2012/07/04

فراس إبراهيم: نحمي سورية بالمحبة والتوافق
فراس إبراهيم: نحمي سورية بالمحبة والتوافق

خاص بوسطة – يارا صالح


أكد الفنان فراس إبراهيم أنه تبقى لفريق مسلسل "في حضرة الغياب" الذي يروي سيرة حياة الراحل الكبير محمود درويش، نحو خمسة عشر يوماً من التصوير في دمشق، من المقرر أن ينتقل بعدها فريق العمل إلى التصوير في الخارج.

وفي تصريح خاص لبوسطة، قال إبراهيم إن التصوير في الخارج يتضمن أسبوعاً في مصر، ثم أسبوعاً في بيروت، وبعدها أسبوعاً أخيراً في فرنسا، قبل أن يدخل العمل مراحل المونتاج ليصبح جاهزاً للعرض في رمضان القادم كما هو مقرر.

كما تمنى إبراهيم أن يكتمل العمل على خير، خصوصاً وأن رسالته بالغة الأهمية في هذا الوقت تحديداً، ولأنه عمل جيد، وقد بُذل عليه الكثير من الجهد، وسيكون جديراً بالمشاهدة.

وأضاف إبراهيم: «الأمر ليس منفصلاً عن المشهد العام، فالأهم في لحظتنا الراهنة هو الوطن، وأنا أدعو للتعقل الحقيقي في كل ما يحصل، لأن بلداً عمرها أكثر من عشرة آلاف عام متجذرة في الحضارة، لا يمكن أن ترمي كل ما وصلت إليه من حضارة في لحظة».

كما توجه إبراهيم، عبر بوسطة، برسالة إلى كل من يشعر بالخوف من أهلنا في هذه الساعات العصيبة: «إذا سقطت البلد، فليس لنا مكان أو اسم.. وأنا لا ألوم أي شخص، سواء كان زميلاً فناناً أو غير ذلك، وأخص الفنانين، لأنهم يتعرضون لحربوكأنهم المسؤولون عن كل ما حدث. الفنان يقول وجهة نظره التي يمكن أن يختلف عليها الكثيرون، لكن الانتقاد العنيف لهم دفعهم إلى التزام الصمت، ولكن بشكل عام، ما النفع إذا سلمنا وانهارت البلد. أنا كبير ببلدي التي تحملني. أنا لست في حيثية خاصة بعيدة عن سورية».

وأضاف إبراهيم، بحزن ولكن بحزم أيضاً: «نحن لدينا رغبة أن نكمل كنوع من تحدي الظروف، ولم نستسلم، هناك حالة من الرغبة في العمل والعطاء، ولكن هذه المحاولات تحدث والقلب مدمى لما يحدث في البلد»، وتابع «أعتقد أن هناك سوءاً في التصرف، وسوءاً في فهم اللحظة التاريخية من قبل الجميع. ما الفرق بين الشعب والنظام، ألسنا جميعاً أبناء سورية؟ وهنا ليس لدينا ثورة بالمعنى الحقيقي. الشكل العام مختلف، فقد بدأ بالدماء، وهذا أمر خطير. نحن لا نشبه أحداً حتى في التكوين الاجتماعي».

وقال إبراهيم: «بصراحة توقعت أن يكون وعينا أكبر من الذي شهدته بكثير، كي لا نقع بين فكي الكماشة.. على مدى آلاف السنين ونحن نبني هذه الحضارة، وفجأة وفي عشرين يوماً نراها تنهار وكأنها مسنودة على ورق هش.. فنكتشف حجم الهوة التي خُلقت ومنذ سنوات طويلة، والتي جعلت المواطن لا يشعر بالمسؤولية الكبيرة تجاه وطنه، ولهذا فعندما يطلبون منا اليوم أن نكون على قدر المسؤولية، نقف عاجزين لأننا لم نعتد على تحمل هذه المسؤولية».

وختم فراس إبراهيم بالقول: «أولاً.. عندما نخرج من هذه الأزمة، يجب أن يكون هناك حوار حقيقي وبناء لصنع المواطن المنتمي بشكل حقيقي وصادق إلى هذا الوطن، ويجب أن نحمّل المواطن مسؤوليته بكل تفاصيلها، وإذا تعرضنا لأي أزمة في المستقبل، يكون لدينا القدرة على تجاوزها.. أنا لست جيداً في التوقعات، ولكنني أعتقد، وعلى مقولة الكبير سعد الله ونوس، أننا محكومون بالأمل والمحبة والتوفق، لأننا بهذا نحمي سورية».