2012/07/04
بوسطة – مواقع وصحف عالمية
تسير آني شويينغ دولما حليقة الرأس وهي ترتدي ثوبها البني نحو أحد فنادق كاتماندو، بحذر شديد وبرصانة وصفاء نتوقعهما عادة من أية راهبة بوذية. لكن دولما البالغة من العمر 40 عاما الملقبة بـ"الراهبة المغنية" ليست راهبة عادية بل هي نجمة موسيقية استثنائية تجول العالم بهدف تغيير واقع آلاف الفتيات النيباليات الفقيرات. وسجلت دولما اثني عشر ألبوما حتى اليوم وهي تقدم عروضا غنائية منذ أكثر من عشر سنوات في مهرجانات وحفلات مختلفة في أوروبا والولايات المتحدة. أما المبالغ التي تجنيها من موسيقاها التي تجمع التقليدي والمعاصر فتذهب كلها تقريبا إلى مشاريع تهدف إلى دعم تعليم الراهبات البوذيات ورفاههن.
وقد عاشت دولما ماضيا أليما وطفولة وحشية كانت لتملأ قلبها بالحقد على حد قولها لولا معلمها الذي اكتشف موهبتها وخلصها. ولدت دولما في عائلة تيبتية فرت من الاحتلال الصيني وترعرعت بالقرب من دير بوذي في كاتماندو وكانت تتعرض للضرب يوميا على يد والدها ما جعل طفولتها "أليمة جسديا ونفسيا"، على حد قولها. لكنها تقول إنها تمردت وقررت الهرب من كنف عائلتها في سن الثالثة عشر لتصبح راهبة. وتضيف "كنت شجاعة بما يكفي لأقرر أنني لم أعد أريد تلك الحياة". فانتقلت دولما للعيش في دير يقع على هضاب مرتفعة تطل على كاتماندو والتقت هناك بمعلمها تولكو أورغيين رينبوشيه وهو معلم بوذي نافذ في النيبال. وتقول "يعود الفضل كله إلى معلمي في ما أنا عليه اليوم. لا أعلم ما كان ليحل بي لو لم ينعم علي بتعاليمه التي حولت الحقد الذي كان في داخلي إلى عطف وشفقة".