2018/12/04
خاص بوسطة
أطلقت مؤسسة المسارح والموسيقا العروض الجماهيرية لمسرحية "اعترافات زوجية" إخراج مأمون الخطيب وذلك يوم السبت (1 كانون الأول) على خشبة مسرح القباني بدمشق.
المسرحية مأخوذة عن نصّ عالمي من كتابة الفرنسي "إريك إيمانويل شميت"، حولته "الدراماتورج" آنّا عكّاش إلى صيغة محلية تتناسب مع الواقع السوري المعاش وقريبة من الإنسان السوري.
ومدة العرض 45 دقيقة يغوص خلالها في المشاكل والخلافات التي تحدث بكل مؤسسة زوجية عبر شخصيتي الزوج (مالك محمد) الذي يتعرض لحادث سير ثم يدعي أن فقدان الذاكرة على أثره لتبدأ المكاشفة بينه وبين زوجته (رنا جمّول).
حضر "بوسطة" في اليوم الافتتاحي للعرض وأجرى اللقاءات التالية:
مأمون الخطيب حدثنا بأن العرض له مفهوم فكري وثقافي، فهو ينبش في عمق الحياة الزوجية بكل تفاصيلها ويعرّيها لنصل إلى نتيجة تقول بأن الحياة مستمرة رغم كل الصعوبات والمشكلات التي تنشب بين الزوجين مسلطاً الضوء على أهميتها لاستمرار الحياة الإنسانية ويضيف "نحن لا نرفض الحياة الزوجية بقدر ما نعري أو ننبش في غمارها".
مأمون الخطيب الذي قدم خلال السنوات الأخيرة عدة عروض تتناول الأزمة السورية، ابتعد في "اعترافات زوجية" عن هذا النوع مقدماً عرض اجتماعي خفيف بعيد عن كل مجريات الحرب السورية وتداعياتها ويعلق على ذلك قائلاً: "حقيقة لم أتخلَّ عن الأزمة ومواضيعها وإشكاليتها لكن طبيعة المناسبة فرضت عليّ ذلك وأتمنى تسليط الضوء لاحقاً على أثر الأزمة على الإنسان السوري"، ويكمل "كان بإمكاننا أن ندخل الأزمة ببعض حوارات الزوجين، لكن ارتأيت بأننا اشتقنا للابتعاد عن أحداث الأزمة رغم أنني لست من أنصار ذلك والنظر اليها من بعيد كي نعود للحديث عنها لاحقاً لا على العكس فنحن أولاد هذه الأزمة ونريد أن نتحدث عنها، فهي تخلق ألاف المواضيع الإنسانية، من تهجير وعنف.. الخ".
ولم ينكر الخطيب وجود أزمة نص حديثة بسورية بل هو مؤمن جداً بذلك على حد قوله، "هناك مجموعة من الكتّاب السوريين متجهين إلى اتجاهات أخرى وغير مهتمين بالمسرح، فهو غير مجدٍ لهم، حتى خريجي الدراسات المسرحية أصبحوا يتجهون نحو التلفزيون أكثر، فهو مجدٍ اقتصادياً لهم".
ونحن نفتقد إلى كاتب يمتلك أفكار جيدة قادر على ربطها بنص مسرحي ذو تركيبة مسرحية ممتازة منذ زمن سعد الله ونوس، ومحمد الماغوط وممدوح عدوان، وبرأيي لم ينشأ كتّاب مسرحيون جدد في سورية منذ فترة طويلة، أي هناك أزمة توجه نحو هذا الفن".
رنا جمول التي تكرر تعاونها مع المخرج مأمون الخطيب أكدت بأن العمل مع مخرج اعتاد الممثل على التعاون معه وتربطه به علاقة صداقة، أمرٌ مريح جداً "بتكونوا قاطعين مراحل كثيرة وبتفهم عليه شو بدو وبيفهم عليك".
مالك محمد رأى بأن العرض ينتمي للمسرح الواقعي ويلامس شريحة كبيرة من الجمهور معتبراً إياه نمطا مهما، لا يُشعر المشاهد بالغربة بين واقعه وما يشاهد على خشبة المسرح "تناولنا جزءاً كبيراً ومهماً من علاقة الزوجين ومشاكلهما ليتبين لاحقاً بأن الحق لا ينصب على شخص معين وإنما هي مشكلات تدور ضمن حلقة فلكل شخص حسنات وسيئات".
مسرحية "اعترافات زوجية" تندرج ضمن فعاليات يوم وزارة الثقافة، والذي يشمل عروض مسرحية وسينمائية ومعارض وندوات فكرية وأدبية ونشاطات مخصصة للطفل وحفلات موسيقية في جميع المحافظات السورية.
يشار إلى أن عروض المسرحية مستمرة حتى يوم 14 كانون أول الجاري على خشبة مسرح القباني بدمشق.