في البداية شكر المخرج السوري كل من انتقد العمل، وأقرّ باحتمالية وجود أخطاء تقنية أو درامية فـ "نحن لسنا كاملين و منزهين عن اي خطأ"، وأضاف "لكننا أيضاً عملنا بتفاني وحاولنا بكل شرف وإخلاص، وضمن الظروف الراهنة و الممكنة في سوريا وذلك يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار".
فيما يتعلّق بموضوع الإساءة للتاريخ ولصورة دمشق اعتبر فوق العادة أنّ البيئة الاجتماعية لمسلسله هي أحد البيئات السورية المحافظة، فـ "دمشق عبر التاريخ تحتفي بالتنوع، وهذه سمتها الحضارية الجميلة، تحتضن كل الثقافات، وكل حي في المدينة له هويته الخاصة إلى حد ما، ويتبدّى في اختلاف الديانات وفلسفاتها واختلاف القوميات".
وأضاف : "اليوم مايصحّ من شكل أو مضمون في لباس وتقاليد و حياة الناس في حي الميدان الدمشقي، يختلف عنه كثيراً في حي المالكي او القصاع أو باب توما الدمشقيين". وتسائل قائلاً "هل يصح ان نسأل من الدمشقي بين هذه الاحياء؟ . نحن نرى ان كل هؤلاء معا هم دمشق، و ليس حي واحد وبالتالي لا يجب ان يكون عكس احد الاوجه المختلفة هو موضوع صراع بقدر مايكون احتفالية بالتنوع .. باب الحارة لايدعي تمثيل حي دمشقي بعينه و لم و لن يدعي التأريخ لدمشق". فهو " حتوتة افتراضية بمكان افتراضي و اسم افتراضي، فليس في دمشق كلها حي ابوالنار او حارة الضبع".
وضرب عزام فوق العادة مسلسلات "الخربة" و"ضيعة ضايعة" كأمثلة على مسلسلات تجري أحداثها في بيئة معينة وسأل هل شوّهت هذه الأعمال البيئة الافتراضية التي تحدث عنها؟ طبعا لا".
واعتبر أن قيام صناع "باب الحارة" بإتباع مقتضيات الحتوتة الشعبية هو خيار فني وسمة وملمح وليس عيبا ولا يمكن النقاش حوله"، مضيفاً "لا يمكن أن نطلب من أعمال اكتسبت أهميتها من عمق خصوصيتها - مثل الولادة من الخاصرة للأستاذ سامر رضوان أو خان الحرير للروائي نهاد سيريس أو حرائر للسيدة عنود الخالد -، أن تعدل نفسها لأنها لا تمثل بيئة أو حي آخر مختلف عن حيك أو مدينتك".
ووصف بعض الانتقادات بالخطيرة والعنصرية تجاه المكونات الدينية والمذهبية للمجتمع السوري التي تناولها المسلسل.
وقال عزام فوق العادة أيضاً "باب الحارة حتوتة اجتماعية بسيطة، احتفالية بالمكان والبيئة والعلاقات الاجتماعية والقيم وليس مطلوباً تحميله أكثر من طاقته، خاصة على الصعد التاريخية أو السياسية، فهو حتوتة درامية ترفيهية و ليس منشور سياسي أو مرجع تاريخي".
واختتم هذا الموضوع بالقول: "نحن لا نقول أن "باب الحارة" يمثل دمشق ورغم أن بيئته محافظة لكنها وعلى الدوام احتفلت بكل القوميات والأديان السورية، لأنه جزء من بنيتها، وستتابع العمل على هذا المنوال إن قدّر للمسلسل النجاح والاستمرار في اجزاء قادمة".
فيما يتعلق بـ "شماعة تحقير المرأة" رأى المخرج أنها لا تستحق الرد فهي "أخذت حيز واسع من اهتمام حملة راية تحرير المرأة اللذين استثنوا من تحليلاتهم ونضالاتهم كل المسلسلات السورية والعربية والأجنبية الأخرى، أو حتى لدعايات".
واعتبر أنه من الخطأ "إبراز صورة لسيدة أو مجموعة سيدات دمشقيات سافرات يتظاهرن أو في الجامعات السورية، أو إظهار أعمالهن الريادية العظيمة على أنها الشكل الحقيقي و الوحيد لدمشق في تلك الايام. فلو كانت هذه الصور تمثل فعلا كل دمشق، و تمثل كل نساء دمشق وقتها، لما كنّا على مانحن عليه اليوم" .
وتطرق عزام فوق العادة في رده إلى ما نشرته الصحافة مؤخراً عن أخطاء إخراجية في الجزء السابع مستغرباً تداول صحف كبيرة معروفة بمصداقيتها لأخبار الصحافة الصفراء والأخبار الكاذبة فـ "الجميع نشر خبر ظهور أبومرزوق في لقطة من الجزء السابع على أنّها خطأ إخراجي على اعتبار أن الشخصية قد توفيت في اجزاء سابقة، ولم يكلّف أحد نفسه مراجعة الأجزاء السابقة أو الاتصال بفريق العمل للتأكد، مرتكبين حماقة تكرار خبر التقطوه من الصحافة الصفراء على الانترنت".
"طبعاً باب الحارة مثله مثل أي عمل يحتاج لنقد و نقد احترافي، و لكننا الحقيقة نجابه فقر كبير في هذا المجال" و : "كل ماقرأناه من نقد للآن كان عبارات وضعت في سياق الشتيمة اكثر من كونها نقد احترافي".
واختتم المخرج عزام فوق العادة حديثه بالقول "لانطمح للرد على الشتيمة بالشتيمة و السخرية بسخرية أخرى ، نجاح باب الحارة لا يمكن اغفاله نأمل بالتوقف عن ضرب الشجرة المثمرة بالحجارة، لنسأل: ألا تستحق تجربة باب الحارة دراسة احترافية نقدية بشكل افضل؟ ما سبب هذا النجاح؟ كيف يمكن ان نكرّسه و نحتفل به كمنتج درامي فني؟ ما العناصر التي سببت النجاح؟ كيف يمكن ان ننعمم هذه العناصر لبقية اعمالنا الدرامية لكي نضمن لها نجاح مشابه؟ ما الذي حمله باب الحارة في مكنوناته و احبه الناس بهذه الطريقة؟ الحتوتة ام البيئة أم القيم والافكارام الشخصيات و الكركترات؟ اسئلة كثيرة اخرى".