2017/07/13
خاص بوسطة
فرضت نقابة الفنانين السوريين ضريبة على العاملين في قطاع الدوبلاج (ممثلين –مشرف –مهندس صوت – فني مونتاج – مكساج ) وهي عبارة عن رسم وقدره 3 % من قيمة أجورهم ، هذا الأمر دفع بالعديد منهم إلى اتهام النقابة بفرض "الأتاوة" وتحميلهم عبئأ مالياً جديداً غير مبرر إلى جانب ذلك شن البعض حملة انتقادات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي وصفها النقيب في حديث لبوسطة بـ "اللاأخلاقية والدونية وقليلة الأدب".
وفي حديثه لنا اعتبر نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان أن هذه الاتهامات صادرة عن "أشخاص لا يفقهون شيء في قوانين النقابة" بحسب تعبيره، معقباً : "كان يجدر بهم أن يطالعوا لائحة الأنظمة قبل الشروع بتوجيه الاتهامات".
كذلك أكد أنه غير عاجز عن محاسبة الممثلين ممن اساؤوا إليه على مواقع التواصل الإجتماعي بتهمة "التشهير والإساءة". يقول : "الجهل بالقوانين والأنظمة لا يبرر لأي شخص أن يسيء أو أن يكون مسفّاً، ونحن لسنا بقصار حربة كنقابة فنانين لو أردنا محاسبة هؤولاء المسيئين عديمي الإحساس بالمسؤولية يمكنني منعهم حتى من العمل بل يمكنني زجهم في السجن واتخاذ كل الإجراءات القانونية المتاحة".
وفنّد رمضان حجج المعترضين على القرار مبتدئاً بما قيل عن أن "النظام الداخلي للنقابة لا يشتمل على قوانين خاصة بمهنة الدوبلاج" مجيباً : "أمر طبيعي أن لا تشتمل لوائح القوانين على فقرات ومواد خاصة بالدوبلاج فهو ليس مهنة فنية منفصلة بل هو جزء صغير من عمل الممثل ولا يمكن الفصل بين الدوبلاج والتمثيل".
"وبناء عليه فإن الانتساب للنقابة هو أمر ملزم لكل فنان/عامل في قطاع الدوبلاج" يتابع النقيب مشيراً إلى أن وجود من هم "غير نقابيين" بين العاملين في قطاع الدوبلاج لا يعني بأن تلك هي الحالة الطبيعية والصحيحة وأن ما استجد من قرارات نقابية هو أمر غير شرعي؛ يضيف: "إن النقابة منذ البداية تغاضت عن عدم انتساب معظم العاملين في الدوبلاج إليها حرصاً على أرزاقهم، ولم تفرض عليهم أي شرط يعيق عملهم رغم أن الحالة الطبيعية في جميع المهن حول العالم أن الممارسة تأتي بعد الانتساب إلى النقابة المختصة".
واستطرد بالحديث عن لجوء النقابة لاحقاً إلى تنظيم هذا القطاع بعد أن بدأت الأمور تذهب في مناح متعددة، وذلك بمنح جميع الأشخاص العاملين غير المنتسبين بطاقة (ممارسة فن الدوبلاج) برسم سنوي قيمته خمسين ألف ليرة سورية فقط بهدف التعريف بهم أمام شركات الدوبلاج غير السورية إلى جانب تسهيل حركتهم وعملهم.
ولفت إلى أن النقابة قد أصدرت مؤخراً قراراً يقضي برفع أجور جميع العاملين في مجال الدوبلاج وذلك بحسب الفئة التي يتنمي إليها الشخص، حيث يتقاضى عن المشهد الممثلين غير الأعضاء في النقابة مبلغ 800 ليرة سورية كحد ادنى ، و1000 ليرة للممثلين الأعضاء و1200للأعضاء المتميزين الذين تحددهم لجنة مختصة مؤلفة من أعضاء من شركات الإنتاج و نقابة الفنانين و تجمع "صوتنا فن" وذلك وفقاً لعدد سنوات انتسابه للنقابة وشهادته العلمية وعدد الأعمال المدبلجة التي شارك بها .
وشرح زهير رمضان بمختصر شديد النظام المالي لنقابة الفنانين قائلاً : "الممثل العربي يدفع 20 % من قيمة الأجر الذي يتقاضاه عن التمثيل داخل سوريا، أما الممثل السوري يدفع 10% ، الفنان النقابي المتمرن يدفع 7% ، الفنان النقابي الموظف يدفع 5 % والفنان النقابي غير الموظف يدفع 3 بالمئة"، ولفت إلى أنه بهذا السياق يعتبر قرار النقابة رحيماً يقول : "ارتأت النقابة أن توحد الرسوم وتأخد فقط 3 % من أجور جميع فئات العاملين في الدوبلاج، كونه مصدر دخل ورزق للعديد ، وهو الحد الأدنى الذي نتقاضاه من أي فنان غير موظف بنقابة الفنانين"، إذاً : "لقد ساويت بين شخص لا يحمل شهادة أو قادم من الشارع ممن يمارسون مهنة الدوبلاج وبين فنان قديم عضو في النقابة منذ عشرين سنة وهذه بادرة احترام وتقدير فالفنان بالسلوك والأخلاق وهو ما لا يتحلى به كثير منهم" وهدد بأنه في حال استمرّ البعض بسلوكهم هذا سيضطر إلى إلغاء تجمع "صوتنا فن".
كذلك لفت نقيب الفنانين إلى أنه لم يستجب للرغبات التي تخدم المصالح الشخصية لأصحاب بعض شركات الدوبلاج السورية الذين طالبوه بمنع الممثلين وباقي العاملين في الدوبلاج من العمل مع شركات لبنانية ورد على مطالباتهم بالقول : "يحق لأي شخص العمل داخل سوريا وخارجها ، طالما أن ذلك لا يتعارض مع مصلحة الوطن".
متابعاً في السياق ذاته : "وحرصاً على المنتج الوطني ودعما لهذه المهنة لم نمنع أي شركة انتاج سورية من التعامل مع أي محطة فضائية بشرط وضع لوغو العلامة التجارية للشركة المنفذة للدوبلاج على شارة المسلسل عند عرضه مع الإشارة إلى أنه تم إنتاجه بسوريا".
رمضان اختتم حديثه بالتأكيد على أن مردود هذه الرسوم والضرائب كما في كل النقابات الأخرى يعود إلى معالجة شؤون الفنانين ورواتبهم التقاعدية وليس إلى جيبه الخاص.
وتوجه عبر بوسطة إلى جميع الفنانين النتسبين وغير المنتسبين من ممارسي المهن الفنية "الفنان مثال يحتذى بأخلاقه وقيمه وما يتحلى به من خصال وليس بقلة الأدب والأنانية والانتهازية"