2012/07/04
خاص- بوسطة ليس من عادتنا أن نعيد إثارة قضية ما كان يجب أن تثار وبالطريقة التي أثيرت بها من خلال برنامج التابلويد الذي بات معروفاً بكثرة الآن "أحمر بالخط العريض".. ولكن ما تتناقله وسائل الإعلام العربية حول أخبار بطلي الحكاية يدعونا فعلاً للحيرة، ونود من جهتنا أن تحتاروا معنا.. ما حدث في البرنامج المذكور وفي الحلقة التي جاهر فيها المواطن السعودي مازن عبد الجواد بتحويل شقته في جدة إلى "وكر" لممارسة الجنس مع نساء متعددات، كان نوعاً من الاتفاق إن صحت التسمية على إشهار فعل يجد كثيرون أن المجاهرة به بحد ذاتها فعل منافي للآداب العامة.. والاتفاق بدوره يتطلب طرفين ليعقد.. فمن جهة كان هناك الطرف الأول "مازن عبد الجواد" الذي رضي بالإجهار.. مع أن أسرته مازالت تؤكد حتى الآن أنه وقع ضحية للقائمين على البرنامج، لا ندري كيف ونكتفي بهذا القدر من موقف الأسرة المبتلاة.. ومن جهة أخرى كان هناك الطرف الثاني وهو البرنامج والقائمين عليه وأولهم معده ومقدمه "مالك مكتبي".. والطرف الثاني لم يرض فقط بالعرض، بل أن لدينا ما يكفي من الاقتناع بأنه سعى للحصول على هذا العرض معتقداً أنه أمام "صيد" موفق.. أو بلغة الإعلام "hit" وتعني ضربة موفقة.. وهذا دون النظر إلى النتائج والعواقب.. من ناحية الطرف الأول قد يكون الدافع حماقة.. وهذه وإن لا يمكن تبريرها، إلا أنه يمكن أن نفهمها.. ولكن من جهة الطرف الثاني الأكثر احترافية وتقديراً للظروف المحيطة، فالدافع لن يكون إلا الطمع.. وهذا ما هو غير المفهوم وغير المبرر في آن.. والمشكلة تصبح غير قابلة للفهم أكثر عندما نجد أن الضربة "hit" قد وقعت فعلاً ولكن على واحد فقط من طرفي العقد المشؤوم أعلاه.. فمازن في سجنه ينتظر النظر في قضيته التي قد تسفر عن سجن بعشرين عاماً.. أو عن عفو.. ولا أحد يعلم بعد، فالقاضي قرر تأجيل النظر في القضية إلى ما بعد عطلة عيد الفطر ومن المفروض أن ينظر بها خلال هذه الفترة.. أما الثاني فآثر الصمت والانسحاب ليتزوج... وهو إن "جُمد" إلى حين في مؤسسة إعلامية، فقد انتقل بدوره ولو عبر الزواج إلى مؤسسة إعلامية أخرى.. زوجته النائبة اللبنانية نائلة تويني والمدير العام المساعد لمؤسسة النهار.. المشكلة تصبح أكبر عندما نكتشف بعض التفاصيل الإضافية عن الزواج نفسه.. فهو بحد ذاته كان حدثاً ليس بسبب الزوج والزوجة فحسب، بل وأيضاً بسبب اختلاف دين الزوج عن الزوجة.. مالك مسلم ونائلة مسيحية.. وقرانهما عقد مدنياً في جزيرة قبرص في تموز يوليو الماضي.. إذاً يستمر مالك في "إنجازاته" ولو بقي صامتاً وتوارى.. بينما يتوارى مازن في خيبته بانتظار مصير مجهول حتى الآن.. ومخيف دائماً.. ودائما تبقى الحيرة التي لن يخفف منها إلا تخفيف الحكم بحجة الحماقة التي أعيت من يداويها.. أما دواء الانتهازية فمتروك لرأي عام، من حسن حظ الجميع أنه يبقى خارج المحاكم..