2012/07/04
خاص-بوسطة بثت وكالات الأنباء ومحطات متعددة تقارير عن بدء أعمال شارع السمسم في الأراضي الفلسطينية.. الصيغة المطروحة هي التوجه تحديدا للأطفال الفلسطينيين وتعليمهم مهارات بعيدا عن العنف.. والترويج لثقافة نبذ العنف.. كما صرح مدير الشركة المنتجة القادم من الولايات المتحدة خصيصا من أجل إطلاق المشروع.. وبغض النظر عن حيثيات الموضوع، المعقد أصلا بما فيه الكفاية، نقول أن أي توجه للأطفال الفلسطينيين ومخاطبة طفولتهم بالدرجة الأولى أمر مرغوب ومطلوب.. ولكن.. وهذه اللكن تصبح كبيرة ومحيرة عندما يظهر رئيس وزراء السلطة الفلسطينية (سلام فياض) في أستوديو التسجيل ويحضر جزءا من التسجيل مع مندوبي الشركة المنتجة القادمين من خلف البحار، الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة للبرنامج بميزانية مليون ونصف المليون دولار.. المشهد حقيقة (وبثته قناة البي بي سي العربية) كان فيه "نشاز" غير مبرر ولا داعي له.. فإن كانت السلطة الوطنية الفلسطينية تريد أن توصل رسالة أنها معنية بكل تفاصيل حياة مواطنيها، والأطفال على وجه التخصيص، كان بإمكانهم القيام بالكثير بعيدا عن الكاميرات التي التقطت مشهدا يكاد يكون على طريقة الدعاية المباشرة والسمجة والمركبة على عجل، والتي تعطي عكس المطلوب دائما.. فمن الابتسامات المتكلفة جدا للسيد رئيس الوزراء، إلى طريقة مداعبته لشعر إحدى الدمى وكأنه يخشى على نفسه من الإصابة بإنفلوانزا... الدمى.. كان المشهد برمته عنوانا للفشل في الوصول إلى الغاية المرجوة.. ومن حقنا الظن أنها، أي الغاية، لم تكن سوى ترويجية بحتة.. والسبب أن السيد رئيس الوزراء كان بإمكانه القيام بالكثير بعيدا عن عدسات الكاميرا لمصلحة أطفال بلاده.. على الأقل، وبعيدا عن مخاطبة الطفل الفلسطيني بأية طريقة كانت، فمن حق هذا الأخير أن يجد طريقا آمنة من بيته إلى المدرسة وبالعكس.. وندرك أن المهمة هذه تتطلب بدورها عملا آخر مع أشخاص آخرين لا يتسمون بلطف المشرفين على شارع السمسم، ويلعبون بأدوات مؤذية ولا قلوب لهم.. ولكن من أراد بدوره أن "يلعب" دور رئيس الوزراء أن يقوم بدوره كاملا كائنا ما كان الطرف الذي يقابله.. ومن الأفضل، بعد التجربة الأخيرة، أن يتم كل شيء بعيدا عن الكاميرات.. ويترجم على الأرض وأولا بطريق آمنة إلى المدرسة..