2018/09/27
خاص بوسطة – جلال رومية
انطلقت مساء أمس (26 أيلول الجاري) عروض مسرحية "حفلة على الخازوق" (تأليف: محفوظ عبد الرحمن، إعداد وإخراج: زيناتي قدسية ) على خشبة مسرح الحمراء بدمشق، أنتجتها مديرية المسارح والموسيقا – المسرح القومي في وزارة الثقافة.
العرض والذي يتطرق لموضوع الفساد عبر شخصيات ونماذج مختلفة، تتصادم المواقف والآراء فيما بينهم، لعب بطولته كل من زيناتي قدسية، علي كريم ، جمال العلي، صفاء رقماني ، مصطفى المصطفى، محمود خليلي، رائد مشرف ، زهير بقاعي، قصي قدسية، ونورس أبو علي.
المخرج زيناتي أوضح لـ "بوسطة" أن السبب الرئيسي في إعادة إنتاج هذا النص، الذي سبق وقُدم على نفس الخشبة قبل حوالي 40 سنة، هو "أجيالنا الشابة التي تواجدت في العرض، فهم لم يشاهدوه من قبل"، مشيراً إلى أنه من المهم أن تعي هذه الأجيال أن "الفساد أزمة اجتماعية عالمية كبيرة جدا، لا تقتصر على زمان أو مكان، ولهذا السبب قدمنا عدة أزمنة خلال العرض". ولفت إلى أنه تقصد اختيار القالب الكوميدي في المسرحية "لقدرة الكوميديا على مكاشفة الحقائق وتحطيم المنطق السائد والمألوف".
صفاء رقماني والتي تخوض عبر هذا العرض أول تجربة مسرحية، أكدت أن المسرح كان بمثابة حلم يرافقها منذ الصغر، وأضافت "قبل أن أدخل إلى الوسط الفني، كنت آتي إلى الحمراء، أحضر العروض وأحلم بتأدية دور على هذه الخشبة"، لافتة إلى أنها أحست في هذه التجربة بشيء من الخوف "إلا أن الخوف هذا كان ممتعاً، لأن المسرح حلم وهدف".
أما محمود خليلي، فنوّه إلى خصوصية العرض الافتتاحي للعمل، كونه يُحمّل الممثلين حالة من الرهبة تصل في الدقائق الأولى إلى ذروتها "مهما كانت الثقة من النفس كبيرة، وهذا القلق لا يقلل من قيمة الممثل، فهو نوع من الاحترام، لتقديم ما يليق بالحضور وذائقته الفنية"، وتطرق خليلي في حديثه إلى صعوبة الواقع العام للمسرح السوري، لافتاً إلى أنه لدينا الكثير من الأسماء المسرحية المهمة الراغبة بتقديم اعمال على الخشبة "إلا ان لقمة العيش تدفع الكثيرين للعمل في التلفزيون، فأحيانا يساوي أجر تصوير يوم واحد في التلفزيون، الأجر المسرحي الذي نأخذه مقابل حوالي الشهرين والنصف من البروفات والعروض". وأضاف قائلاً: "لولا محبة أهل المسرح لهذه المهنة وتقديم رسالة فنية حقيقة، لما وجدنا أحداً فيه، فنحن نعمل ضمن إمكانيات صعبة، بدون أي دعم حقيقي للمسرح يليق بالإمكانيات المسرحية المتاحة في البلد".
فيما أعرب جمال العلي عن سعادته ورضاه بالأصداء الإيجابية التي لمسها من الجمهور خلال وبعد العرض، مشيراً بالقول: "شعرت بداية بحالة من الترقب والخوف، خاصة أن دخولي كان في افتتاح المسرحية، لكن عندما شاهدت رد فعل الحضور، زال الخوف وأحسست براحة أكثر"، منوهاً إلى أن الرهبة تتملك الفنان على الخشبة مهما قدم في تاريخه من عروض.
كما عبّر رائد مشرف أيضاً عن سعادته في ردود الأفعال التي أحس بها من الحاضرين، مشيراً بالقول: "الجمهور حقيقة، يساعدنا على بذل وتقديم كل ما فينا من جهد خلال العرض"، ونوّه إلى أهمية العمل المسرحي ككل، لافتاً إلى أنه من المستحيل أن يمضي عام، دون أن يُقدم على الأقل عرض مسرحي واحد.
الجدير بالذكر أن هذه المسرحية سبق وقدمت على مسرح كيفان في 11 كانون أول 1975، وعرضت كذلك على مسرح سيد درويش في القاهرة في الأول من أذار 1977، بالإضافة إلى عرضها ضمن مهرجان دمشق للفنون المسرحية في أيار 1977م.