2012/07/04
بوسطة - سانا
يقدم الفنان اللبناني مارسيل خليفة إبداعه الموسيقي الجديد بعنوان "كونشيرتو الربابة والأوركسترا" في العاصمة القطرية الدوحة غداً، وهو العمل الذي وصفه خليفة بأنه سيرة العرب في الرحيل والغناء.
واعتبر خليفة في حديث لقناة الجزيرة أن الربابة هي أم آلة الكمان الموسيقية، وتوظيفها في الموسيقى السيمفونية يشبه الصعود إلى القمر، أما توظيفها في الموسيقى الحديثة فيعد مفاجئاً وأمراً صعباً، يتجلى في أن المساحة الصوتية لهذه الآلة الوترية محدد.
كما قال خليفة إن استخدام الربابة في أوركسترا مكونة من مئة عازف يعتبر تحدياً كبيراً، وخاصة عند البحث فيما إذا كانت هذه الآلة لديها المقدرة على التجاوب مع مساحة موسيقية مختلفة عما هو مرتبط بها في التراث والذاكرة.
وأضاف الفنان اللبناني أن الصعوبة تمثلت بإيجاد عازف مقتدر، فالعازف التقليدي يحتاج إلى تأهيل كي يقرأ النوتة الموسيقية ويتعامل مع الأوركسترا، «ولكنني تمكنت من إيجاد عازف التشيلو المصري حسن المعتز»، واصفاً إياه بأنه شاب موهوب موسيقياً، ولديه ثقافة موسيقية مزدوجة، شرقية وغربية.
كما لفت خليفة إلى أن المشروع تطلب وقتاً طويلاً من البحث في تراث آلة الربابة، وما يحيط بها من مكان وزمان وطبيعة، مشيراً إلى أن الإنسان العربي كان في حله وترحاله بحثاً عن الماء يترك خلفه كل شيء باستثناء الربابة، التي كان يحملها معه أينما ذهب، مبينا أنه أنجز الكونشيرتو الجديد منذ شهرين وهو يتكون من ثلاث حركات موسيقية ومع صعوبة آلة الربابة إلا أن العازفين كانوا منسجمين معها.
ولخص صاحب "ركوة عرب" إبداعه الجديد بالقول إن هذا العمل فيه جنون وجرأة تخترق السائد بحثاً عن قيمة كانت موجودة فيما مضى، واعداً جمهوره بسماع صوت جديد من خلال الربابة والمساحة الموسيقية التي توفرها.
يذكر أن خليفة من مواليد بلدة "عمشيت" بجبل لبنان عام 1950، وهو مؤلف موسيقي ومغن وعازف عود، ويعد أحد أهم الفنانين العرب الملتزمين بالقضية الفلسطينية، وامتازت موسيقاه بالدمج بين الأصالة العربية والآلات الغربية، كما اشتهر بأغانيه الوطنية الملتزمة وخاصة التي كتب نصوصها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.