2012/07/04
خاص بوسطة – يارا صالح
انتقد الكاتب والسيناريست السوري قؤاد حميرة دور الإعلام في الأزمة التي تمر بها سورية حالياً، سواء الإعلام المحلي أو العربي.
وقال حميرة، في تصريحات خاصة لبوسطة، إن الإعلام السوري يعاني من ضعف في المهنية والأدوات الإعلامية، وهذا ما يجعله قاصراً في نقل الصورة للمشاهد السوري، وتوضيح الحقيقة للمشاهد العربي، منتقداً أداء هذا الإعلام في فتح المجال للناس لساعات طوال في التحدث على الهواء مباشرة، مع تغييب العقول السورية والعربية الحقيقية عن الشاشات.
كما أشار حميرة إلى أن الإعلام العربي الذي نشاهد تآمره على سورية مدفوع بالجهات التي تموله، وقال: «في الحقيقة أن السعودية وقطر تعانيان من الكثير من المشاكل التي لا تستطيعان التخلص منها، وبالتالي فهما تحاولان تصدير مشاكلهما إلى الخارج، من مبدأ "غذا كنت لا تستطيع تنظيف نفسك فعليك أن تلطخ الآخرين"».
وأضاف المؤلف الدرامي السوري: «قطر تنتظر تنظيم كأس العالم 2022 فيها، وهي صفقة ستكلف 140 مليار دولار، وتعتبر من أكبر صفقات الفساد في التاريخ، وهو سبب وجيه كي تحاول أن تصرف النظر عن الفساد الذي ستشهده في الداخل، عن طريق إشغال العالم باسه بمشاكل خارجية، كما أن السعودية التي تحقق في العام مرابح نفطية تعادل ميزانية الولايات المتحدة الأميركية تعاني من سوء توزيع في الثروات، مما يجعل بعض المدن فيها تعاني من غياب الصرف الصحي مثلاً، أو تمديدات المياه إلى المنازل، وهي الأمور الخدمية البسيطة التي تم إنجازها في أصغر قرية في سورية، وهو أمر يدفعها أيضاً إلى تصدير مشكلها إلى الخارج».
وكشف حميرة أن تغطية الفضائيات العربية لأحداث سورية تعاني من ثغرات كبيرة، مشيراً إلى أنه وزوجته حاولا من خلال أربع خطوط خليوية أن يتصلا بالجزيرة أو العربية أو غيرهما على مدى أكثر من شهر، دون جدوى، وسأل: «كيف تمكن هذا الـ "شاهد عيان" أن يتصل بالقناة؟؟ وكيف تمكن من إجراء مكالمة لم ننجح بها على مدى شهر من التجربة المتواصلة؟؟ وأي صدفة أن يكون في وسط المظاهرة عندما يتصل؟؟ إنها ثغرات كبيرة تعكس غياباً للمصداقية».
وفيما يخص الفيديو الذي عُرض على موقع "يوتيوب" ويظهر فيه المفكر العربي عزمي بشارة ومحاوره مذيع قناة الجزيرة علي الظفيري يحددان ما هي الدول التي يجب التطرق إلى الأحداث التي تجري فيها، وما هي الدول التي يجب أن يتم التعتيم عليها، قال حميرة: «هذه غلطتنا في سورية أولاً، فنحن لم نتعلم الدرس في لبنان، ما زلنا نعطي الناس أحجاماً أكبر من واقعهم، ونهلل ونطبل ونزمر لهم، دون أن ندرك خلفياتهم السياسية، وأن نضع احتمالات لانقلابهم علينا، أعتقد أننا يجب أن نتعلم كثيراً بعد هذا الدرس.. أتمنى ذلك».
حميرة اعتبر أن الحل في وضعنا الراهن يكمن في تطوير إعلامنا، ووضع الشخص المناسب في مكانه المناسب، وعدم تغييب الأصوات المثقفة السورية، حتى لو كانت معارضة، عن الشاشات الوطنية السورية، «لأن الأمر مؤامرة كبيرة جداً، وعلينا أن نوحد جهودنا كي نتمكن من التغلب عليها».