2014/06/17
بوسطة- محمد الأزن
يعود "باب الحارة " هذا الموسم بجزئه السادس، وسط ترقبٍ جماهيري في أوساط متابعي السلسلة الشاميّة الشهيرة، بأجزائها الخمس السابقة، تحت عنوانٍ عريض، هو "عودة أبو عصام: عبّاس النوري"، الذي غاب عن العمل منذ الجزء الثالث.
ولايتوقع أن يخرج الجزء الجديد، عن منوال الحكاية الشعبيّة، بمفرداتها القادرة على الجذب الجماهيري، والتي كرسّها "الآغا" بسّام الملا، عبر العديد من الأعمال "الشاميّة"، حيث الصراع على الزعامة، وحكايا "النساء"، وطرائفهم، وبطولات الأهالي "الثوّار" في مقاومة المحتل الفرنسي، وذلك رغم ما تردد في الكواليس، عن اتجاه كاتبي الجزئين الجديدين، عثمان جحى، وسليمان عبد العزيز، لتمرير أفكار ورسائل "أكثر تقدميّةً"، مقارنة بالأفكار المطروحة في الأجزاء السابقة، بما واجهته من انتقادات المثقفين، لتقديمها "الشام" بصورةٍ تبدو فيها أكثر انغلاقاً مما هي عليه تاريخياً، خاصةً فيما يتعلق بوضع المرأة.
التسريبات شحيحةً جداً من كواليس "باب الحارة" بجزئيه الجديدين؛ لكن هناك مايشير إلى ظهور الصراع على الزعامة من خلال دخول "أبو ظافر: أيمن زيدان" على خط الأحداث، كما أن عودة "أبو عصام: عبّاس النوري"، ستحمل لزوجته "سعاد: صباح جزائري" مفاجأة غير متوقعة، عبر شخصيّة "عفاف: ميسون أبو أسعد"، وعلى مايبدو سيستعر صراع الضراير مجدداً في "حارة الضبع"، خاصةّ داخل عائلة "أبو عصام"، إلى جانب سيرة "عصام" المزواج، ومنكافات زوجاته، وبعد الخلاص من "مأمون بيك" في الجزء الخامس، سيكون هناك طرفٌ شريرٌ جديد في الحكاية ، هو "الواواي" الشخصية الجديدة التي سيظهر بها مصطفى الخاني، إلى جانب "النمس" العائد مجدداً... إذاً لازال هناك الكثير من تفاصيل الحكاية الشعبية الأكثر شهرةً، على مدى السنوات الأخيرة في الدراما العربية.
والصراع على "الزعامة" أيضاً ، يشكّل أحد المفاصل الأساسية في حكاية "الغربال"، من تأليف سيف رضا حامد، فمطامع "أبو جابر: بسّام كوسا"، بالنفوذ، والثروة، تدفعه لحبك المؤامرات، التي يذهب ضحيتها "أبو عرب: عبّاس النوري"، و"الزعيم: أبو سالم"، والشاب "سعيد المرادي: عبد المنعم عمايري"، وتتورط "أم جابر: أمل عرفة" في أفعال زوجها، وتصبح شريكته في مؤامراته، التي يراقُ بسببها دمٌ كثير.
بالمقابل، لايوجد"زعيم" أو صراع على الزعامة، " في مسلسل "طوق البنات" من تأليف أحمد حامد، ورجاء الشغري، لكن تبقى الحكاية الشعبيّة الافتراضية هي الإطار الأساسي لأحداث المسلسل، والتي تنطلق خطوطها من قصّة "أبو طالب: رشيد عسّاف"، أحد وجهاء حي "القنوات"، مع بناته الثلاث، "مريم"، و"صالحة"، و"وش السعد" التي يتفاءل بها، ففي يوم مولدها انتصر على الحامية الفرنسية، كما جنى أرباحاً طائلة من تجارته مع قدومها إلى الدنيا، وبحلول عيد ميلادها الثالث؛ يحضر لها عقداً مميزاً من أربع حبّات، فتطلب الأم، أن توزّع حباته على البنات الثلاث، لكي يعدل الأب بينهن، ثم تضع كل حبّة في سلسلةٍ ذهبية، وتلبسها لابنةٍ من بناتها، لكن الحبّة الرابعة، تضيع، وهذا يكون بمثابة شؤمٍ على العائلة، فلا تلبث "وش السعد" الابنة المدللة أن تختفي، ويظن أهلها أنها قتلت على يد الفرنسيين، وتتداخل الأحداث فيما بعدها.
كما تتسلل مفرادت الحكايا الشعبية، من الموروث الشاميّ، إلى تفاصيل أحداث مسلسل "بواب الريح" من تأليف خلدون قتلان، لكن المرجعية التاريخية للأحداث تبقى الأبرز، باعتباره يتناول وقائع فتنة 1860 الشهيرة، والتي بدأت من جبل لبنان، وامتدت إلى الشام، وكان لها انعاكاساتٌ دموية على المجتمع الدمشقي.
فهل تنجح حبكة التفاصيل، في تمييز ما تشابه بين الحكايات الشعبية، في الأعمال الشاميّة هذا الموسم؟!