2012/07/04
خاص بوسطة - علي وجيه
نضال سيجري: «العرض يقدّم حالة مسحية باتجاه مصالحة وطنية»
بتاريخ 25 نيسان/ أبريل الفائت، افتتح التوأم ملص عرضهما الجديد (والقصير) «الثورة غداً تؤجّل إلى البارحة» في غرفتهما الأثيرة بحي العدوي الدمشقي، والتي باتت تُعرَف بـ «مسرح الغرفة» بعد عرضَي «ميلودراما» (2009) و«كل عار وأنت بخير» (2011) للتوأم ملص و«تظاهرة مسرح الغرفة الأولى» (2010) التي نظّمتها مجلة «شبابلك» الخاصة.
العرض جاء كإفراز فني مباشر للأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد، وتعبيراً عن نوع مسرحي يواكب نبض الشارع اليومي وينطلق منه ليصل إلى قسم عادي للشرطة. هنا نرى شخصيتَين نمطيتَين ملتزمتَين بالمطلوب منهما: الضابط (أحمد ملص) والمتظاهر (محمد ملص). يتحاوران، كل من منظوره، يختلفان، يضحكان، يبكيان ليتفقا في النهاية على قدسية دماء الشهداء من مدنيين وعسكريين وأنّ لكل أخطاؤه (الدولة والشعب).
يقول التوأم ملص، في تصريح خاص لـ «بوسطة»: «هو لقاء مقصود وغير مقصود في نفس الوقت. المتظاهر الذي يطالب بحرية يحتاج إليها الضابط دون أن يعلم، و أخطاء يقع فيها المتظاهر من أجل العيش يتجنّبها الضابط رغم قسوة ظروفه». إذاً، يتخذ العرض مساراً متوازناً ضمن أساسيات تتفق عليها مختلف أطياف المجتمع السوري، فالجميع يطالب بالإصلاح ويترحّم على دماء الشهداء من عسكريين ومدنيين.
حول فكرة العرض أساساً، يبيّن التوأم ملص لـ «بوسطة»: «بعد مجموعة الأحداث التي انهالت على وطننا فجأة وبطريقة غير متوقعة، رأينا أنه من واجبنا أن نقول شيئاً، ولكن ما هذا الشيء يا ترى؟ المدح سيجعلك في نظر البعض متملقاً والانتقاد سيجعلك خائناً. هنا بدأنا بالبحث عن عرض مسرحي يتضمّن الحقيقة فقط، الحقيقة العامة لا الخاصة، دون أن نترك مجالاً لأحد بأن يجعل مننا خائنين ربما.. خاصةً في وقت نرى فيه على الفيس بوك توزيع شهادات الخيانة من الكثيرين وبغزارة».
يتابع التوأم ملص حول آلية التفكير والعمل في العرض الجديد: «بدأنا بكتابة النص ومن ثم إلى البروفات بسرعة كبيرة جداً مع مراعاة عدم التسرع. مهمتنا كانت ألا نجعل الأحداث تسبقنا كي لا يُرفَض العرض ويصبح قديماً في حال وقوع مستجدات ما».
أخذ البعض على العرض قلة الجرعة المسرحية المعتادة في عروض التوأم السابقة، فقد ركّز العرض أكثر على إيصال الرسائل العامة التي أرادها للمتلقي على حساب المسرحة في بعض الأحيان. يردّ التوأم على هذه النقطة: «الفكر هو المهم في هذا العرض، قبل الحدوتة والأداء والإخراج، مع العلم أننا لم نتساهل طبعاً تجاه أي عنصر فني».
الفنان نضال سيجري كتب عن العرض على الفيس بوك: «اليوم حضرتُ عرضاً مسرحياً للتوأم ملص في غرفتهما في العدوي. العرض ملفت في فكرته، يتكلم عن أحد رجال التظاهرات وأحد رجال الأمن، وبهدوء نكتشف الإنسان الحميمي الموجود في كل منهما. العرض يقدّم حالة مسحية باتجاه مصالحة وطنية. شكراً توأم ملص لأنكما تخافان على سوريا كإخوانكما الـ 23 مليون شقيق».
يستعدّ التوأم ملص حالياً للسفر إلى الأردن للمشاركة في مهرجان ليالي المسرح الحر الدولي السادس (4 – 13 أيار/ مايو الجاري) بعرض «ميلودراما»، على أن يتابعا عروض «الثورة غداً تؤجّل إلى البارحة» بعد عودتهما من العاصمة الأردنية.
بطاقة العرض:
الاسم: الثورة غداً تؤجّل إلى البارحة.
تأليف وإخراج: التوأم ملص.
مدة العرض: 30 دقيقة.
تمثيل: أحمد ملص، محمد ملص.
عام الإنتاج: 2011.