2012/07/04
علا الشيخ – الإمارات اليوم
بعيداً عن «الأكشن» وفي مزيج بين الكوميديا والتراجيديا، يقدم المخرج عمرو عرفة فيلم «ابن القنصل»، الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، والمبني على سيناريو، الهدف منه أن يعيش المشاهد تفاصيل الخدعة الكبيرة التي لا تنكشف إلا في الثلث الأخير من الفيلم الذي استغرق وقته ساعة و45 دقيقة. وعاش مشاهدون هذه الحالة، إذ اعترفوا بأنهم وقعوا في الفخ وحدث التباس في محاولة تفكيك خيوط الحبكة. وقال آخرون إنهم لم يعتادوا رؤية بطل الفيلم أحمد السقا من دون «أكشن»، وإن كوميديته بالفيلم غير مناسبة له، ومشاهدون أكدوا أن قصة الفيلم جميلة ومترابطة ومسلية.
تدور أحداث الفيلم حول المثل القائل: «الشاطر هو الذي يقع في الآخر» حول (عادل) الملقب بـ«القنصل»، لكونه من كبار المزوّرين، الذي قضى في السجن أكثر من 30 عاماً. وعندما يخرج للدنيا من جديد يلتقي ابنه (عصام) الذي لا يعرفه، فيجده ينتمى إلى جماعة دينية، ويحاول الابن إثبات بنوته للأب الذي يشك فيه، لأن علاقاته العابرة لم تكن تحتمل أي أبناء، وتتوالى المفارقات الكوميدية عبر التناقض بين الأب المزوّر والمحتال المتشوّق للفسق والنساء، وولده المتدين لينتهي بالكشف عن شخصية (عصام) الحقيقية.
الفيلم الذي حصل على علامة راوحت بين خمس وثماني درجات بتصويت مشاهدين، شارك في بطولته إلى جانب السقا كل من خالد صالح وغادة عادل وسوسن بدر.
تداخل
دخل (عادل) الملقب بـ«القنصل» السجن شاباً وخرج منه عجوزاً، بعد أن قضى فيه 30 عاماً، وقرر أن يعوض كل السنوات الفائتة من عمره، فيظهر في وجهه (عصام) الذي كبر وفي قلبه وعقله لحظة خروج (عادل) من السجن كي ينتقم منه لموت والده الذي تسبب في وفاته (عادل)، ويحاول إقناعه أنه ابنه من «فتاة ليل» أنجبته مباشرة بعد دخوله السجن. ويكون (عصام) مطلقاً لحيته كناية إلى انتمائه لتنظيم ديني متطرف. الفيلم بالنسبة الى بشير عبدالله (40 عاماً) فيه كثير من المفارقات الموجودة في الحياة، «إضافة الى مزجه بين الكوميديا والتراجيديا يعطي مساحة كبيرة ليظهر أن الخير موجود والشر ايضاً، والصراع بين الآباء والأبناء، والفساد والحلال، لتتداخل كل الأشياء في النهاية بحيث لا يفرق بين الحقيقة والخداع»، مانحاً الفيلم ثماني درجات.
في المقابل، قال محمد الرميثي (33 عاما) بعد مشاهدة الفيلم: «وقعت في الفخ، وهذا دليل على نجاح الحبكة»، وإن الفليم جميل وفيه الكثير من المحاور والقصص، وهو يؤكد في النهاية أن اتباع القانون أساسي في الحياة، مانحا إياه ست درجات.
الصراع بين الاجيال، هكذا وجدت بريهان الملا (28 عاماً) الفيلم. وقالت: «فيه الكثير من الاسقاطات عن الفجوة بين القديم والجديد، وبين الأجيال وكيفية تعاطيهم مع الحياة»، مؤكدة أن «الفيلم فكرته جميلة، لكنه لم يعجبني كثيراً»، مانحة إياه خمس درجات.
