2012/07/04
بوسطة – مواقع وصحف عالمية
احتفلت مقدمة البرامج الشهيرة أوبرا وينفري السبت بتخريج أول دفعة من 72 طالبة حازت شهادة الباكالوريا من المدرسة الثانوية الخاصة بالفتيات التي أسستها في جنوب إفريقيا... بذلك تسمح لهؤلاء "بكسر دوامة الفقر" التي يتخبطن بها.
بثوبها الأزرق الفيروزي حضنت هذه النجمة الإفريقية الأميركية بنظرة أمن حنون هؤلاء الخريجات اللواتي كن يشبهن العرائس بأثوابهن البيض. وذكرت بصوت اختنق من شدة الانفعال، بأن الرئيس السابق نيلسون مانديل دفعها لتشييد هذه المؤسسة التعليمية الفريدة من نوعها.
ففي بلد يعجز عن تلبية الحاجات التعليمية الأساسية لسكانه وحيث يتعذر على نصف الطلاب دخول الجامعة بسبب نقص في الأماكن الشاغرة، لم يمر تشييد مدرسة خاصة لبعض الطالبات المعوزات مرور الكرام.
إلى ذلك سجلت في مدرسة "ليدرشيب أكاديمي فور غيرلز" حوادث عادة ما تسجل في عدد كبير من المؤسسات التعليمية في جنوب إفريقيا. ففي العام 2007 تم توقيف ناظرة بتهمة اعتداء جنسي، كما عثر في العام 2011 على جثة رضيع كانت قد انجبته إحدى المراهقات.
لكن ذلك لم يؤثر على عزم أوبرا وينفري التي استثمرت 40 مليون دولار في هذه المغامرة التعليمية التي ترمز في نظرها إلى "نهاية الفصل العنصري" وتشكل فخر هذه الملياردية العصامية البالغة من العمر 58 عاما.
وشددت بحماسة خلال حفل التخرج الذي نظم بأبهة على الطريقة الاميركية "جل ما أعرفه هو أن التعليم يفتح أبواب الحرية".
حضر الحفل مئات المدعوين من أفراد العائلات وصحافيين ومشاهير قدموا خصيصا إلى هينلي أون كليب، التي تبعد ساعة واحدة عن جوهانسبرغ.
ونجد في هذه المدرسة تجهيزات ترقى إلى مصاف المدارس الخاصة التي لا يتسنى إلا للعائلات الميسورة إرسال أولادها إليها.
وهي تضم مكتبة ومختبرات وأجهزة كمبيوتر وقاعة محاضرات بالإضافة إلى صالون لتصفيف الشعر وتجديله. باختصار، تعامل الطالبات "كالأميرات" بحسب ما تقول إينامينكوزي نكابايا التي ستلتحق بالجامعة شأنها شأن زميلاتها. وسوف تقصد عشر منهن الخارج لمتابعة دراستهن، اثنتان منهن الولايات المتحدة.
وقد حازت جميعهن علامات ممتازة في امتحانات الباكالوريا للعام 2011 التي خضع لها نصف مليون تلميذ من جنوب إفريقيا.
وقد شرحت المذيعة الإفريقية الاميركية "يقضي عملنا بإعداد قادة للمستقبل واستحداث أدوات تمكن الفتيات من التعويل على عقولهن وليس أجسادهن فحسب".
أضافت خلال مؤتمر صحافي "هذا هو الحل للخروج من دوامة الفقر. وتسعى هذه المدرسة إلى أن تكون خير مثال وأن تبين أن الاستثمار في إعداد القادة يعود بالنفع على جنوب إفريقيا برمتها، شعبا وحكومة".
وتقدر ثروة اوبرا وينفري ب 2,7 مليارات دولارات. وهي كانت قد نشأت في ولاية ميسيسيبي وعانت الفقر والخوف من الاعتداءات الجنسية والحمل المبكر.
وعندما شكرتها مشادي كيكانا إحدى أفضل الطالبات العشر قائلة أنها غيرت مجرى حياتها، ذرفت وينفري الدموع.
وردت "كل واحدة منكن بذلت قصارى جهدها. ولم أشعر يوما بالفخر كما فعلت عندما دعوتنني +ماما أوبرا+". إشارة إلى أن وينفري لم ترزق بأطفال.