عشرات المسلسلات في موسم جديد

محمد أمين - الوطن

بدأ المخرجون السوريون موسماً درامياً جديداً حيث دارت كاميرا العديد من المسلسلات في عدد من المحافظات وخاصة في مدينة دمشق وريفها التي يصور فيها عادة أغلب المسلسلات السورية، مقدمات هذا الموسم توحي أن النتائج ربما ستكون أفضل من تلك التي تحققت في رمضان الفائت الذي حفل بالعديد من الأعمال التي لم تكن بالمستوى المرجو حيث فشل أغلبها إن لم يكن كلها في ترك بصمة خاصة كتلك التي تركتها مسلسلات سورية في مواسم فائتة. تدخل الدراما السورية موسماً آخر في ظل حديث عن تراجع ما على صعيدي المبنى والمعنى. فأغلب المشتغلين والمراقبين بهذه الدراما لا يرون أن مستقبلها واضح وأن بوادر صحوة ما بدأت في الدراما المصرية ربما لن تكون على المدى البعيد عامل اطمئنان واستقرار لنا، في حين يرى آخرون أن الدراما السورية (تربعت) على قمة المشهد الدرامي العربي وربما أمر زحزحتها عن هذه القمة يحتاج إلى سنوات يفوق عدد السنوات التي مرت بها هذه الدراما حتى وصلت إلى ما وصلت إليه.

تصريحات من هنا وهناك ومن أناس مازالوا في قلب المشهد الدرامي السوري سواء كانوا كتاباً أم مخرجين أم ممثلين وكلها تحذر من غد قد يواجه هذا المشهد فيه تدهوراً دراماتيكياً لا يستطيع أحد إيقافه ومع ذلك بدأ مخرجون سوريون تصوير أعمال جديدة غير مكترثين بمن صرّح أو بمن يميل إلى السوداوية غير المبررة فربما أغلب هذه التصريحات غير مبنية على معطيات صحيحة وتدخل باب الفرقعات الإعلامية ولفت الأنظار.

المخرج حاتم علي قص شريط هذا الموسم وفتح بوابته من خلال مسلسل اجتماعي معاصر يعود من خلاله إلى الدراما المعاصرة التي تركها منذ سنوات قدّم خلالها أعمالاً بدوية وأفلاماً سينمائية والعمل الجديد يحمل عنوان (الغفران) وهو من تأليف الكاتب حسن سامي يوسف وبطولة باسل خياط وسلافة معمار وقيس الشيخ نجيب وسواهم من الفنانين ويتناول قصة حب قديمة تستيقظ لتواجه معوقات جديدة والعمل من إنتاج شركة (عاج) للإنتاج الفني بالتعاون مع تلفزيون دبي ويدخل الطرفان شراكة أخرى من خلال مسلسل (دليلة والزيبق) الذي يتناول سيرة البطل الشعبي (علي الزيبق) وهو من تأليف هوزان عكو ويخرجه سمير حسين وسبق أن قُدم هذا العمل في أواخر عقد السبعينيات من القرن الماضي بالتعاون بين فنانين سوريين وأردنيين.

كما بدأ منذ أيام المخرج نجدة أنزور تصوير مسلسل يتناول سيرة حياة الشاعر الراحل محمود درويش يحمل عنوان (في حضرة الغياب) للكاتب حسن م يوسف وبطولة فراس إبراهيم، سلاف فواخرجي، سوزان نجم الدين، أسعد فضة، تيسير إدريس وسواهم وهو من إنتاج مؤسسة (فراس إبراهيم) للانتاج الفني.

كما قطع المخرج سيف الدين سبيعي شوطاً في تصوير عمل اجتماعي للكاتب فادي قوشقجي وبطولة عباس النوري وباسم ياخور وكاريس بشار ونادين تحسين بيك، وجيني اسبر وهو إنتاج شرطة (بانة) للانتاج الفني وبدأت المخرجة رشا شربتجي تصوير مسلسل للكاتب سامر رضوان يحمل عنوان (الولادة من الخاصرة) وهو من بطولة قصي خولي، سلاف فواخرجي وقاسم ملحو وسواهم وهو من إنتاج شركة (كلاكيت) للانتاج الفني ومن المفترض أن تقدم هذه الشركة مسلسلاً يحمل عنوان (الزبال) للكاتب فؤاد حميرة.

