فجريعقوب:الفيلم القصيرنوع مستقل بحد ذاته وأصعب من الفيلم الطويل

نال ذهبية الأفلام القصيرة بمهرجان الفيلم العربي في روتردام عن "السيدة المجهولة"

خاص بوسطة - علي وجيه

لم تكن الدورة العاشرة من مهرجان الفيلم العربي في روتردام بهولندا (23 - 27) حزيران 2010، هي المرة الأولى التي يشارك فيها المخرج والكاتب والناقد السينمائي فجر يعقوب بأفلامه المتنوعة بين الروائي القصير والتسجيلي، إلا أنّ هذه المرة حملت له المشاركة جائزة هي الأولى في مسيرته السينمائية التي تعود إلى فيلم "سراب" 1998. فيلمه القصير "السيدة المجهولة" فاز بجائزة «الصقر الذهبي» في مسابقة الأفلام القصيرة والتسجيلية للمهرجان من بين العديد من الأفلام المتنافسة. «الجوائز أمر جيد، إلا أنّ عدم الحصول عليها لا يلغي جوهر المشروع الذي يعمل عليه صاحبه» يؤكّد يعقوب في تصريح خاص لـ «بوسطة»، مضيفاً: «المرء يعمل على مشروعه وفق رؤيته وتوجّهه. إذا جاءت الجوائز فهو أمر جيد، وإذا لم تأتِ فلا بأس أيضاً».

"السيدة المجهولة" (22 دقيقة) كتبه يعقوب عن قصة بالعنوان نفسه للأديبة كوليت خوري، تمثيل: تاج حيدر ونادين، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما. تدور أحداثه حول نحّاتة شابة تحاول استعادة أمّها الراحلة عبر منحوتة، فتشاهد امرأة على إشارة مرور تشبه والدتها. تتداعى هنا الذكريات وعواطف الفقد لدى الفتاة، فلا يهم اختلاف الأسماء طالما أنّ الوجوه تبقى كما هي. تذهب للعنوان الذي أخذته من المرأة فتجده بيتاً مهجوراً تعود عناصره بها إلى الماضي وأيام الطفولة. يقول يعقوب: «هو فيلم تجريبي يتحدّث عن عاطفة الفقد وسط غياب غير منجز تماماً، فهذا الشخص يمكن أن يحضر أو يغيب في أيّة لحظة. والصدفة التي جمعت بين الفتاة وشبيهة أمّها في الشارع، ليست أكثر من ذريعة للسرد ومحاكاة تلك العواطف. نكتشف مع الأحداث أنّ عالم الفتاة الداخلي هشّ بقدر ما هو قوي، وهذا ما نراه بوضوح في نهاية الفيلم».

عن الإغراء الذي وجده في قصة كوليت خوري، يبيّن يعقوب الذي صدر له ثلاث مجموعات شعرية والعديد من الكتب منها "جمهورية التلفزيون" و"الوجه السابع للنرد": «أجواء القصة تناسبني داخلياً، وفيها دفق شاعري أحبّ الاشتغال عليه. لا بدّ من وجود شيء ذاتي في زاوية ما من العمل. وهي ليست المرّة الأولى التي أعتمد فيها على قصة للأديبة كوليت خوري، فأول أفلامي (سراب) مأخوذ عن قصة لها بالاسم نفسه أيضاً، وكان من بطولة بسام كوسا ويارا صبري».

لا يخفي فجر يعقوب عدم رضاه عن «الثقافة السينمائية القاصرة» التي يتم التعاطي من خلالها مع الفيلم القصير في سورية، «هو سينما ونوع مستقل بحد ذاته، ولكن للأسف يتمّ التعامل معه هنا كجسر نحو الفيلم الطويل، أو نوع من التدريب الأوليّ قبله. الفيلم القصير الجيّد هو نبع السينما الصافية في رأيي. هو اللغة والصورة والتكثيف والاختزال البصري المعبّر. عندنا لا يُعدّ السينمائي ضمن صفّ المخرجين إلا إذا كان لديه فيلم طويل واحد على الأقل، وحتى مخرجي الأفلام القصيرة أنفسهم لا ينظرون لمنجزهم على أنّه كائن مستقل ومحترم، بل يعتبرونه طريقاً نحو الفيلم الطويل، أو لدخول صناعة الدراما التلفزيونية التي لا تشكّل هاجساً بالنسبة لي».

