2012/07/04
خاص-بوسطة ما تزال التوقعات بشأن فوز وزير الثقافة المصري فاروق حسني برئاسة منظمة اليونسكو مرتفعة للآن بالرغم من كل الاعتراضات القادمة من معسكر واحد فقط لا غير.. تعرفون طبعاً من نقصد .. ففوز عربي كائنا ما كانت جنسيته أمر يثير الكثير من التحفظ عند إسرائيل وأصدقاؤها في جميع أنحاء العالم .. الاعتراضات استندت بشكل رئيسي إلى موقفين لفاروق حسني .. الأول متعلق بتصريح له في البرلمان المصري رداً على وجود كتب يهودية في مكتبة الاسكندرية .. حيث اقتبس عن حسني جملة أنه مستعد لحرق هذه الكتب إن وجدت .. الأمر الذي رد عليه حسني بالقول أن فعل حرق الكتب هو عكس ما يؤمن به .. الأمر الثاني يتعلق بوصفه للثقافة الإسرائيلية بأنها عدائية وعنصرية .. وهذا أمر لا يحتاج إلى رد إذ أنه ثابت وموثق وبدون دخول في تفاصيل ستزعج الجميع .. الحقيقة أن السبب الرئيسي في الاعتراض الإسرائيلي على ترشيح حسني لرئاسة اليونسكو يكمن في هذا الفتور القائم في "التطبيع" الثقافي خلال فترة تولي حسني لوزارة الثقافة المصرية .. مع أن الحقائق تثبت بأن الاسرائليين هم آخر المعنيين بالتطبيع بأي شكل من أشكاله، وقبله ولا شك السلام .. وهذا بدوره ثابت وموثق وبدون الدخول في تفاصيل. إلا أن السؤال حول فتور أي شكل من أشكال التطبيع معهم يجب أن لا يوجه إلى أي مسؤول عربي قد لا يملك شيئا من أمر هذا الفتور أمام رأي عام عربي ما زال للآن مقتنعا بأنهم، لا ثقافتهم فحسب، عدائيين وعنصريين حتى النخاع.. ستبدأ انتخابات اليونسكو في السابع عشر من أيلول سبتمبر الجاري .. وبغض النظر عن الفائز وما قد يعنيه فوز عربي بمنصب دولي .. تبقى دائما "تلك الرائحة" التي تطل برأسها بمناسبة وبدون مناسبة لتذكرنا باللص الذي لا يمكن أن ينسى ضحاياه حتى ولو رغب بعض الضحايا بالنسيان ..