تناقض
يريد الأب أن يعوّض سنين عمره التي قضاها بالسجن برفقة امرأة ما، فيعمل ابنه (عصام) على ترتيب موعد له مع امرأة من خلال الإنترنت ويقنعه بها، وهو لا يعلم ان اتفاقاً ما بينهما على ايقاعه في الفخ، ليأتي دور الاب تجاه ابنه باقناعه بترك الجماعة الدينية المتطرفة. وهنا تبدأ خيوط اللعبة تتفكك، بعد موافقة الابن (عصام) على ترك جماعته والعمل مع والده في التزوير.
«في المشهد الذي يقنع فيه الأب ابنه بالعمل معه في التزوير، شعرت بأنني خدعت»، هذا ما قاله عنبر موسى (30 عاماً)، مضيفاً «أنني لم استوعب التناقض لدى رجل ملتح ينتمي الى جماعة دينية يقبل بأن يصبح مزوراً، وهذا ما يخالف الشرع»، مؤكداً «هنا شعرت بأن ثمة قصة يجب أن انتظرها»، مانحاً الفيلم سبع درجات. ووافقته الرأي ماريا مشعل (24 عاماً) بقولها: «عندما وافق (عصام) على ان يترك جماعته الدينية ويعمل في التزوير، عرفت أن هناك خدعة ما بما أن الفيلم كله يعتمد على الخداع»، مانحة الفيلم خمس درجات. وأضافت أنها لم تعجب بكوميدية السقا «فقد تعودت عليه في افلام الحركة، وكان أداؤه الكوميدي سيئاً للغاية مقارنة بخالد صالح وغادة عادل».
الناقد السينمائي طارق الشناوي قال عن الدور الكوميدي لبطل الفيلم: «حاول السقا مجاراة صالح وغادة في هذا الأسلوب، ولكن كان يفلت منه أحياناً هذا الخيط الرفيع بين الواقع والكرتون. وهذه بالتأكيد مسؤولية المخرج، لأن معظم الشخصيات كانت بها تلك المسحة الكرتونية مثل خالد سرحان أمير الجماعة الإسلامية».
وأوضح أن «خالد صالح جنح كثيراً عندما استدعى داخل مكونات أدائه شخصية قديمة له هي (الشيخ مصباح) الضرير في مسلسله الناجح (تاجر السعادة) رغم الفارق بين الشخصيتين على المستوى النفسي والفكري والعضوي، ولكن كثيراً ما كان يطل الشيخ مصباح ويحتل مقدمة المشهد بدلاً من القنصل».
وبدوره قال معتز سهيل (19عاماً) إنه «جاء الى دار السينما لمشاهدة الفيلم لأنه من بطولة أحمد السقا، لكني صدمت بالفنان الذي لطالما اعجبت به خصوصاً في ادوار الأكشن التي يتقنها، لكنه في الفيلم الجديد وجدته عادياً، ولم يستطع ان يضحكني ابداً»، مانحا الفيلم خمس درجات.
لكن شهد ازاري (30 عاماً) قالت: «أحب تمثيل أحمد السقا بكل ادواره، واعتقد أن دوره في الفيلم منحه فرصه ليظهر مواهبه الأخرى بعيدا عن افلام الحركة»، مانحة الفيلم ثماني درجات.
النهاية
ساعتان إلا ربع الساعة مدة فيلم «ابن القنصل»، لكن الربع الساعة الأخير يكشف أن المخدوع لم يكن الأب فقط، بل الجمهور ايضا، ففي هذه الدقائق يقف (عصام) وكأنه على مسرح امام جمهور عريض او في مركز للشرطة يمثل جريمته بشكل كامل. من تفاصيل واسترجاع مع مساحة للمشاهدين كي يكتشفوا الخيوط كلها قبيل الإعلان عنها.
وصف ربيع منير (39 عاماً) الفيلم «بالمشوق والجميل مع اداء جميل لجميع افراد العمل»، مانحاً إياه ست درجات.
في المقابل، قال أحمد العنزي (22 عاما) إن «الفيلم يقلد الافلام الاميركية، خصوصاً التي تعتمد على روايات اغاثا كريستي»، مانحاً الفيلم خمس درجات.
أما رؤى صابر (30 عاماً) فقد وجدت الفيلم «يمثل نقلة نوعية في عالم صناعة الأفلام العربية، خصوصاً المصرية»، مانحة إياه ثماني درجات.