التظاهرة الوحيدة المتخصّصة بالفيلم القصير في سورية هي التي تُقام ضمن مهرجان دمشق السينمائي كل عام، وهو ما يذكره يعقوب للدعوة نحو مهرجان مستقل للأفلام القصيرة: «ما المانع من وجود مهرجان مستقل للأفلام القصيرة؟ ليس بالضرورة أن يكون في العاصمة، بل يمكن أن يقام في حلب أو حمص مثلاً. في المغرب، هناك مهرجانات للأفلام القصيرة بعيدة عن العاصمة، ونحن يمكن أن نستفيد من هذه التجربة».

منذ أربع سنوات كتب فجر يعقوب فيلماً روائياً طويلاً (حوالي ساعتين) بعنوان "كل شيء عن أبي"، لم يرَ النور حتى الآن لأنّه «تعثّر إنتاجياً بصراحة. الفيلم تجريبي لدرجة كبيرة، وربما لهذا السبب تخوّفت الشركات من إنتاجه، فمَن رفض الفيلم بسبب تجريبيته كان يسعى لإنتاج عمل تقليدي. آمل أن تتحسّن الأمور لأتمكّن من إنجاز هذا الفيلم».

حول جديده يقول يعقوب: «أشارك هذا العام في مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان دمشق السينمائي بفيلم من تأليفي وإنتاجي اسمه (This is my Casablanca.. أثر الفراشة)، مدّته 14 دقيقة، تمثيل مجموعة من الأسماء الشابة منهم تسنيم فريد وسامر سلامة وآخرين. الفيلم يلعب على الصورة ويحتفي بها، كما يلعب على الأصوات من خلال استغلال موسيقى لباخ وأخرى لفرقة ناس الغيوان المغربية، وهي فرقة ملهمة جداً برأيي. وتمّ التصوير في جهات جبعدين ومعلولا. إضافةً لذلك، لديّ مشروع فيلم طويل آخر أعمل عليه حالياً».

فجر يعقوب - فيلموغرافيا

تخرّج المخرج والكاتب والناقد السينمائي فجر يعقوب من المعهد العالي للسينما في صوفيا 1994.

في 1998، أنجز أول أفلامه بعنوان "سراب" (15 دقيقة) عن قصة بالاسم نفسه للأديبة كوليت خوري، من إنتاجه الخاص، وتمثيل كل من بسام كوسا ويارا صبري.

في 2003/2004، صوّر فيلمَين تسجيليين في بيروت هما: "متاهة" (4 دقائق) من إنتاجه الخاص، و"صورة شمسية" (15 دقيقة) إنتاج تلفزيون المنار ومؤسسة غسّان كنفاني.

في 2004، أنتجت له المؤسسة العامة للسينما فيلم "البطريق" (18 دقيقة)، تمثيل بسام كوسا ونادين سلامة.

أتبعه في 2008 بفيلم تسجيلي اسمه "عراقيون في منفى متعدد الطبقات"، من إنتاج شركة صورة لحاتم علي. وكان من بين 8 أفلام مختارة من آسيا للمشاركة في المهرجان العالمي للأفلام الآسيوية في فيزول بفرنسا.

عام 2009 شهد إنجاز فيلم "السيدة المجهولة" (22 دقيقة) عن قصة بالاسم نفسه للأديبة كوليت خوري، إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وتمثيل تاج حيدر ونادين.

في 2010، أخرج فجر يعقوب فيلماً من تأليفه وإنتاجه الخاص بعنوان: " This is my Casablanca.. أثر الفراشة" (14 دقيقة)، تمثيل مجموعة من الأسماء الشابة. ويستعد للمشاركة في مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان دمشق السينمائي القادم.