الجزيرة بثوب جديد!!..

خاص-بوسطة على مدى ثلاثة عشر عاماً بقيت قناة الجزيرة تحتل موقعاً صدارياً بين القنوات الإخبارية العربية.. وفي إطار احتفالاتها بهذه الذكرى أعلنت الجزيرة شعارها "شمسنا لا تغيب، ثوب جديد" بدءاً من أول تشرين الثاني/ نوفمبر القادم من أجل مواكبة التطور الإعلامي. وجاء في الخبر الذي تناقلته قنوات الإعلام القطرية أن تغييرات جذرية ستطرأ على معظم برامج الجزيرة بدءاً من شكل الشاشة وطريقة تقديم الأخبار والبرامج والوثائقيات والغرافيك، الأمر الذي يتطلب استخدام احدث تقنيات الإعلام. كما ستشهد النشرات الرئيسية تقليصاً في مدتها الزمنية لإتاحة الفرص لبث عدد من البرامج الجديدة. وسيطال التجديد البرامج الحوارية والبرامج الصباحية. جاءت هذه الإجراءات عقب دراسة قامت بها مؤسسة (نيلسين) أظهرت أن قناة الجزيرة حصلت على أعلى نسبة مشاهدة بين القنوات الإخبارية العربية حيث صرح 70% من المستجوبين البالغ عددهم 27000 باختيارهم قناة الجزيرة باعتبارها المصدر المفضل للأنباء. وبالرغم من الشعبية الكبيرة التي تتمتع بها القناة عربيا، إلا أن هذا الأمر لم يكن كافيا للركون إليه من قبل القائمين على القناة.. السبب، غالبا، هو ازدياد المنافسة في سوق الإعلام العربي، ليس فقط من قبل الأقنية العربية الأخرى، بل أيضا من قبل تلك الوافدة والناطقة باللغة العربية والموجهة للجمهور العربي خصيصا.. البي بي سي، على سبيل المثال، باشرت بث برامجها وبمنطق يحاول قدر الإمكان مقاربة هموم الجمهور العربي عموما، ومخاطبتهم بطريقة قريبة إليهم (حتى عبر شكل المذيعات.. إحداهن محجبة).. وفي كل الأحوال تبقى "بصمات" الجزيرة واضحة على كل من يفكر بدخول سوق الإعلام العربي، سواء أكان محليا أم وافدا.. فالحرفية العالية، واحترام المنطق السائد وعدم مهاجمته مباشرة، ولو أن التفاصيل تشي بتوجه أكثر انحيازا لرأي محدد (تعقيبا على شعار الرأي والرأي الآخر).. وكذلك محاولة الظهور بثوب "معتدل" قدر الإمكان.. وأخيرا الاستجابة السريعة للتنافس.. كل هذه العناصر لابد تشكل معادلة لنجاح نتمناه مستمرا..