2013/05/29
تأكيد خبر استبعاد فيلم "العاشق" من مهرجان القاهرة السينمائي الـ35.
ومهرجان دبي السينمائي يستبعد أفلام: "العاشق"، "مريم"، و"صديقي الأخير".
خاص بوسطة- محمد الأزن
أكدّ المخرج عبد اللطيف عبد الحميد لموقع «بوسطة» اليوم 28-11-2012 نبأ استبعاد فيلمه الجديد "العاشق" من مسابقتي الأفلام الروائية الطويلة العربية، والدولية، لمهرجان القاهرة السينمائي الـ 35، إلا أنّه امتنع عن التعليق مكتفياً بعبارة " No comment" إزاء هذا الخبر الذي سبق أن تناقلته العديد من المواقع العربية، قبل أن يصبح مؤكداً بالنسبة للمخرج صاحب التاريخ العريق في السينما السورية.
وتزامن تأكيد خبر استبعاد الفيلم السوري "العاشق" من مهرجان القاهرة الذي افتتح فعالياته ليل الأربعاء 28-11، مع إصدار مهرجان دبي السينمائي الدولي بياناً أعلن فيه استبعاد الفيلم ذاته من فعالياته، إلى جانب فيلمين سوريين آخرين هما: "مريم" لـ ـباسل الخطيب، و"صديقي الأخير" لـ جود سعيد.
وكنّا قد نشرنا سابقاً خبر استعدادات أسرة فيلم "صديقي الأخير" لحضور العرض الأول للفيلم في قاعة سينما الإمارات مول بدبي، يوم 14-12، ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي تبدأ فعالياته في التاسع من شهر ديسمبر/كانون الأوّل المقبل.
في حين نشر جود سعيد مؤخراً على صفحة الفيسبوك الخاصةّ به Poster الفيلم، وعلق على الصورة بالقول: "ربما يصحّ إهداؤه لأطفال جرمانا... ولكل أطفال سوريا الذين رحلوا"، وذلك في إشارة إلى ضحايا التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مدينة جرمانا على مقربة من دمشق، صباح 28-11-2012، ليأتي بيان مهرجان دبي في مساء اليوم ذاته.
وإليكم نص البيان:
"لم يكن «مهرجان دبي السينمائي الدولي» يوماً إلا مع الإنسانية بمعناها الأوسع والأشمل، تماماً بما يضمن الحرية والكرامة والعدالة للناس جميعاً. وإذا كان شعار المهرجان «ملتقى الثقافات والإبداعات»، فإن هذا ليس إلا أرضيةً لتلاقي البشر من مختلف الأعراق والأديان والاتجاهات الفكرية والأيديولوجية، على قاعدة احترام حقّ الإنسان في الحياة أولاً، وحقّه في الاختلاف ثانياً، وحقّه في تكوين الرأي والتعبير عنه، ثالثاً.
من هنا، فإن السينما التي يراها المهرجان، ويحتفي بها، ويسعى إلى دعمها، هي تلك السينما التي تحترم إنسانية الإنسان؛ السينما التي لا تنفصل عن شؤون الناس وشجونهم، وآلامهم، وآمالهم، وأحلامهم بغدٍ أفضل.
عندما استقبل «مهرجان دبي السينمائي الدولي» مجموعةً من الأفلام السورية، بما فيها الأفلام التي أنتجتها «المؤسسة العامة للسينما»، فقد نظر إليها بدايةً باعتبارها نصوصاً سينمائية لصانعيها، تتضمّن خطابها وقولها وأفكارها ورؤاها، وتذهب إلى ما تريد تقديمه بصدد الواقع السوري المعاصر، بما يحمل من تعقيدات دامية.
صحيح أن هذه الأفلام، في مضامينها، تقدّم أشكالاً متفاوتة من مقاربة الواقع السوري الراهن، يصل بعضها إلى مستوى النقد، بالتصريح أو التلميح، لما اعتمل في أحشاء المجتمع السوري، عبر عقود ماضية من الزمن، أدّت في النهاية إلى المآلات المأساوية التي نشهد فصولها في كل مدينة وبلدة وقرية سورية، اليوم.
إلا أن المهرجان لن يستطيع الفصل بين القول والفعل، بين الأداء الفني والمواقف الحياتية، خاصةً لدى الانتباه إلى أن بعض المخرجين، من صانعي هذه الأفلام السورية، سبق لهم أن شاركوا بالتوقيع على «بيان سينمائيي الداخل السوري»، الصادر في شهر مايو 2011، والذي نادى بـ«الإصلاح» تحت قيادة «رئيس الجمهورية»، دون أن يطرأ أي تغيير أو تعديل في هذا الموقف، على رغم نهر الدم المنساب على الأرض السورية.
دائماً كان ثمة إشكالية في المسافة ما بين الفني والحياتي لدى كثير من المبدعين. وربما كان يمكن غضّ النظر عنها، في حالات معينة. ولكننا هنا في «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، وتحت وطأة الدم السوري النازف، والقتل المتواصل، والتدمير الشامل، واتساقاً مع سياسات دولة الإمارات العربية المتحدة، في نصرة الشعب السوري وطموحاته، لا يمكن غضّ النظر عن كل ذلك، ولا الاحتفاء بأيّ من فيلم «مريم»، و«صديقي الأخير»، و«العاشق»، مهما كانت مضامين هذه الأفلام، طالما أن لواقع المخرج والمنتج في الحياة، وفي الموقف، ما لا يتفق مع ذلك، وطالما لم يتبيّن لنا خلافه.
مهرجان دبي السينمائي الدولي"