2012/07/04
بوسطة – مواقع وصحف عربية
هيفاء المنصور التي تعتبر أول مخرجة سينمائية سعودية، والتي أنهت للتو أولى تجاربها في مجال الأفلام الروائية القصيرة، وعنوانه "وجدة"، ليست كسواها من المخرجين السينمائيين؛ إذ لن يتاح لها مشاهدة أفلامها تعرض داخل بلادها، لسبب بسيط هو أن دور السينما محظورة بالمملكة.
وقدمت هيفاء المنصور، 39 عامًا، العديد من الأفلام القصيرة عن بيئتها الاجتماعية، ثم التحقت بجامعة سيدني بأستراليا، وحصلت على شهادة الماجستير في فنون السينما.
وقبل تسعة أعوام، تخلت المنصور عن وظيفتها بشركة نفط لاحتراف الإخراج "عندما بلغت العقد الثالث أردت أن يكون لي صوتا.. في السعودية الناس لا يستمعون للنساء، إنهم يقفزون للرجل التالي لمحادثته.. أحببت الأفلام وقررت أن أنتجها."
ويسلط فيلم "وجدة"، وهو من تأليف المنصور كذلك، الضوء على قضايا المرأة السعودية، ويتناول حكاية الفتاة السعودية (وجدة)، 11 عامًا، التي ترعرعت ضمن المجتمع التقليدي بضواحي العاصمة الرياض، واصطدم طموحها لممارسة هوايتها بركوب دراجة هوائية بتابو المحظورات.
وقالت المنصور: "إن أحداث الرواية صيغت لتدور حول قريبة لها"، مضيفة أنها: "ذكية للغاية وتطمح للقيام الكثير لكن عائلتها تقليدية، عندما بدأت في النضوج أرادوا منها البقاء في البيت كسواها."
مضيفة: "الأنشطة الخارجية كركوب الدرجات محظورة على الفتيات، ليس لأنه مخالف للقوانين، بل لأنها قد تسبب المتاعب."
وحول التحديات التي واجهت تصوير وعرض الفيلم، قالت المخرجة السعودية: "تصوير امرأة في السعودية أمر شبه مستحيل.. من الصعب العثور على امرأة ترغب في الخروج عن المألوف والظهور أمام الكاميرا... بحثنا في كل مكان بأنحاء البلاد، ولم نجد الفتاة المناسبة حتى قبل بدء التصوير بأسبوع."
علمًا أن عملية البحث المطولة كانت لإيجاد فتاة تجسد دور "وجدة" في الفيلم الروائي الذي تلعب فيه ممثلة الشاشة الصغيرة السعودية، ريم عبد الله، دورًا، وقامت استوديوهات روتانا بالاشتراك مع شركات عالمية أخرى في تصويره.
وأضافت: "السعودية ليست مكانًا يسهل العمل فيه.. ففي مواقع كثيرة كان الناس يتصرفون بعدائية باعتبار أن الكاميرا أمر مفسد، وتابعت: "صورنا في بعض المناطق المحافظة حيث أغضب وجود الكاميرا بعض الناس."
وحول مشاهدة الفيلم "إذا أراد الناس في السعودية مشاهدته عليهم السفر للبحرين..إنه لأمر محزن السفر للخارج لمشاهدة فيلم صور وأنتج بالداخل."
وتأمل المخرجة السعودية أن يساعد فيلم "وجدة" في تغيير المواقف والسلوكيات تجاه المرأة والأفلام في المملكة، مضيفة: "آمل أن يلهم العديد من الفتيات بالسعودية لأن يقتحمن مجال إخراج الأفلام..هذا سيجعلني فخورة جدًا... ونوهت: "تلقيت تهديدات بالقتل، لكن لا يهم الأمر.. جميع العاملين في قطاع الإعلام بالسعودية تلقوا تهديدات."
وأردفت: "هناك الكثير من الأطفال يريدون صناعة أفلام، وهناك جيل بأكمله يستخدم الكاميرات والهواتف المتحركة وهم ليسوا بمعزولين عن العالم الذي حولهم."..مضيفة: "بمجرد أن تصبح الأفلام واقعًا حقيقيًا سوف يصبح دور السينما كذلك."