2012/07/04
بوسطة
أكد الفنان رشيد عساف أن اعتذاره عن أداء شخصية "حسن البنا" في المسلسل الذي يحمل الاسم لم يكن بسبب خلاف فكري مع جماعة "الإخوان المسلمين"، نافياً ما تناقلته بعض المواقع الإلكترونية عن وجود خلاف من هذا النوع.
وأضاف عساف، في حوار أجرته معه صحيفة "الحياة": «لا يوجد أي خلاف من الناحية الفكرية أو الدينية، ولكن بعد المؤتمر الصحافي الذي عقدناه في مصر، كان الاتفاق أن يعرض الفيلم والمسلسل بعد العيد الثاني، لكن هذا لم يحصل، كما أنه خلال الفترة التالية للإعلان عن العمل لم يصلني أي خبر من الشركة المنتجة، ولم يصل النص أو التفاصيل، لذلك اعتبرت أنني بحِلٍّ من أمري تجاه الشركة، بخاصة أن المنتجين في حال أرادوا طرح اسمي في أي عمل، سيمتنعون، لالتزامي بعمل آخر».
عساف أكد أن النص الذي قدّم له في البداية عن حياة "حسن البنا" وخلفيته الفكرية والحياتية أوضح له أنه شخص وسطي، وهذا الأمر كان مشجعاً له للمشاركة في العمل، وأضاف: ««كان السؤال الأهم: ما هو البيان؟ وما هي الرسالة التي سنقدمها لهذه الفئات؟ وكيف سنقدم حلاًّ وسطاً نستطيع العيش عبره في شكل حقيقي أمام الفسيفساء الديني والعرقي والذهبي؟ ثم إن حسن البنا بحسب قراءتي إنسان منفتح وصداقته مع مكرم عبيد باشا (القبطي) خير دليل على ذلك، إضافة إلى تحريمه القتل للوصول إلى السلطة و ما أدى لاحقاً إلى خلاف مع الجماعة، يؤكد أنه شخصية تستحق التقديم، ويمكن أن تحقق المعادلة التي أصبو إليها، وتجيب عن الأسئلة التي طرحتها سابقاً».
وعن احتمال إعادة إحياء المشروع مجدداً، ومدى استعداده للعودة إلى العمل، قال عساف: «لا مشكلة، لكنّ ذلك محكوم بالظروف الجديدة ومدى تفرغي».
من ناحية أخر، أوضح عساف أن مشروع تجسيد شخصية الشيخ أحمد ياسين مازال قائماً، وقال: «شخصية الشيخ ياسين أيضاً وسطية، ويجب الخوض فيها، وتقديمها للمشاهد العربي. وعلى رغم أن بعضهم يرى ضرورة في الابتعاد عن المواضيع الدينية في هذه الفترة، لكنني مصرّ على المشروع، لأنه سيقدم للجمهور فكراً جديداً، لذلك أقول إن المشروع قائم، وهو من تأليف محمد عمر، وسيكون من إخراج عبد الباري أبو الخير ابن البيئة الفلسطينية وابن الثورة الفلسطينية، ما يشجع أكثر فأكثر».
وعن عزم حسن يوسف على تقديم الشخصية نفسها، أضاف: «لا مشكلة في أن تُقدم شخصية الشيخ ياسين أكثر من مرة، كما حدث مع شخصية صلاح الدين، وأنا أتمنى ذلك، فغنى الشخصية وسيرتها المشوقة قابلان للتقديم بطرق عدة، وبقراءات ورؤى ومعالجات متنوعة».
وأضاف عساف: «أريد أن أصحح أمراً مهماً، فالنجم حسن يوسف صرّح بأنه لا يريد أن يقدم شخصية الشيخ ياسين كما قدمتها أنا، وهذا الكلام غير دقيق، إذ لم أقدمها بعد، والعمل لم ينطلق لكنه مازال قائماً وسيرى النور قريباً».
عساف، الذي يشارك هذا العام في مسلسل "زمن البرغوت" للمخرج أحمد إبراهيم احمد وتأليف محمد زيد، أشاد بكاتب النص، واعتبر العمل نقله نوعية في أعمال البيئة الشامية، «فهو عمل شامي يملك صدقية كبيرة، وقريب من الواقع، ومرجعيته التاريخية التي تعود إلى الفترة الممتدة بين السفر برلك ودخول الفرنسيين، ألبست حكايا وقصصا درامية مميزة. فعلى رغم أن العمل يعود الى العشرينات، فإن قصصه تُشعر المشاهد بأنها تجري الآن، وأعتقد أن الكاتب في أول أعماله سخّر كل قدراته، واستخدم كل مخزونه الثقافي والمعرفي والتاريخي، لتقديم مسلسل خاص سيحدث فارقاً درامياً على خريطة 2012». منتقداً تحول أعمال البيئة الشامية إلى «واقع افتراضي، وفانتازيا».
وعن حضوره في مسلسلات البيئة الشامية وهو ابن حوران (جنوب سورية) وما يشكله ذلك من عبء على الأداء، قال الفنان السوري: «لا أعتقد أن هناك مشكلة أو عبء، فأنا ابن البيئة الشامية، اذ نشأت وترعرعت في حي القيمرية الدمشقي، وهذا ساعدني كثيراً في مشاركتي في أعمال البيئة، وبدا ذلك واضحاً في "رجال العز" الذي قدمته في الموسم الماضي مع المخرج علاء الدين كوكش».
وأشار عساف إلى أنه لن يشارك خلال هذا الموسم في أي مسلسل آخر، وقال: «اعتذرت عن أكثر من عمل، إما بسبب النص وإما بسبب الأجر. كما عرض علي أخيراً عمل بيئة شامي آخر، لكنني اعتذرت عنه لأن الدور كان لشخصية "زعيم"، وبالتالي سيحدث تضارب بين هذه الشخصية وشخصية "العكيد" في "زمن البرغوت". وبطبيعة الحال، أفضل أن أطل في عمل واحد في العام، أو عملين، وما حدث في الموسم الماضي بإطلالتي عبر ثلاثة أعمال كان استثناءً».
وعن سبب غيابه المتكرر عن الدراما السورية، وهل للمنتجين دور في استبعاده أم لشللية، أجاب عساف: «لا أعتقد أن هناك دوراً للمنتجين في غيابي، كما أن موضوع الشللية ليس له دور كبير، إذ أرى انه في ظل الأعمال الكثيرة التي تنتج، يصبح هناك انسجام وتوافق بين بعض المخرجين والممثلين وحتى الفنيين، ما يدفعهم للعمل معاً لفترات طويلة. أما السبب الرئيسي لغيابي، فهو ارتباطي بأكثر من عمل خليجي في المواسم الماضية، ما أبعدني عن الدراما السورية، إضافة إلى أن المورد المالي من الأعمال السورية التي عرضت عليّ في الفترة السابقة لم يكن ملائماً».