2012/07/04

جريمة قتل محمد داغر.. بالتفاصيل
جريمة قتل محمد داغر.. بالتفاصيل

بوسطة – مواقع وصحف عربية

أظهرت التحقيقات الأخيرة في جريمة قتل مصمم الأزياء محمد داغر كذب المتهم بقتله محمد عبد المنعم في اعترافاته التي أدلى بها

التفاصيل نشرت في عدد جريدة "وشوشة" الصادر الثلاثاء 12 نيسان/ إبريل، وتم التأكد من صحتها من قبل مواقع أخرى، وهي بالتفصيل:

في الساعة الثامنة من مساء الاثنين الرابع من نيسان/ إبريل غادر داغر "الاتيليه" الخاص به في الدقي وبصحبته عارضة الأزياء "كارلا" التي تعمل معه، فلقد كان يقوم بتحضير عرض أزياء في دار الأوبرا، والذي أقيم بالفعل بعد وفاته يوم الخميس السابع من نيسان/ إبريل.

في الثامنة والنصف أثناء وجود كارلا معه بالسيارة، سمعت داغر يتحدث مع شخص عبر الهاتف ويقول له "أنا جايلك حالاً"، وهذا الشخص هو المتهم محمد عبد المنعم.

خلفية سريعة عن محمد عبد المنعم: يبلغ من العمر 23 سنة، واسم شهرته "فهد"!، مقيم بمنطقة المنيب بالجيزة مع والده الذي خرج على المعاش من عمله في شركة المقاولون العرب وشقيقته، وكان يعمل فرد أمن في إحدى الشركات ولكنه خرج على المعاش منذ 6 أشهر، تعرف على داغر في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وطلب منه مساعدته لكي يصبح "موديل" خاصة وأن حالته المادية هو وعائلته صعبة، لذلك تعاطف معه داغر وحاول مساعدته ماديا طوال الفترة الماضية).

اتصل محمد عبد المنعم بداغر في تلك الليلة وأخبره أنه يريد التحدث معه بشأن موضوع هام، وأنه ينتظره في ميدان التحرير أمام هيلتون رمسيس، وهو الاتفاق الذي سمعته كارلا، قبل أن يوصلها داغر إلى إحدى السينمات ثم يذهب إلى محمد ليلتقي به.

-        محمد عبد المنعم: ممكن نروح أي حتة ناكل فيها علشان أنا جعان أوي؟

-        داغر: أنا لازم أروح البيت الأول علشان أغير هدومي، علشان أنا في الاتيليه من الصبح.

-        محمد عبد المنعم: أنا جعان أوي ومش هقدر استنى كل ده.

فاتصل داغر بـ"كنتاكي" من السيارة وطلب أكل لفردين، وذلك ليضمن أن يصل الطعام إلى المنزل في نفس وقت وصولهما إليه، وهو ما حدث بالفعل، حيث وصل عامل الدليفري إلى منزل داغر في العاشرة والنصف في الوقت الذي وصلا إليه فيه.

تناول المتهم طعامه، ودخل داغر إلى غرفة نومه لكي يقوم بتغيير ملابسه.

بعد أن أنهى طعامه، طلب المتهم من داغر، الذي كان يستعد للنزول، أن يساعده بمبلغ كبير من المال، فرد عليه داغر أن هذا مبلغ كبير، وصعب عليه أن يعطيه إياه، خاصة وأنه يساعده منذ فترة، وأنه من الواجب عليه أن يعمل ليحصل على المال وليس عن طريق السلف أو الشحاتة.

هنا بدأت الخناقة، المتهم لم يعجبه رد داغر، فقام بدفع المجني عليه ناحية البار الموجود بشقته، فسقط داغر على الزجاجات والأكواب، ثم أمسك داغر بكوب زجاجي مكسور وهدد به المتهم وطلب منه الخروج من الشقة وهو يقترب من باب الشقة، وهذا ما سمعه الجيران، حيث سمعوا صوت داغر وهو يقول بصوت عالٍ "اطلع بره".

قام المتهم بالهجوم على داغر وإمساك الكأس وضرب داغر على رأسه به، فتسبب في جرح رأس داغر بجرح عمقه 10 سم، وأصيب المتهم في يده.

سقط داغر مغشياً عليه وبدأ جرح رأسه ينزف أمام مدخل الشقة من الداخل، فسحبه المتهم من أمام المدخل ووضع جسده في الطرقة بين المطبخ والغرف.

اكتشف المتهم أن يده تنزف بشدة وأن بنطلونه ملوث بالدماء، فدخل غرفة داغر لتغيير ملابسه من ملابس المجني عليه.

لم يغيّر المتهم ملابسه لأنه سمع صوت داغر وهو يئن بصوت ضعيف من ألم جرحه بعد أن بدأ يفيق من إغماءه، فخاف المتهم من أن يقوم داغر ويستنجد بالجيران، فأحضر سكينا من المطبخ لكي "يـخلـّص عليه"، حيث حاول طعنه في رقبته مباشرة، ولكنه وجد مقاومة ضعيفة من داغر، فتمكن من إصابته بجرح فوق حاجبه ورقبته، وتركه ينزف دماءه.

