2012/07/04
خاص بوسطة- وسام كنعان لم يكن من المتوقع أن نعثر على الفنان والنجم المصري (محمود حميدة) في قاعة الجاز في فندق برج الفردوس مساء أمس الاثنين رغم ارتدائه لقبعة التخفي التي كانت ترافقه طيلة فترة مهرجان دمشق السينمائي، لكن يبدو أن حميدة آثر أن يلوح لدمشق تاركاً قبلة الوداع على (جبين بيت القصيد) في فندق الفردوس، المكان الذي اعتاد أن يجمتع فيه ضيوف دمشق مع بعض محبي الشعر، على طريقة تبتعد عن جمود الأمسيات وصرير مقاعد القاعات الرسمية في المراكز الثقافية. اعتلى محمود منصة بيت القصيد ليلقي مختارات من شعر فؤاد حداد أبرز شعراء العامية في مصر في منتصف القرن العشرين، هكذا تفاعل معه الجمهور الذي غصت به قاعة الجاز في الفندق، إذ كان عدد الحضور الذين لم يحالفهم الحظ بالعثور على مقاعد، يفوق عدد الجالسين لكن لم تنته الأمسية المميزة عند محمود حميدة فهذا الأخير أطربه صوت أنثوي ناعم كما أطرب جمهور بيت القصيد بالكامل، وأعاد هذا الصوت جميع الحضور لزمن عمالقة الطرب الأصيل... زمن أسمهان وشادية وإم كلثوم . صوت الشابة (فرح يوسف) التي امتلكت جرأة تفتدقنها غالبية نجماتنا العربيات عندما أمسكت بقبضتها المايك وراحت تغني على سجيتها بدون وجود أية أجهزة لتنقية الصوت، وبدون صخب الآلات الموسيقية، لتموج القاعة بحضورها على أنغام الصوت المميز لفرح يوسف. بعدها كان هناك فاصل إعلاني مع خواطر نبيل طعمه، لم يدم أثرها طويلاً حتى عاد الشباب يضخون دمائهم في عروق الجلسة بقصائد لمظفر النواب العامية والفصحى. في حين غادر نجم الأمسية محمود حميدة القاعة قبل موعد طائرته إلى مصر بحوالي ساعة من الزمن. ووحده الزميل (علي وجيه) مراسل جريدة شرفات حظي بمرافقته ليجري معه الحوار الصحفي الوحيد له خلال تواجده في دمشق، الحوار سار بحيوية وسرعة توافقت مع حيوية وسرعة أداء حميدة أثناء توظيبه لحقائب سفره، لكنه آثر أن يلتقي وجيه عندما ذكره زميلنا الصحفي بأنه التقى به في مهرجان دمشق السينمائي في دورته السادسة عشر، أي قبل عام كامل عندها أخذ علي منه وعداً بأن يجريا حوارا صحفياً يومياً ما. فكان حميدة فناناً حقيقاً ومثقفاً مميزاً عندما اختار الشعر ومحبيه ووفى بوعده لمن يحبوه . شكراً محمود ودعنا نأمل لقائنا بك عند أعتاب ثلوج بلودان التي اعتدت أن تقضي إجازتك الشتوية برفقتها.