المشهد الدرامي السوري 2012... اللقطة الرابعة: الكوميديا حقلاً للمزيد من التجارب

خاص بوسطة-  تقرير: محمد الأزن

تحتّلُ الأعمال الكوميدية حصّة لا بأس بها من المشهد الدرامي السوري 2012، رغم ميل شركات الإنتاج إلى تحاشي توصيف عددٍ من أعمالها بـ"الكوميديا"، بل تلجأ إلى المزج بين هذا المصطلح، ومصطلحاتٍ أخرى كالـ "لايت كوميدي"، "الكوميدي الاجتماعي"، "الطريف"، أو الانتقادي الساخر.

وقد لا يحمل المشهد الدرامي السوري هذا الموسم سماتٍ خارجة عن المألوف على مستوى الكوميديا، وذلك مقارنةً بالمواسم السابقة، حيث تتراوح الأعمال في تركيبتها بين اللوحات أو الأفلام القصيرة، وتدور تقريباً في فلك المواضيع ذاتها، بينما تتكرر على قائمة أبطال المسلسلات أسماء الممثلين ذاتهم، وربما يكون وجود عملي "سيت كوم" كوميديين سوريين هذا العام هو أكثر ما يميز موسم 2012، بالإضافة للطرح الجديد –نوعاًما- الذي يقدّمه مروان قاووق في "مختار حارتنا"، وفكرة ورشة الكتابة في "سيت كاز"، إلى جانب دخول أسماء جديدة على خط الكتابة كـشادي دويعر، محمد الجمل، وحازم سليمان، وفيما يتعلق بالإخراج فهناك مخرجون يقدمون أعمالهم الكوميدية الأولى كـ سيف الشيخ نجيب، وعمار رضوان، وآخرون يخوضون أول تجاربهم في الإخراج التلفزيوني برمتّه كـ مهند قطيش، علي ديوب، فادي سليم، محمد نصر الله ... وهذا يعني أن الكوميديا السورية ستكون حقلاً خصباً للتجارب في الموسم الرمضاني المقبل

سيت كاز

في رحلة بحثه عن مشروع سيت كوم عربي حقيقي "غير مستنسخ من تجارب أجنبية أخرى"، توصل الفنّان أيمن رضا إلى صيغة محطة الوقود التي تدور فيها أحداث العمل، حيث يؤدي رضا في المسلسل شخصية "معروف" الأخ التؤأم لـ"أبوليلى" الذي ذاع صيته في مسلسل "أبو جانتي"، ويمتلك "كازية" يعمل فيها شلّة من الأصدقاء الطريفين، وشديدي الخصوصية  هم: "وليم، بهيج، وصطيف"، ولكلٍ حكايته وسط حالة الضياع التي يعيشونها في محطة الوقود.

"سيت كاز" من إنتاج شركة سوريا الدولية من تأليف وإخراج زهير قنوع، عن فكرة للفنّان أيمن رضا، وتمت كتابة الخطوط الرئيسية للعمل بالتعاون مع مجموعة كتّاب من مؤسسة "مداد" للكتابة الدراميّة التي يديرها قنوع، ويؤدي أدوار البطولة في المسلسل: أيمن رضا،  سامية الجزائري،  أحمد الأحمد،  معن عبد الحق، جمال العلي، نسرين الحكيم، رواد عليو، وآخرين...

ولا يبدو "سيت كاز" من حيث المبدأ بعيداً عن الوصفة التقليدية لمسلسل كوميدي سوري على مستوى الإخراج، النجوم، ملامح الشخصيات، وربما الأداء حينما يكون "الارتجال سيد الموقف"، لكنهم عموماً من الفنّانين الحائزين على رصيدٍ جماهيري كبير في هذا المجال، إلاّ أنّ فكرة الكتابة من خلال ورشة عمل ربما تبدو جديدةً من نوعها، ويبقى للمشاهدين الحكم على نجاح هذه التجربة من عدمه حينما يعرض المسلسل في شهر رمضان المقبل، وذلك في ظل الشكوى المزمنة لصنّاع الدراما السورية من نقص كتّاب الكوميديا، وتكرار موضوعاتها.