(هذا هو سبب وفاة داغر، لأنه بحسب تقرير الطبيب الشرعي، فإن الوفاة جاءت نتيجة نزيف شديد أدى لهبوط في الدورة الدموية، حيث ظل داغر ينزف منذ حوالي الساعة 11 مساء الاثنين وحتى الساعة 2 ظهر الثلاثاء عندما تم العثور على جثته).

(جاءت في اعترافات القاتل الكاذبة أنه هو وداغر تناولا الخمر، ولكن هذا ما نفاه تحليل الطب الشرعي وأكد أنه لا أثر للخمر في جسد داغر).

أخذ المتهم مفاتيح شقة داغر وسيارته من جيب القتيل، ثم أخذ الهاتف المحمول الخاص بداغر واتصل المتهم بصديق له وطلب منه الحضور بسرعة إلى شارع البطل أحمد عبد العزيز، ولكنه لم يكن يعلم رقم العمارة، فاتفقا على أن يتقابلا عند البنزينة.

أخذ القاتل معه محفظة داغر، وأخذ جاكيت جلد أسود من ملابس داغر لكي يداري به قميصه الملوث بالدماء، وخرج من الشقة وأغلق خلفه بابها.

(ما قاله المتهم في اعترافاته أنه نزل من الشقة في حوالي الساعة 12.30 بعد منتصف الليل، وأن داغر كان لا يزال حياً ولكنه غائب عن الوعي، وكذب وقال إنه ترك الباب مفتوحاً ولكن التحقيقات أثبتت عكس ذلك، وعندما سأله المحققون لماذا لم يترك الموبايل لداغر لكي يستغيث بأحد لينقذ حياته، رد المتهم أنه كان يخشى أن يقوم القتيل بذلك قبل أن يبتعد عن الشقة بقدر كاف!)

قابل المتهم صديقه وأخبره أنه تشاجر مع أحد وتقريباً "مات"، وكانت يد القاتل مازالت تنزف، فقال له صديقه أنهما لن يستطيعا ركوب تاكسي لأن السائق قد يشك فيهما، فقال له المتهم أنه معه مفتاح سيارة داغر.

ركبا المتهم وصديقه سيارة داغر وذهبا بها إلى منزل المتهم في المنيب، وتركا السيارة في أحد الجراجات الموجودة بالمنطقة.

في صباح اليوم التالي الثلاثاء الخامس من نيسان/ إبريل حاولت ماجدة شقيقة داغر مكالمته على موبايله كثيراً ولكنه كان مغلقاً طوال الوقت، فطلبت من أحد العاملين في الأتيليه "عم سيد" الذهاب إلى شقة داغر بالمفتاح لكي يطمئِنها عليه.

عندما فتح عم سيد الباب وجد داغر ملقى على الأرض غارقاً في دمائه، فاتصل بماجدة وأخبرها بذلك، فوصلت بسرعة إلى الشقة ورأت جثة شقيقها واتصلت بالشرطة التي حضرت وأمرت بعدم لمس أي شيء حتى حضور المعمل الجنائي، الذي استمر لأكثر من ثلاث ساعات في رفع البصمات وآثار الدماء في الشقة، ثم دخلت النيابة واستمرت لأكثر من ساعتين في معاينة مسرح الجريمة، وبعدها أمرت النيابة بتحويل الجثة إلى مشرحة زينهم.

في الوقت نفسه قام اللواء فاروق لاشين مساعد وزير الداخلية ومدير أمن الجيزة بتكوين فريق بحث للتوصل إلى تفاصيل الحادث والتعرف على الجاني، وهو ما تم خلال 48 ساعة.

حيث تم حصر المكالمات التي قام بها القتيل منذ الثامنة مساء الاثنين وحتى وفاته، وتمت متابعة كل الأرقام التي تم الاتصال بها والواردة خلال تلك الفترة ومعرفة أصحابها، إلى أن وجدت المباحث رقم لم يستدلوا على صاحبه، وهو الرقم الذي أجرى المكالمة التي سمعتها كارلا لداغر مع شخص آخر أثناء وجودها معه في السيارة.

تم تحديد مكان صاحب هذا الرقم، وقامت فرقة المباحث بمراقبة منزله، إلى أن تم القبض على المتهم في الساعة السابعة من مساء الخميس 7 نيسان/ إبريل.

قام المتهم بتوجيه المباحث إلى مكان الكراج الذي وضعت فيه سيارة داغر، واعترف أنه أعطى الموبايل إلى أحد أصدقائه ليقوم ببيعه.

القاتل اعترف بالأحداث التي وقعت بالفعل وتم ذكرها بالأعلى للضباط الذين قبضوا عليه، لكنه وبعد مقابلته لعدة محامين، الذين تطوعوا لإخراجه من الأزمة، أقنعوه أن يغير أقواله عند تحرير محضر القضية!

وجاء في اعترافاته ما يفيد أنه قام بقتل داغر دفاعاً عن النفس، وهو ما أثبتت التحقيقات الجديدة عدم صحته على الإطلاق!

القاتل الآن ما زال محبوساً لمدة 15 يوماً على ذمة القضية.

تم دفن جثمان داغر مساء الأربعاء 6 نيسان/ إبريل في مدافن العائلة في السادس من أكتوبر، وأقيم العزاء في جامع "الحامدية الشاذلية" بالمهندسين مساء السبت 9 نيسان/ إبريل