2014/10/21
بوسطة - متابعة علي المحمد
أطلق النجم السوري أيمن زيدان نداءً جديداً للارتقاء بالدراما السورية في وقت تتعالى فيه النداءات لإنقاذ هذه الصناعة. وقال زيدان في مقابلة مع جريدة "السفير" اللبنانية "لم أكن أتخيل أن تصل الدراما السوريّة إلى ما وصلت إليه" وأضاف "آن لنا أن نرقى بالدراما السورية من عتبة الارتجال الفوضوي إلى عتبة الصناعة الحقيقية، وأن ندرك أن الدراما ركن أساسي من المشروع النهضوي".
وعن أسباب غيابه عن ورشة "إنقاذ الدراما السورية" التي عقدت مؤخراً في "شيراتون" دمشق قال زيدان "أنا أقارب الأمر من زاوية مختلفة، فالمساءلة والمحاسبة يجب أن تكونا فاتحةً للحلّ" فـ "الورشة خرجَت بورقة عملٍ تحمل أفكارًا نظرية خلّاقة ولست أشكك في نوايا المجتمعين". ولكن "النظر الافتراضي إلى النصف الملآن من الكأس هو كارثة بحدّ ذاتها".
وتسائل بطل "الدوامة" "ما معنى أن تفاخر بإنتاج ثلاثة أعمالٍ جيدة وتتعامى عن خمسين عملًا رديئًا؟". ورأى أن الحل لذلك يبدأ بالبحث في الأسباب التي أوصلت الدراما إلى القاع، والابتعاد عن اتخاذ الأزمة كـ "شمّاعة"؛ فـ "بعض الأصوات تعتبر العمل في ظلّ الظروف الخانقة التي نعيشها مكرمة بحقّ المهنة وحقّ البلد"، وذلك ما اعتبره زيدان هراء يجب إيقافه من خلال المحاسبة الجديّة.
وردّ زيدان على الانتقادات التي طالت مشاركته في مسلسل "باب الحارة 6" بالقول "التمثيل مهنتي وأعتاش منها، الحرب في سوريا تسببت لي بخسائر مادية كبيرة، والجهة المنتجة لـ"باب الحارة" عرضت عليّ أجرًا لائقًا. وافقت على المشاركة في الجزءين السادس والسابع لأسباب اقتصادية بحتة"، وأضاف : "من الآن فصاعداً لن أوافق على الانخراط في مشروعٍ لا يصون القيمة الفنية التي حرصت على بنائها خلال العقود الثلاثة الماضية. يحقّ لي أن أبحث عن التفرّد بعد ثلاثين عامًا من الاجتهاد" فـ "البطولات الجماعية ليست بالضرورة حاملاً للمشروع الدرامي، وأنا شخصيًّا لم أقتنع يوما أنها واحدةٌ من مفاتيح النجاح، لذلك لن أشارك في عملٍ لا يعتمد عليّ كرافعة فنيّة". وأشترط نجم "نهاية رجل شجاع" احترام تاريخه الفني للمشاركة في أي عملٍ جديد.
واعتبر زيدان أن المسرح ليس بمنأى عن "طوفان الخراب الّذي نال من كلّ شيء". وكشف مخرج "رحلة حنظلة" (1988) أنه عائد إلى الخشبة قريباً عبر عرض مسرحي من إخرجه بعنوان "دائرة الطباشير" للكاتب الألمانيّ برتولد بريخت.
وفيما يخص الوضع في سوريا تنبىء أيمن زيدان بنهاية للأزمة فـ"العمق التاريخي والحضاري يؤكد دون لبس أنّ سوريا وطن لا يمكن أن يهزم" و"الحاضر يقول إننا نعبر نفقًاً مظلمًا في نهايته ضوء، كل ما علينا فعله هو أن نختصر مسافة هذه العتمة، كي نقترب من لحظة الانفراج المتوخاة، وهذا يعني أن يقوم كل منا بدوره الحقيقي من موقعه ومكوناته، وهي مسؤولية تاريخية تجاه وطن يعني الحياة".