2014/06/04
بوسطة- متابعة – ريمة نعيسة
قال النجم السوري عابد فهد إنّه يصّر "بكل ذكاء ووعي" على كونه "مختلفاً" فيما يقدمّه من شخصياتٍ جديدة، مقارنةً بالشخصيات التي يلعبها في كل مرة، وأشار إلى أن "الانتصار على الشخصية، وعدم تكرارها بحاجة إلى نص جيد بالدرجة الأولى"، وبدا عابد متفقاً مع الرأي القائل بأن تكرار ظهور الممثل في أكثر من عمل خلال الموسم الواحد، من شأنه "تشتيت المشاهد"، ولكن هناك "ضرورات أحياناً"، تفرض عليه ذلك، وأكّد عدم تخليه بكل الأحوال، "عن القيمة الفنية في العمل، فالمشروع الفارغ لا يؤدي إلى انتشار واسع".
وخلال إطلالته الإعلامية مساء الثلاثاء 3 حزيران/ يونيو 2013، على قناة "الميادين"، في حوارٍ مع الإعلامي اللبناني زاهي وهبي، ضمن برنامجه "بيت القصيد"؛ ردّ عابد فهد على اتهامه بالنأي سياسياً عن ما يحدث في سوريا، قائلاً: "أنا ليست لدي الخبرة السياسية، هناك عدم معرفة بالسياسة فالحوار السياسي خطر، وما يدور على هذه الطاولة كبير جداً، هو ليس هرباً من اتخاذ موقف، فأن تقول رأياً في شيء لا تعرف عنه هو سلاح خطير ذو حدين، وكلمة نأي... كلمة خاطئة... أنا لم أكن حزبياً في يوماً من الأيام، ولكن سوريتي معي أينما ذهبت، أنا سوري، وأنتمي إلى هذا البلد، غصباً عن الذي يريد، أولا يريد".
وعن كيفية تعايشه وجدانياً مع الوضع في سوريا؟، وبعد صمت دام حوالي الدقيقتين، أجاب النجم السوري عابد فهد بتأثر:"كتير صعبة،هي مو عيشة كلمة بتعيش مو زابطة هون، في شيء مؤلم عم يصير... في مؤامرة دولية، كل التسويات والتصفيات عم تصير على أرض سوريا، والشعب هو من يدفع الثمن."، ووصف ما يحدث اليوم في العالم العربي اليوم بـ"الخريف الذي يمتد إلى سوريا."
وما إذا كان يوافق على تداول ما يجري الآن من أحداث سياسية، في الدراما؟ قال فهد: "أنا بالتأكيد مع تناول ما يحدث الآن درامياً، لكي نعكس الصورة لمن لا يعرف ما يجري، ولكنّي ضد استقراء المستقبل فذلك أمر خطير، وفي هذه المعركة ليس هناك منتصر الكل خاسر فيها ."
وتحدّث عابد فهد لزاهي وهبي عن العملين الدرامين اللذين يشارك فيهما خلال موسم دراما رمضان 2014، حيث يؤدي عابد فهد في المسلسل العربي المشترك "لو": دور زوج رتيب كلاسيكي، ورتابته هذه ستكون السبب في خيانة زوجته له.
أما بالمسلسل السوري "قلم حمرة" من تأليف يم مشهدي، وإخراج حاتم علي، فيجسد عابد:
شخصية طبيب نفسي يعاني من هوة كبيرة بينه وبين ابنته، التي لم يرها منذ أن كان عمرها سنتين، ونوّه النجم السوري إلى أن هذا العمل يريد القول: "إننا عائدون إلى سوريا لننجب أطفالنا الجدد، إذا ليس هناك بديلاً عن الوطن في العالم."، وهنا قال عابد فهد إنّ منزله في "مشروع دمر" بدمشق ، وبغض النظر عن القيمة المادية له، يمثل ذاكرته، فهو:"في سوريا التي تعنيني أولاً وأخير".
و فنياً أيضاً: كشف النجم السوري عن شخصيةٍ "مركبة" يكتبها له سامر رضوان، في عمله المقبل، قال إنها من المفروض أن تكون "استثنائية"، لـ:"وسيط عاش بين لبنان وسوريا، وفيها الكثير من الفلاشباك."
وعند سؤال زاهي له عن صحة رفضه لجزء ثاني من مسلسل "لعبة الموت"؟ أجاب عابد فهد: "خشيت الوقوع بمطب التكرار، وأنا هنا لا أقلل من قيمة ريم حنا ككاتبة وسيناريست، ولكنني شعرت أن الشخصية أنتهت وليس لدي شيء جديد أضيفه عليها."
وعند محاولة زاهي وهبي المفاضلة جماهيرياً بين "الولادة من الخاصرة" و"سنعود بعد قليل"، قال عابد: "لا أستطيع المفاضلة بين العملين فلكل منهم جمهوره الخاص، ولكن (الولادة الخاصرة) مازل مطلوبا من الجمهور بجزء رابع، ولو كان هناك فكرة جزء رابع سأوافق عليها. "
سينمائياً، ردّ عابد فهد على سؤال محاوِره، عن سبب كونه مقلاً في السينما؟ بالقول:: "أنا لست مقلاً في السينما، ولكنّي أعتب على المؤسسة العامة للسينما في سوريا، حيث أنني لم أدع للمشاركة في أي فيلم منذ 15 عاما، إلا فيلم "مريم"، وهذا كان بفضل المخرج الصديق باسل الخطيب، كما أن الإنتاج السينمائي في سوريا قليل".
وفي السياق ذاته، تحدّث النجم السوري عن فكرة تحويل رواية "الأسود يليق بك" للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي إلى نص تلفزيوني وسينمائي، ومن المرجّح أن يؤدي في هذا المشروع دور البطولة، كما أعرب عن إعجابه بأعمال المخرجة اللبنانية نادين لبكي قائلاً: "نادين تختار المعادلة الصعبة، وهي أن تكون ذو قيمة معنوية وجماهرية في نفس الوقت، وهذا ما هو مطلوب بالسينما العربية خلال الوقت الحالي."
الجانب الشخصي، والعائلي لم يكن غائباً في حوار زاهي وهبي مع عابد فهد، الذي قال إنه في كل لحظة يقف فيها أمام المرآة، يرى صورة والده الراحل، الذي لا يغيب عن ذاكرته أبدا، وكان النجم السوري قد اعتاد على الاتصال به في أول أيام التصوير من أي عملٍ جديد له،: "حتى في تصوير الجزء الأخير من (الولادة من الخاصرة)... للحظة نسيت أنه توفى، وكنت على وشك أن أتصل به." وشبّه فهد وجود زوجته الإعلامية السورية زينة يازجي في حياته بـ "بالترمومتر الدقيق"، وأضاف: "كنت مغامراً وفوضوياً، وأصبحت حالماً أكثر."