2012/07/04
بوسطة-وكالات أنباء عالمية يظهر أن حرب غوغل ومايكروسوفت لن تنتهي بانتصار الأخيرة، هذا على الأقل ما يقوله رد غوغل، غير المباشر طبعا، على "لؤم" مايكروسوفت. الرد جاء على طريقة اقتراح قدم إلى مزودي محرك البحث العملاق بالمواد الإخبارية.. والاقتراح يقول بأن المحرك العملاق سيقوم بتوجيه مستخدمي المحرك وفي الجانب الإخباري منه، أي نتائج البحث الإخباري "Google News search result" باتجاه الاشتراك في موقع مزود للأخبار وذلك بعد قراءة المقالات الخمس الأولى من نفس الموقع بشكل مجاني. البرنامج المقترح اسمه "النقرة الأولى المجانية" أو "First Click Free program".. وقدم لإقناع مردوخ ورَبعِه من الناشرين، بأن غوغل لا تستفيد على حسابهم.. الذريعة الجاهزة التي استخدمتها مايكروسوفت لإقناع الناشرين بسحب موادهم من المحرك العملاق غوغل ونقله إلى محرك مايكروسوفت (بنغ). الاسم قريب من كنية شخصية تشاندلر بنغ في مسلسل فرندز الشهير!. "اللعبة"، كما يصفها بعض المعلقين، غير مقنعة كثيراً والسبب هو أن النقرات الأولى المجانية تشمل كل موقع على حدة، بمعنى يمكن لمستخدم المحرك غوغل أن يقرأ مقالتين من (وول ستريت جورنال).. وينتقل بعدها لِ (اللنيويورك تايمز) ويقرأ ثلاث مقالات. النتيجة لا تكون احتساب أن المشترك استنفذ حق الدخول المجاني وبات مطالباً بالدفع لأن انتقاله من موقع لآخر وعدم إكمال الخمس نقرات الأولى يعني الحق بالدخول إلى عدد غير محدود من المواقع، وبشكل مجاني.. ومع ذلك تعلق (غوغل) بأن الطريقة التي تقترحها ستجعل الناشر مطلعاً فعلياً على الإمكانيات من الاستفادة من القراء (المياومين) لموادهم الإخبارية.. وبالتالي يمكنهم فرض اشتراك على هكذا نوع من القراء. بدورها اعربت (الفاينانشال تايمز)، الصحيفة الاقتصادية العالمية العريقة، عن ارتياحها لخطوة غوغل، ولكنها أيضا أبقت على استراتيجيتها الخاصة بما يتعلق بمشتركيها وقرائها. على القارئ الذي يقرأ أكثر من عشر مقالات في الشهر أن يدفع مقابل الدخول إلى المقالات لاحقاً، وهذه استراتيجية ترى (الفاينانشال تايمز) أنها مريحة لها وتغنيها عن الحاجة للوقوع تحت رحمة محرك بحث أياً كان، وبالتالي ستبقى موادها بعيداً عن متناول مستخدمي غوغل، ومن يريد الدخول إلى محتويات الصحيفة عليه أن يقصد موقعها الإلكتروني مباشرة. نفس الصيغة تقوم الآن (نيوز كورب) بدراستها بجدية، وهي ستبدأ بحجب محتويات مواقع (الوول ستريت جورنال) و(التايمز) و(الصنداي تايمز) من على محرك البحث. غوغل من جهتها تقول إن الصيغة المقترحة قابلة للنقاش والتطوير وهذا بموجب ما سيقود إليه الحوار مع الناشرين، الغاضبين دائماً بسبب تراجع العائدات الإعلانية. وقد تتمكن غوغل من تطوير الصيغة بما يرضي جميع الأطراف. والواضح جداً أن الطرف المعنية به غوغل قبل الجميع هو الإبقاء على شعبية محركها للبحث، وهذا أمر يتأتى أولاً من سعته وسرعته ومجانيته، أي العناصر الثلاثة مرتبطة ببعضها البعض ولا يمكن الفكاك بينها، وإن انسحب ناشر محترف. من يدري، قد يفاجئ ناشر هاوٍ الجميع بما يفوق التوقعات، هل كان هناك ناشر "محترم" واحد مستعد لنشر "هاري بوتر" عندما عرضت مخطوطة الجزء الأول عليهم؟ بالطبع لا، والنتيجة أن "جي. كي رولنغ" وجدت ناشراً آخر وقلبت الطاولة فوق رؤوس الجميع.