2012/07/04
البيان
على الرغم من أنه بدأ مشواره الفني مع محمد هنيدي في مدرسة يوسف شاهين عندما أسند إليه دور في «إسكندرية كمان وكمان»، فإنه ظل يعامل ككومبارس، فاعتبر نفسه فناناً قليل الحظ بسبب تأخره عن جيله، حتى جاء المخرج خالد يوسف وفجّر موهبته الحقيقية، عندما قدمه في دور فتحي في «حين ميسرة»، وكرم غباوة في «دكان شحاتة»، قبل أن يتحمل مسؤولية فيلم بأكمله عندما أسند إليه دور توشكى في «كلمني شكرا».. إنه الممثل عمرو عبدالجليل الذي يجسد دور البطولة في فيلم «صرخة نملة» في مغامرة لا يعرف نتائجها بعد تحرره من عباءة خالد يوسف. «الحواس الخمس» التقاه وأجرى معه هذا الحوار..
في «صرخة نملة» تتحرر من احتكار خالد يوسف لك ، ألا تراها مغامرة من جانبك؟
سأظل أدين بالفضل لخالد يوسف في نجاحي الفني؛ لأنه هو الذي أظهر موهبتي التي ظلت على مدى سنوات طويلة لا تجد من يخرجها إلى النور، وكانت جميع الأدوار التي تسند إليّ ضعيفة للغاية؛ فتأخرت كثيرا بالرغم من أنني خريج معهد التمثيل وقادر على تجسيد جميع الأدوار، لكنني في هذه المرة قررت أن أبتعد عن خالد يوسف بعد أن ردد البعض أنه وقّع معي عقد احتكار، وبحثا عن التنوع في شخصيتي الفنية.
مشاحنات
لكنك تتعامل مع المخرج سامح عبدالعزيز الذي يخرج أعمالاً من نفس نوعية أفلام يوسف.
لكل مخرج شخصيته ومنهجه، فسامح عبدالعزيز في رأيي مخرج صاحب بصمة فنية خاصة تميزه عن باقي مخرجي جيله، وبالرغم من إيماني الشديد به، فقد كادت الظروف تتسبب في حرماني من العمل معه في هذا الفيلم، حيث قرر كامل أبو علي منتج الفيلم إسناده إلى المخرج أحمد البدري بعد أن أجّل سامح التصوير أكثر من 3 أشهر لحين الانتهاء من مسلسل «الحارة».
وما حقيقة أن موافقتك على هذا العمل أوقعتك في خلاف مع خالد يوسف؟
أنا أستاء كثيرا من هذا الكلام الذي يتردد في الصحف ويؤدي إلى توتر العلاقة بيننا؛ فترديد مثل هذه الأقاويل ما هو إلا محاولات للنيل من العلاقة القوية التي تجمعني بخالد يوسف، خاصة أنها تخطت علاقة الصداقة بكثير، فقد أصبحنا أشقاء، وكوني تعاونت مع مخرج آخر لا يعني وجود خلاف معه؛ لأن الفنان لا يجب أن يكون أسيرا لفكر مخرج واحد حتى لو كان عبقريا مثل خالد يوسف.
صرخة نملة
حدثنا إذن عن قصة فيلمك الجديد.
تدور أحداث الفيلم في إطار سياسي كوميدي حول شخصية «جودة المصري» الذي قضى سنوات طويلة في سجون العراق، وبعد إطلاق سراحه يعود إلى القاهرة ليفاجأ بالعديد من المتغيرات التي طرأت على المجتمع المصري؛ فيشعر بالغربة ويقع في الكثير من المشكلات التي تجعله يتوجه إلى المسؤولين للبحث عن حلول لها، فيصطدم بالواقع المر وهو عدم اهتمامهم به، فيقرر السعي لمقابلة رئيس الجمهورية ليعرض عليه شكواه.
ولماذا تم تغيير اسمه من «إلحقنا يا ريس» إلى «صرخة نملة»؟
تم تغيير هذا الاسم بناء على طلب الرقابة المصرية، وقد امتثلنا للأمر، ووجدنا أن اسم «صرخة نملة» يجمع ما بين الكوميديا والتراجيديا أيضاً، وحتى لا يعتقد البعض بأن هذا الفيلم استكمال لفيلم «عاوز حقي» لهاني رمزي؛ لذلك كان تعديل اسمه في مصلحة الجميع.
هل الفيلم يحمل رسالة ضد الحكومة؟
الفيلم سيكون مفاجأة للجميع؛ لأن الرقابة لم تعترض على أحداثه، ولكن اعترضت على اسمه فقط، مما يؤكد أننا أصبحنا نعيش عصر الحرية الحقيقية، وتناولي بعض القضايا السياسية اللاذعة بشكل مباشر لا يعني أنني ضد الحكومة، بالعكس أنا أوجه رسالة إلى جميع الأجهزة التنفيذية التي تتخذ قرارات متخبطة بعيدًا عن المواطن البسيط الذي يحمل من المعاناة والهموم الكثير والكثير.
