستي الأكاديمية لإدارة الأعمال، تخوّلني كتابة منهاج يدمج ما بين الكتابة السينمائية كما يتم تعليمها في كافة الأكاديميات بالعالم، واللغة التلفزيونية."
وفيما يتعلّق بالتمويل قال المخرج السوري: "مشروع الأكاديمية أصبح جاهزاً، الهيكلية، والمناهج، والأساتذة المشرفين ولكننا بانتظار تمويلٍ مناسب أي أن يكون بالضرورة رأس مال داخل البلاد، وغير مهتم بهامش ربح كبير، وهو سبب رفضي سابقاً تمويل عدة جهات أرادت تبنّي المشروع."
وأخيراً خاطب قنوع شركات الإنتاج السورية عبر "بوسطة" بالقول: "أنتم تطرحون دائماً أزمة النصوص كمشكلة في الإنتاج الدرامي، وهذه الدفعة من خريجي ورشة مداد لكتابة السيناريو هي جزء من حل أو تخفيف للمشكلة، ويمكنكم الدخول إلى صفحة الشركة على فيسبوك للتعرّف على أسماء وأرقام وعناوين 14 كاتباً جديداً دخلوا إلى سوق العمل بنصوص احترافية، بعضها قيد الإنتاج."