وشرع المخرج تامر إسحق في تصوير الجزء الثاني من مسلسل (الدبور) للكاتب محمد قاووق وإنتاج (غولدن لاين) وبطولة سامر المصري وعدد من النجوم وعرض الجزء الأول منه في رمضان الفائت ويستعد المخرج الليث حجو لإخراج مسلسل يحمل عنوان (أنا وصدام) للكاتب عدنان عودة يتناول خلاله تأثير سياسات الرئيس صدام حسين على المواطن العربي بدءاً من عام 1980 وحتى احتلال العراق في عام 2003، العمل من إنتاج شركة (الفردوس) للإنتاج الفني، ويقوم المخرج حسان داوود بتصوير عمل بوليسي من تأليف محمود الجعفوري وهو حلقات منفصلة يشارك فيها عدد من الفنانين ومنهم فايز قزق وكاريس بشار وخالد تاجا وسواهم، وسيكون للكوميديا في موسم 2011 وجود وحضور كبيرين من خلال عدة أعمال حيث يشهد هذا الموسم عودة مسلسل (مرايا) للفنان ياسر العظمة بعد غياب سنوات وقد بدأ المخرج سامر برقاوي بالفعل بتصوير سلسلة جديدة منه في دمشق ثم في حمص ويشارك في العمل فنانون لعبوا بطولته على مدى أجزائه المتعددة وقد وَعَدَ العظمة بتقديم سلسلة جديدة متميزة من مشروعه الذي صرف عمره الفني من أجله، وربما يُعرض المسلسل قبل شهر رمضان المبارك وهو من إنتاج شركة (قبنض) للإنتاج الفني والتي من المتوقع أن تقدم أيضاً عملاً آخر يحمل عنوان (الضحايا) هو من تأليف الفنان رضوان عقيلي والكاتب رامي الطويل، كما بدأ المخرج زهير قنوع بتصوير الجزء الثاني من المسلسل الشهير يوميات مدير عام الذي قدمه المخرج هشام شربتجي قبل عقد ونيف من الزمان والنسخة الجديدة بتوقيع الكاتب خالد حيدر ويلعب بطولته النجم أيمن زيدان وعدد من الفنانين الذين شاركوه بطولة الجزء الأول، وأكدت مصادر أن النجم سامر المصري بصدد التحضير لجزء ثان من مسلسل (أبو جانتي) ويبدو أن أحداثه ستكون على طريق دمشق – بيروت وهناك جزء ثامن من مسلسل (بقعة ضوء) بإشراف مازن طه وإخراج عامر فهد وهو من إنتاج شركة (سورية) الدولية للإنتاج الفني.

وهناك العديد من المسلسلات التي تحتاج إلى بعض الوقت للشروع في تصويرها منها مسلسل (الفاروق) للمخرج حاتم علي والكاتب وليد سيف والذي يتناول سيرة ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو إنتاج مشترك بين محطة الـMBC وتلفزيون قطر.

ومن المفترض أن تقدم شركة (الهاني) عملاً معاصراً من تأليف الكاتبين حسن سامي يوسف ونجيب نصير يحمل عنوان (السراب) ويخرجه مروان بركات ويلعب بطولته بسام كوسا، وذكرت أنباء أن المخرج شوقي الماجري وافق على إخراج مسلسل يحمل عنوان (توق) مستقى من رواية للشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحسن وتدور أحداثه في مطالع القرن التاسع عشر ومن المفترض أن تخصص له ميزانية خيالية في الدراما العربية حيث ذكرت مصادر أن الميزانية تصل إلى 15 مليون دولار ومن المتوقع أن يلعب بطولته عابد فهد وصبا مبارك، كان من المفترض أن تنتج شركة (سورية) الدولية مسلسلاً يكتبه النجم عباس النوري وزوجه الكاتبة عنود خالد وهو عمل يتناول البيئة الشامية من زاوية جديدة ويحمل عنوان (طالع الفضة) ويسعى مخرجه سيف الدين سبيعي نحو إقناع النجمين دريد لحام وياسر العظمة للمشاركة فيه، ولم تتضح بعد وجهة المخرج بسام الملا وهل ستكون نحو جزء جديد من (باب الحارة) أو مسلسل آخر يحمل عنوان (خان الشكر).

وتدخل مؤسسة الإنتاج الدرامي الوليدة حقل الإنتاج في موسم 2011 وباكورة هذا الإنتاج مسلسل يحمل عنوان (في الميزان) للكاتب ماهر الدروبي يتناول تأثير ا لعولمة على أخلاقيات المجتمع العربي من خلال تعميم ثقافة الفساد هو من إخراج عبد الغني بلاط وبطولة باسم ياخور، سليم صبري، عمر حجو، مرح جبر، هبة نور، ولم تتضح بعد معالم الأعمال الأخرى التي تنوي المؤسسة إنجازها للموسم القادم.

لن تقتصر لوحة الدراما السورية في موسم 2011 على هذه الأعمال فقط حيث من المتوقع أن تقوم شركات إنتاج بإنجاز أعمال أخرى ولكن يتوقع مراقبون ألا يشهد الإنتاج الدرامي السوري قفزة كبيرة على صعيد الكم وربما لن يتجاوز سقف الموسم الفائت أي نحو ثلاثين مسلسلاً ولكن يبقى المبنى بلا قيمة إذا لم يكن ذا معنى.