وما رأيك في ما يتردد بأن شقيقك السيناريست طارق عبدالجليل قام بتفصيل الفيلم على مقاسك؟
هذا ليس عيبا، فكبار النجوم تفصل لهم أفلام على مقاساتهم، كما أن شقيقي مؤمن بموهبتي، وكان من المفترض أن يحدث هذا التعاون بيننا منذ سنوات، وكنا في كل مرة نكتشف أن الوقت لا يزال غير مناسب، حتى جاءت اللحظة الفارقة بعد نجاح فيلم «كلمني شكرا» وقيامي بأول بطولة مطلقة.
أفضل من جلوسي في البيت
على مدار 02 عاما قدمت أدوارا صغيرة، فهل كنت تشعر بالحزن وأنت ترى محمد سعد وهنيدي يحققان نجومية أكبر؟
أنا راض دائما بقضاء الله وقدره؛ لأن المسألة رزق يمنحه الله لمن يشاء، وما لا يعرفه الكثيرون أنني لم أفكر يوما في النجومية والأضواء؛ لأنني كنت أحتاج للمال بشدة، فكنت أرضى بأي دور يعرض علي، وأتذكر أن أحد زملائي سألني: لماذا ترضى بالأدوار الصغيرة وأنت تمتلك تلك الموهبة؟، فأجبته: أفضل من جلوسي في البيت، كما أنني لا أجيد أن أعرض نفسي على المنتجين.
لماذا لم تستثمر فرصة «إسكندرية كمان وكمان» مع المخرج يوسف شاهين؟
في ذلك الوقت كنت أعمل في دور صغير على مسرح الإسكندرية، ولم تكن لي أي علاقات بصناع السينما أو الدراما، فأنا لست اجتماعيا ولا أجيد فن لعبة العلاقات العامة.
أدين بالفضل ليوسف شاهين
بعد ثلاثة أفلام ناجحة مع خالد يوسف أحدها دور بطولة مطلقة، كيف تقيّم تجربتك معه؟
خالد يوسف اكتشف الجانب الكوميدي فقط؛ لأنه الوحيد الذي رشحني لدور كوميدي، لكنني أدين بالفضل ليوسف شاهين؛ لأنه لو لم يمنحني دورا في «إسكندرية كمان وكمان» لم يكن ليعرفني أحد حتى هذه اللحظة، فهناك العديد من المواهب المدفونة التي لم يستطع أحد اكتشافها حتى هذه اللحظة.
النقاد يرون أنك تحاول اختراق صفوف محمد سعد واقتباس شخصية اللمبي في معظم أعمالك، فما تعليقك؟
بالعكس طبيعة شخصية فتحي في فيلم «حين ميسرة» أشبه بشخصية شعبان عبدالرحيم وليس اللمبي، وحتى بعد أن قدمت دوري في «دكان شحاتة» قالوا إنه يشبه دوري في «حين ميسرة» بالرغم من أن كل شخصية قدمتها لها عالمها وقضيتها ومشكلاتها وهمومها الخاصة.
ألم ينتابك الخوف في «كلمني شكرا» مع خالد يوسف الذي يهاجم النقاد معظم أفلامه؟
كنت مترددا في البداية، لكنني وجدت أنها فرصة العمر كما يقولون، ورأيت أنه فيلم خفيف يتضمن العديد من قضايا المجتمع كالفقر والعنوسة والبطالة، فشعرت أنه فيلم اجتماعي يناقش قضايا الشعب ومعاناته؛ لذلك تأكدت أن الفيلم سيلاقي نجاحا كبيرا عند عرضه.
كلمني شكرا
ما رأيك في ما يتردد بأن فيلم «كلمني شكرا» عشوائي يعتمد على العري والإفيهات الجنسية؟
الفيلم يحمل كما قلت رسائل متعددة وقضايا شائكة، أما ما تم تقديمه في الفيلم من إفيهات جنسية أو مشاهد ساخنة فهذا الشيء يسأل عنه المخرج، لكنني أؤكد أن الفيلم يعتمد على كوميديا الموقف، وجميع الإفيهات التي ذكرت في الفيلم متداولة في مجتمعنا.
وهل ستستمر في تقديم الكوميديا خلال الفترة المقبلة؟
بدايتي كانت كوميدية، لكنني أستطيع تقديم أي دور مهما كان صعبا، سواء كوميديا أو تراجيديا، وأنا لست في حاجة لتكرار نفسي في هذا النمط.
وما رأيك فيما ردده خالد يوسف بأنك أصبحت الورقة الرابحة في أفلامه؟
هذا شيء يسعدني جدًا؛ لأن خالد مخرج قوي وله اسم كبير في عالم الإخراج، وشرف لي أن يقول عني هذا الكلام، وأتمنى أن تحمل أفلامي المقبلة معه بصمة؛ لأنه الوحيد الذي يعرف مدى طاقتي الداخلية، وهو يتحمل وجهة نظري ويناقشني وتربطني به علاقة حميمة لا أحب أن يعكرها أحد مهما كان.
عادل إمام أعجب بأدائك، فلماذا لم يستعن بك في أحد أفلامه؟
بصراحة أتمنى أن أشارك في أحد أعماله حتى لو في دور كومبارس؛ لأنه زعيم بالطبع وكل من يعمل معه يستفيد منه، ورأيه في موهبتي وسام على صدري.