2019/10/17
بوسطة
أكد الفنان عباس النوري أنه لن يشارك في أي جزء جديد من مسلسل "باب الحارة" حتى وإن طلب منه ذلك المخرج بسام الملا، لافتاً إلى أن هذا رداً وليس موقفاً، وأضاف: "أتمنى أن يهاتفني الملاّ لأُريه كيف سأغلق الهاتف في وجهه، ولن أُقدّم أي اعتذار".
وأشار عباس في حواره مع مجلة "لها" إلى أنه ليس الإشارة الضوئية التي تسمح بمرور المسلسل عند أي تقاطع "ما دامت مسيرة العمل تحمل منعطفات في مختلف الأجزاء، سواء بمشاركتي أو باستبعادي، وصولاً إلى الجزء العاشر والمعارك القضائية التي شهدها، كمن يتقاتلون على كعكة، أنا لم أحصل منها على حبّة سمسم واحدة، طبيعة مشاركتي هي كممثل تبنّى مشروعاً مع مخرج ومنتج". ونوّه إلى أحقية المخرج بسام الملا في مشروع (باب الحارة) مهما أدعى الآخرون أنهم أصحاب حق "سواء كان مؤلفاً أو منتجاً آخر".
كما أوضح النوري أن نجاح (باب الحارة) ارتبط بوجود الملّا بسبب طابع العمل، وعقب: "حتى اليوم الجميع يتمنى الوصول إلى عتبته، عتبة النجاح والتأثير في المُشاهد التي امتلكها بحسّه الحقيقي من خلال تجربته الإخراجية وعمله كمساعد مخرج مع العباقرة الكبار في التلفزيون السوري، بدءاً من (أيام شامية) إلى (ليالي الصالحية) و(الخوالي)، وصولاً إلى (باب الحارة)"، لافتاً إلى أن المّلا ترك بصمة حقيقية من الصعب أن تكون لغيره، حتى الجمهور لن يقبلها "والتجربة الأخيرة أثبتت ذلك".
وعما إن كان يفضل وقوف "باب الحارة" عند جزء معين، أكد عباس على أن المسلسل اجتماعي يروي قصصاً وحكايات جميلة ويحمل قيماً أخلاقية نكاد نفتقدها في مجتمعنا، ولذلك فهو لا يمكن أن يقف عند جزء معين.
فيما رد النوري على اتهام الكاتب مروان قاووق له بأنه يعدل ويغيّر في نص المسلسل، ويشترط وجود فنانين معيين، وكأنه مشروعه، قائلاً: "استغرب كيف يخرج هذا المنطق من شخص وضع الورق أمامي وقال لي اكتب ما تشاء، وأبدى استعداده لكتابة الأفكار التي أريدها، وعرض عليّ تمزيق 30 حلقة كان قد كتبها ليكتب من جديد ما أرغب به"، مشيراً إلى أن هذا العرض قُدم له من قبل قاووق والمنتج الجديد.
وعقب بأنه من الطبيعي أن يكون لدى الممثل اقتراحات يطرحها على صنّاع العمل، "ولأنني أسعى دائماً الى الأفضل، لا أحب العمل مع مخرج منغلق على أفكاره، بل أسجّل ملاحظات هي من باب الاقتراح وليس الاشتراط الذي يأخذنا إلى الشرط الإنتاجي ومشاكله"، متابعاً: "من خلال تجربتي أستطيع القول إن الممثل السوري يحمل امتيازاً ثقافياً يجعله صاحب اقتراح ورؤية، وهو الأكثر ثقافة وموهبة من الذين يتفاخرون في صناعة الدراما السورية"، وأكد على أن الممثل الذي ينفذ فقط ما كُتب على الورق هو حتماً كالدمية الكرتونية.
ونوّه عباس إلى أنه لم يدخل في مفاوضات مع شركة "قبنض" بالمعنى المباشر للكلمة، بل دخل في أمكنة للاتفاق، وأشترط ألا يفقد العمل عناصره الرئيسة مثل عائلة "أبو عصام" وشخصيات اعتاد الناس على رؤيتها، حتى لا يذهب العمل إلى مكان آخر، مشيراً إلى أن الجزء الجديد الذي أنتج من العمل لا يشبه (باب الحارة) إلا في الاسم، "كمن يأخذ ماركة أحذية عالمية ويضعها على حذاء عادي"، مؤكداً أن "باب الحارة" ماركة مسجّلة له نكهة مختلفة والخوض فيه يحتاج إلى شروط.
بعيداً عن البيئة الشامية، تطرق عباس النوري للحديث عن الدراما العربية المشتركة، مشيراً أنها لم تستطع الحصول على جنسية، "وأجد صعوبة في اكتشاف جنسية الشخصيات لأي حكاية تنتمي الى هذه الدراما، فلا السوري استطاع أن يكون سورياً، ولا اللبناني بقي لبنانياً، ولا المصري عبّر عن مصريّته"، منوهاً إلى وجود الكثير من الحكايات التي يمكن رؤيتها ضمن (قصر العدل) في كل من بيروت ودمشق والقاهرة، فيها سوريون ولبنانيون ومصريون، وتساءل "لماذا لا نُظهر هذه الحكايات على الشاشة؟! ما نراه الآن هو فبركة للأحداث واستعراض للشخصيات يكون فيه التعب والجهد للفبركة مع الأسف".
وأبدى عباس خوفه على النجوم السوريين من التبعثر مع أنهم أثبتوا جدارة، "لكن هذه الأعمال حتى لو حققت لهم نجومية إلا أنها لا تخلو من التكرار، وبرأيي يبقى للعمل الاجتماعي منزلة مختلفة عند الممثل ويُحفظ في ذاكرة الناس".
كما تحدث النوري عن المسلسل الذي انتهى من كتابته، لافتاً أنه ينتمي لنوع الكوميديا السياسية ضمن إطار البيئة الشامية، وأضاف: "أطرح في مشروعي فكرة أعتقد أنها جديرة بالمناقشة وهي حالة المجتمع في بلاد الشام عام 1949، حيث حدثت انقلابات عدة في المجتمع الذي كان يعيش حياة دستورية وبرلمانية وسياسية ومدنية غابت مع وجود العسكر"، معتقداً أنها تجربة جريئة وجديدة في تناول مسائل تاريخية سياسية واجتماعية في إطار كوميدي "والعمل بحاجة إلى منتج جريء".
في سؤال له عن عدم تواجده في السينما السوريّة، أجاب مبتسماً: "أين السينما السورية مني؟ السينما موجودة ولها أصحابها ولكن ليس لنا علاقة بهم".
يشار إلى أن عباس النوري انتهى مؤخراً من تصوير عشارية "يا مالكاً قلبي" من كتابة عثمان جحى، وإخراج علي علي، وإنتاج شركة "غولدن لاين"، ضمن سلسلة العمل المشترك "الحب جنون".