2012/07/04
خاص بوسطة – يارا صالح
أثبت الفنانون السوريون اتفاقهم على عدد كبير من النقاط، رغم الفوضى التي شابت لقاءهم مساء السبت في قاعة أمية في فندق شيراتون دمشق، ضمن فعاليات "اللقاء الوطني السوري الحر" الذي دعا إليه السيد ياسر قشلق، رئيس حركة فلسطين الحرة.
وأثناء مقدمة بسيطة للأستاذ قشلق، تدخلت الفنانة مي سكاف والفنان جهاد سعد ليعترضا على اعتبار قشلق الثورة المصرية "انقلاباً"، لكن قشلق أوضح أنه لم يكمل فكرته قبل أن يتم انتقاده، وأنه كان يقصد القول بأن البعض من الخارج يريدون أن يركبوا موجة هذه الثورة كي يحرفوها عن مفاهيمها، وبدأت الأصوات تخرج من بين المجالس كي تؤيد أو تعارض النقاش.
استمر قشلق في كلمته، لكن سكاف تابعت اعتراضها، على أسلوب اللقاء، معتبرة أنه تلقيني أكثر من كونه حوارياً، وأنه كان من الواجب تواجد وزير الإعلام في الجلسة ليدير الحوار، لتعلن انسحابها من الجلسة، وتداخلت الأصوات التي خرجت من صفوف الجلسة، لتفقد الجلسة شكلها الأساسي، وتنتقل إلى شكل أكثر حرية، وبدأ الفنانون بالتعبير عن رأيهم في البداية على المنصة، ولاحقاً عبر المايكروفون المتنقل، في جلسة تحولت إلى الشكل الدائري، بناء على طلب الفنانة وفاء موصللي.
موصللي بدأت حديثها، بالتأكيد، كما أكد عدد كبير من الفنانين على رأسهم تولاي هارون، على ضرورة عدم تخوين الفنانين لبعضهم بعضاً، أو تخوين الناس للفنانين، وأننا جميعاً تحت سقف الوطن، وبعدها انبرى الفنان محمد شيخ نجيب لإدارة الحوار، الذي استمر نحو ساعتين.
المداخلات في هذا الجزء من اللقاء بدت أكثر هدوءاً وتنظيماً، وطرح فيه الفنانون أفكارهم بتعددية وتنوع، متضمنة نقاشاً سياسياً وفنياً، وطروحات حول المطلوب اليوم من المواطنين ومن الفنانين والفن بشكل عام.
وخلال جميع فصول الجلسة، كان فنانون عدة ينسحبون منها، ومنهم باسل الخطيب وديانا جبور، ومحسن غازي وأماني الحكيم وهاني السعدي، الذين انسحبوا في الدقائق الأولى، تلاهم رندة مرعشلي، لورا أبو أسعد، كندة حنا، وغيرهم.
أسرة بوسطة، التي كانت موجودة في الجلسة، تابعت كل تفاصيلها، ولاحظت أن الحوار والجلسة، وبغض النظر عن كل الجدل الذي أثير حولهما، تمكن من فتح باب للنقاش الحر وتبادل الآراء والأفكار بين الفنانين والعاملين في المجال الدرامي بطريقة مباشرة، وهو يعتبر تجربة على طريق إيجاد إطار مناسب لحوارات مستقبلية بين جميع مكونات الطيف الإعلامي السوري، ونستطيع القول بأن "القطار وضع على السكة، وانطلق صوب مستقبل أفضل لسورية، في كافة المجالات".