بقعة ضوء

المسلسل الثاني الذي يصنف في خانة الأعمال الكوميدية لموسم 2012 هو الجزء التاسع من "بقعة ضوء"، ومع إصرار شركة سوريا الدولية على إنتاج أجزاءٍ جديدة من هذا المسلسل، يبقى السؤال عن جدوى الاستمرار قائماً، وذلك سط الانتقادات الكبيرة من جانب نجوم العمل للأجزاء الأخيرة منه، فهناك من يرى أنّه فقد بوصلته، وجاذبيته، أو وقع في فخ التكرار، وربما الابتعاد عن هموم الناس الحقيقية التي وجد من أجلها –خاصّةً في الجزء الثامن-، لكن اللافت في الأمر أن "بقعة ضوء" بنسخته التاسعة يستعيد معظم نجومه، فهو هذا العام من بطولة: أيمن رضا، باسم ياخور، أمل عرفه، عبد المنعم عمايري، شكران مرتجى، وآخرين... كما يعُد العمل الذي يخرجه عامر فهد للموسم الثاني على التوالي بأن يكون أكثر ملامسةً للأحداث التي تمر بها سورية مؤخراً.

أبو جانتي -2

بعد تأجليه من الموسم الماضي يعود مسلسل أبو جانتي  في موسم دراما 2012 لكن هذه المرّة من دبيّ حيث يسافر ملك التاكسي بحثاً عن فرصٍ جديدة، ليعمل في البداية سائق دراجة نارية في خدمة توصيل الطلبات إلى المنازل، إلى أن يحصل على رخصة القيادة بعد عناء.

"أبو جانتي" ملك "اللانسر" سيتحول في دبي إلى سيّارة "سوناتا هيونداي 2012" لكنّه لن يتخلى عن المزايا الخاصّة التي يضيفها إلى سيارته.

ورغم الجماهيرية التي حققها مسلسل "أبو جانتي" بنسخته الأولى، والتي حاز عنها جائزة "أدونيا2010" للدراما السورية، إلا أن هناك من ينظر بعين الريبة إلى الجزء الثاني، فهل ستقابل مغامرات البحث عن لقمة العيش في شوارع دبي بذات الاحتفاء الجماهيري الذي حظي به ملك التاكسي في حواري الشام؟ وهناك أيضاً من يأخذ على هذا المسلسل انتقاله للتصوير في الإمارة الخليجية، ويرى فيه هروباً من الأوضاع السائدة في البلاد، مما قد يؤثر على قصة المسلسل وفكرته الرئيسية،  وربما يحرمه من تعاطف  المشاهد السوري مقارنةٍ بأعمالٍ أخرى اتسم تصويرها هذا الموسم بالصبر والمخاطرة، واعتبر قرار إنتاجها تحدياً بحد ذاته.

"أبو جانتي2" من بطولة: سامر المصري، سيناريو: حازم سليمان، إخراج: عمار رضوان، وإنتاج:  قناة روتانا خليجية.

صبايا 4

لايحمل مسلسل "صبايا" توصيفاً كوميدياً صريحاً، فلطالما عرفّه القائمون على الأجزاء السابقة بالمسلسل "اللايت- كوميدي"، وربما يواجه الجزء الرابع من هذا المسلسل الانتقادات ذاتها التي قد يواجهها مسلسل "أبو جانتي" بنسخته الثانية، فيما يتعلق بخيار التصوير في دبي، والشكوك التي تطال انحراف فكرة المسلسل عن مسارها، ولعلّ العنوان الأبرز لهذه النسخة من العمل التي كتبتها نور شيشكلي: "استحضار الغائب"، حيث تعود إلى "صبايا" إحدى نجماته الأول وهي الفنّانة ديمة بياّعة، فـ"نور" التي غابت عن "صبايا3" كونها كانت قد سافرت لتعيش مع والدها في "دبي"، قررت أن تدعو صديقتيها "ميديا"؛ جيني إسبر، و"سميحة"؛ كندة حنا لتعيشا معها في "دبي"، حيث ستؤمن لهما عملاً مناسباً، عندها تتعرف الصبايا على فتاة خليجية تدعى "ليان"؛ رؤى الصبان، وتعيش معهن في المنزل، أما شريكتهن الخامسة فهي فتاة لبنانية تدعى "ناريمان" أو "نانا"؛ بريجيت ياغي، وهي كاتبة سيناريوهات درامية مبتدئة تسعى للحصول على فرصتها... إذاً عشّاق "الصبايا" سيكونون على موعدٍ في موسم 2012 مع مغامراتٍ جديدة من إخراج سيف الشيخ نجيب، ربما تفلح في تعزيز جماهيرية هذا العمل على المستوى العربي، أو قد تستدرج سيلاً جديداً من الانتقادات التي طالت الأجزاء السابقة، يضاف إليها فكرة تصوير العمل خارج سورية نزولاً عند رغبة محطة "روتانا خليجية" شريكة بانة للإنتاج الفني في تمويل المسلسل.

