2012/07/04
خاص بوسطة – يارا صالح
أكد الفنان والمسرحي السوري فايز قزق أن التكريم بالنسبة له يعني دائماً مسؤولية أكبر، مشيراً إلى أن سعادته في مهرجان توزيع جوائز مسابقة "دراما أكاديمية" كانت للشباب الذين تمكنوا من تقديم جملة من بدايات التفكير في العمل السينمائي.
وفي تصريح خاص لبوسطة، قال قزق: «هذه المرة الثانية التي أرى فيها هذا النمط من المهرجانات التي تركز على المواهب الشابة. المرة الأولى كانت قبل نحو خمس سنوات، في الجامعة، وكان هناك آراء محاولات مهمة، وهذه هي الثانية، وأنا كنت أتمنى على وزارة الثقافة من زمن أن تبدأ بالتفكير في الأندية السينمائية للشباب الحر، وأن تكون هذه الأندية برعايتها، تقدم الوزارة فيها الدعم المادي والمعنوي لهؤلاء الشباب للوصول إلى حالة سينمائية شابة أكثر منها شبابية، وعلمية أكثر منها علمانية، وحقيقية أكثر منها زائفة».
وتابع قزق: «أعتقد أننا بحاجة إلى إعادة هيكلة كل مؤسساتنا الثقافية في السينما والمسرح، وفي مسألة الترجمة من وإلى العربية.. نحن بحاجة إلى الكثير من الأشياء التي أصبحت المؤسسات المسؤولة عنها عجوزاً لدرجة أنها لم تعد تنتج.. نحن بحاجة إلى هذا النوع من الخطوات الجبارة باتجاه التفتح مع مفاهيم جديدة جداً لها علاقة بنا.. أنا ضد استيراد المفاهيم، لكنني أيضاً ضد تجاهله، بل علينا أن نستوعبه ونبدأ بالبحث عن مفاهيمنا الخاصة على مستوى وسائلنا الثقافية.. اليوم نحن بحاجة إلى قفزات نوعيه، تكون أكثر من مجرد "نزيز" مسرحي سينمائي أو مسرحي من هنا أو هناك. قفزات على مستوى الآليات التي تعمل لمصلحة النهوض بالعقل والدماغ السوري».
كما أشار قزق إلى أن «هذا النوع من الآليات أعتقد أنه انكفأ ليصبح غير قادر على الإطلاق على إخراج العقل السوري بكافة محافظاتنا ومدننا من المأزق الذي نحن فيه حالياً، وهو مأزق وصل غلى مرحلة خطرة جداً، لا يستطيع معه هذا العقل تقبل ما هو قديم، بل يحتاج فعلاً إلى ما هو جديد من آليات عمل وكلمات ومفاهيم ووجوه جديدة».
وأضاف الفنان السوري: «على المستوى الثقافي نحتاج نهوضاً جديداً مثابراً لا يتوقف عند قانون أو قاعدة أو رأي أو إرشادات أثبتت عدم قدرتها على تلبية احتياجات الناس».
وعن رأي قزق بما يحدث اليوم في سورية قال: «قبل الأزمة كان لي رأي، وسيبقى هذا الرأي بعد الأزمة، بل إنه سيكون أكثر نضوجاً وقوة، ولكنني اعتد أن أراقب في خضم الأزمة، وأستخلص العبر والنتائج مما يجري، وأرجو أن نخرج جميعاً من هذه الأزمة، وأنا متأكد بأن بلدنا سيخرج أقوى من محنته هذه، وبشكل أهم وبصورة مشرفة للشعب السوري، ولهؤلاء الشباب السوريين المبدعين، وأمثالهم».
وختم قزق بالقول: «لا أحب أن أتحدث في لحظة التشظي أو الانفجار، لكنني أؤكد أن آرائي الثابتة في ضرورات واحتياجات الإصلاح الفني في المسرح والفن التشكيلي وغيره، قائمة منذ عشر سنوات، وانا لا أستطيع أن أقول أو أفعل أكثر مما قلت وفعلت في هذا الصدد، غير أنني ميال إلى العقل أكثر من الانفعال، وأعتقد أنه فيما بعد سيكون هناك قول آخر جامع للناس، ولصالحهم جميعاً، ولصالح الوطن الذي أرجوا أن يكون دائماً مسوراً بسياج شعبه وناسه.. هذا الوطن الذي يحلم الجميع في العالم أن ينتموا إليه».