2013/05/29
سامي خليفة – دار الخليج
فيما يعتبر ثورة على التقليدية في السينما المصرية، من حيث تعدد أماكن التصوير ما بين الداخلي والخارجي، فإن الفنانة غادة عبد الرازق تخوض تجربه جديدة تماماً عليها من خلال فيلمها “جرسونيرة”، إذ تدور أحداث الفيلم كلها في مكان واحد، هو أحد الشاليهات الذي تم بناؤه كديكور، ولم يخرج المخرج هاني جرجس فوزي عن جدرانه الأربعة في تصويره . في أثناء التصوير التقينا فريق عمل الفيلم الذين تحدثوا عن تفاصيله في هذه الجولة . .
التقينا الفنانة غادة عبدالرازق التي تحدثت قائلة: حينما عرض عليّ الفيلم ترددت في البداية في قبوله كونه مسؤولية كبيرة للغاية على عاتقي وعاتق كل من يعمل في الفيلم، فالإطار الذي نقوم بالتصوير فيه ضيق ومحدود، وبصدق شديد خشيت من الملل، لكن مع بدء التصوير شعرت إلى أي حد كسرنا التقليدية بشكل كبير، أضف إلى ذلك أن الشخصية نفسها لم يسبق لي أن قدمتها من قبل طوال مشواري الفني، وفريق العمل أيضاً لأول مرة أعمل معه .
وتطرقت غادة للحديث عن شخصيتها مؤكدة أنها تجسد شخصية امرأة جميلة تقع في حب رجل وتخلص له بشكل كبير، إلا أنه وبعد مرور فترة من الحياة بينهما تكتشف أنه ينظر إليها على أنها امرأة كل الرجال ويظن أنها سيئة السمعة، وهو كلام غير صحيح، لذا يسبب لها أزمة نفسية كبيرة، لا تخرج منها إلا بأشياء رفضت غادة الحديث عنها، موضحة أن الفيلم كله مفاجآت، فالمشهد الذي يراه الجمهور لن يتوقع ما يليه، وهو شيء مختلف بكل المقاييس .
عن حقيقة تدخل الرقابة على المصنفات الفنية في حذف بعض المشاهد، قالت: هذا غير حقيقي، والدليل أن العمل لم يعرض على الرقابة حتى الآن إلا حينما كان مجرد ورق، أي سيناريو وحوار، وحتى أكون صادقة فالرقابة كانت لها بعض الملاحظات في بعض الجمل الحوارية وتم تعديلها، وأوضحت أنها تعتقد أن الفيلم لن يمر بأزمة مع الرقابة، لأنه ورغم أنه يدور في “لوكيشن” شاليه وامرأة ورجلين، وهو ما يبعث إحساساً بأن الفيلم به مشاهد على حد تعبير البعض ساخنة فإن هذا لن يحدث، فالفيلم لا يحتوي على أي مشهد به ما قد يثير أياً من الأزمات الرقابية .
عن المتطلبات الشكلية التي يلزمها الدور، قالت عبدالرازق إنها غيّرت في شكلها بأشياء بسيطة، كأن وضعت عدسات لاصقة واستعانت بشعر مستعار، وأشارت إلى أن كل دور وإن كانت له بالتأكيد متطلبات شكلية فإن الأداء يظل رقم واحد في العمل الفني .
من ناحيته قال المؤلف، حازم متولي: الفيلم تدور جميع أحداثه في موقع واحد فقط، وأحداثه تعتمد على الجانب النفسي أكثر من مجرد أنه جمل حوارية وسيناريو فقط، وهذا الشكل من الكتابة صعب جداً، لأن الكاتب يكون حذراً طوال الوقت على ألا يتسرب الملل إلى المشاهد، وبصراحة كان الله في عون المخرج والفنانين الثلاثة .
الفنان نضال الشافعي أكد أنه يجسد شخصية “سامح”، وهو سفير لإحدى الدول ويقيم علاقة مع سيدة ثرية تجسد شخصيتها غادة عبد الرازق، وأوضح أن الفيلم بشكل عام يتطرق إلى العلاقات الإنسانية، أي أن الجانب الإنساني في العمل مؤثر للغاية، فنرى كيف أن بداخل كل منا تناقضات عدة من دون أن ندري .
أما الفنان الأردني منذر رياحنة فيجسد من خلال الفيلم شخصية نصاب وتاجر مخدرات، وأشار إلى أن دور كل فنان في الفيلم مرتبط بالآخر، لذا فهناك ارتباط وثيق للغاية بين أسرة الفيلم، لأن سقوط أي عنصر سيساهم في إسقاط من حوله . وأوضح رياحنة أن العمل يقدمه للجمهور المصري بشكل مغاير تماماً عما ظهر به، سواء في فيلم “المصلحة” مع أحمد عز وأحمد السقا أو في مسلسل “خطوط حمراء” الذي عرض في شهر رمضان الماضي مع السقا وأحمد فهمي ويسرا اللوزي، مؤكداً أنه يتحدى أن يجد الجمهور أي عنصر مشابه في “جرسونيرة” كان موجوداً في أي من الأعمال الأخرى التي قدمها .
من ناحيته قال مخرج الفيلم هاني جرجس فوزي إن العمل تدور أحداثه في ساعتين، تم تصويره على مدار شهر كامل، أما كلمة “جرسونيرة” فهي تعني المكان الذي يتجمع فيه الأغنياء لمقابلة أصدقائهم والجلوس على راحتهم كما يحلو لهم، وأشار إلى أن العمل لا يحتوي على مشاهد ساخنة مثلما قد يعتقد البعض بسبب عنوان الفيلم، وسيرى المشاهد بنفسه ذلك حينما يتم عرض الفيلم في شهر مايو/أيار الجاري .
وعن كيفية تصوير كل الأحداث في مكان واحد قال إنه نوع من المغامرة والتحدي، وأنه وجد صعوبة في بداية الأمر وكان سيتراجع عن الفكرة إلا أنه بطبعه شخص مغامر لذا قرر أن يدخل التجربة، وأشار إلى أن العمل رغم أنه
كله في مكان واحد فإن عنصر الإبهار في الصورة والديكور والأحداث والشخصيات وكل
تفاصيل الفيلم حتى الصغيرة ستجعل المشاهد يعيش في حالة خاصة ولن يشعر بالملل على الإطلاق .