رومانتيكا

العمل الثاني الذي تنتجه شركة بانة لموسم دراما 2012 يبدو كوميدياً خالصاً، وهو التجربة الإخراجية الأولى للفنّان مهند قطيش عن نصٍ للكاتب شادي دويعر،  وهو عبارة عن "سيت كوم" تدور أحداثه في منتجع على الساحل السوري، ويرصد العلاقات التي تدور بين العاملين فيه وضيوفه في إطار كوميدي، وهو من بطولة: جيني إسبر، صفاء سلطان،  رنا شميّس، عاصم حوّاط، ريم زينو، وآخرين منهم سيكونون ضيوفاً على العمل.

مختار حارتنا

يتحاشى القائمون على مسلسل "مختار حارتنا" إطلاق صفة المسلسل الكوميدي على هذا العمل، ويعرفّه المخرج فادي سليم على أنه مسلسل بيئة الشامية تتسم أحداثه بشيءٍ من الطرافة، والمبالغة في رسم ملامح الشخصيات، والعمل من إنتاج غولدن لاين، عن نص للكاتب مروان قاووق، وبطولة: أيمن رضا، زهير رمضان، حسام تحسين بك، سلمى المصري، نادين تحسين بك، نزار أبو حجر، وآخرين...

كمون وليمون

على غرار الكثير من الأعمال السابقة كـ"بقعة ضوء" وأخواتها، يضم مسلسل "كمّون وليمون" 250 لوحة قصيرة، مدة اللوحة الواحدة منها ثلاث دقائق تقريباً،  ويعالج العمل عبر لوحاته عدة قضايا ويعتمد في معالجته  للأفكار التي يتناولها على كوميديا الموقف،  المسلسل من تأليف محمد الجمل، إخراج محمد نصر الله، وإنتاج شركة جمانة، وبطولة: أندريه سكاف، جمال العلي، فوزي بشارة، يحيى بيازي، هنوف خربوطلي، مديحة كنيفاتي، وآخرين.

أنت هنا

وتستمر فكرة الأفلام أو اللوحات القصيرة في التواجد بغزارة على خارطة الموسم الرمضاني 2012، ولعلّ أول الأعمال التي تم إنتاجها هذا الموسم "أنت هنا" أول الأعمال التي أنتجتها مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي لهذا الموسم من إخراج علي ديوب، عن نص للكاتب شادي دويعر، ويتألف المسلسل من اثنين وسبعين فيلماً تلفزيونياً قصيراً تتراوح مدة كل منها بين دقيقة وثماني دقائق موزعة على مجموعة من الحلقات، وتحاكي هذه الأفلام هموم وقضايا  الناس ضمن إطارٍ من الكوميديا السوداء ويضم العمل على قائمة أبطاله: تولاي هارون، خالد القيش، محمد حداقي، تيسير ادريس، أندريه سكاف، قاسم ملحو، جمال العلي، جرجس جبارة وآخرين...

أعمال لاتخلو من الطابع الكوميدي

يصنف مسلسل "رفّة عين" الذي كتبته وتقوم ببطولته النجمة أمل عرفة على أنه مسلسل اجتماعي واقعي لا يخلو من مسحةٍ ساخرة، ورغم تأكيدات القائمين على هذا المسلسل الذي يخرجه المثنى صبح بأنه اجتماعي في المقام الأول، إلا أن قناعة شبه راسخة ربما تتسللت إلى نفوس المشاهدين تعد بالكثير من الكوميديا السوداء التي تلامس المرارة تقدّمها بطلة "دنيا" و"عشتار".

ومن الأعمال التي لايمكن أن تخلو من الكوميديا مسلسل "إيام الدراسة" بنسخته الثانية، رغم أن القائمين على هذا العمل يقولون بأن أبطاله سيكونون أكثر نضجاً بعد دخولهم إلى ميادين الحياة العملية.. ويحمل "إيام الدراسة2" توقيع المخرج: مصطفى برقاوي، عن نص للفناّن طلال مارديني، ويحتفظ بكامل نجوم نسخته الأولى.

وهناك أيضاً "أوراق بنفسجية" للمخرج فيصل بني المرجة والكاتبة فاتن سكريّة،  والذي يتضمن عدداً من اللوحات الكوميدية.