2012/07/04
ظروف الحياة لم تساعدني في دخول المعهد العالي للفنون المسرحية. في هذه المهنة يجب أن تكون كالطبيب النفسي لأنك تتعامل مع أناس مختلفي الطباع. سمعت ثناءً من المونتير بأن عملي في مسلسل "خالد بن الوليد" أعجبه. خاص بوسطة- دينا حجازي يمكن للطموح أن يتجلى بصورة أجمل مما حلم بها شخص ما، وعندما يكون الحديث عن شخصية طريفة للغاية كرائد الصفدي (أبو صافي) أشهر (بوفجي) في الوسط الفني تفاجئك أحلامه الهاربة من بين يديه، إذ أراد أن يكون ممثلاً فقبل بعمل البوفيه ليظل قريباً من الأجواء. ولمجرد أن ترمي السلام على العم أبو صافي سيأخذك من يدك لعوالم أكثر حياة ومرحاً واعتدلاً للمزاج عند الرائحة المنبعثة من ركوة قهوته المرة كهذه الحياة كما يقول، لذلك عوَّد كل من حوله أن تبقى ركوته هذه عامرة، الأمر الذي دفعنا للحديث معه بحديث طيب وكلام بسيط، فكان لبوسطة هذا اللقاء معه: ما السبب الذي يقف وراء عملك بالبوفيه لدى شركات الإنتاج الفنية؟ أحببت التمثيل كثيراً, ولكن ظروف الحياة لم تساعدني في دخول المعهد العالي للفنون المسرحية. في عام 1998 كنت أزور أهلي في حي اليهود، وبالصدفة كان المخرج بسام المصري يصور مسلسل "الأمانة المرة" فدخلت وأخبرته عن رغبتي في العمل كممثل، فسألني إن كنت قد درست التمثيل, هنا هززت رأسي نافياً الأمر, وأذكر حتى الآن أن الدور كان لشخصية حرامي وكان من بين الممثلين المتواجدين في ذاك المسلسل فراس إبراهيم وجهاد سعد إذ كانت ساحة جورج الخوري بحي القصاع هي موقع التصوير. وبعد أن أديت المشهد، سألني المخرج إن كنت أجيد العمل بالبوفيه, وأنا لم أعمل من قبل بهذه المهنة, ولكن أومأ لي أحدهم برأسه أن أقبل ليتسنى لي العمل مرة أخرى, وهكذا عملت بالبوفيه مع مدير الإنتاج غازي العميري. هل استطعت أن تحقق ما كنت تتمناه من خلال مهنتك ؟ لم أحقق ما رغبت فيه علماً أنني كنت أطلب منهم أن أحسن وضعي, ولكن دائماً كان يأتيني الجواب «أنت رجل نظيف بعملك سنتركك معنا, ومن حين لآخر نعطيك بعض المشاهد لتمارس الهواية التي تحبها». ما هي الأعمال الفنية التي عملت فيها ؟ بقيت لمدة ست سنوات مع الأستاذ غازي العميري لدى شركة فراس إبراهيم, والتي كانت تنجز عملين في السنة وكنت متواجداً معهم, ولكن كنت أعمل في الأوقات الأخرى في بيع الفستق الحلبي والجوز, والآن أنا أعمل في شركة الرحبي بشكل دائم. ومن خلال عملي بالبوفيه شاركت في بعض المشاهد في مسلسلات أذكر منها على سبيل المثال "أهل المدينة" و"الصمت" و"فجر آخر" و"الحصرم الشامي" و"خالد بن الوليد" الجزء الأول وأخذت فيه شخصية(سهيل) المرتد عن الإسلام، هذه الشخصية أحببتها وتمنيت أن تكون مشاهدها أكثر, ووقتها سمعت ثناءً من المونتير بأن عملي أعجبه. ما هي الأمور التي تزعجك في هذه المهنة؟ في هذه المهنة يجب أن تكون كالطبيب النفسي لأنك تتعامل مع أناس مختلفي الطباع, فيأتيك المتعالي الذي ينظر إليك نظرة فوقية وبأننا لسنا بمستواه, فتضطر لاستيعابه والصبر على تعاليه. وبالنسبة للأجور نحن مظلومون فلا نأخذ سوى القليل مقارنة مع المجهود الذي نبذله, فنحن الذين نؤمن للممثل كل وسائل الراحة, ونتعب من أول المسلسل لآخره حتى يبدع الممثل بعمله. كيف هي علاقتك مع الفنانين, ومن هو أكثر الفنانين الذي تعتز بصداقته؟ علاقتي جيدة مع الجميع والحمد لله, حتى لو كنت متضايقاً من أحدهم أسامحه لأن مهنتي تحتاج لصبر كبير, وتجمعني صداقة طيبة مع الفنانين أمثال رفيق سبيعي وعبد الرحمن آل رشي وخالد تاجا وغيرهم كثيرين. أما أكثر فنان أحببته, وأعتبره أب وأخ لي, وكلما تذكرته تتفتح جروحي هو الفنان الراحل «ناجي جبر» رحمة الله عليه. بنهاية الحديث أيمكنك أن تذكر لنا حادثة طريفة حدثت معك لا تنساها؟ في أحد الأيام عندما كنت أدخل الشركة طلب مني أحد مساعدي التصوير مساعدته في جلب الكاميرة، وعند صعودي الدرج تعثرت ووقعت على الأرض, وبفضل (كرشي) لم تصب الكاميرة بضرر, ونجوت من تغريم ربما وصل لملايين الليرات. شكراً أبو صافي