2013/05/29
رنده القاسم – الثورة
اقتباساً عن رواية خيالية بقلم الكاتب الأميركي سيث غراهام سميث بعنوان (ابراهام لينكولن :صائد مصاصي الدماء- Abraham Lincoln Vampire Hunter) أخرج تيمور بيكمامبيتوف الروسي فيلما حمل العنوان نفسه .
البداية عام 1818 مع حادث وقع لابراهام حين كان ابوه يعمل في مزرعة يملكها جاك بارتس (مارتون سوكاس) ، اذ كان الأخير يعمل في تجارة الرقيق، و حين كان جونسون الأسود صديق ابراهام، يتعرض للضرب لم يتمالك الصبي الأبيض نفسه وهب للدفاع عن صديقه والنتيجة طرد والده من العمل والأكثر موت والدته الذي كان سببه، حسب قول الأب، سم بارتس. وتمر السنوات ونرى ابراهام أصبح شابا (بينيامين ولكير) يريد الانتقام لوالديه، وقبل مهمته يلتقي صدفة في إحدى الحانات بهينري (دومينيك كوبر) الذي يستشف نية القتل لدى الشاب ، ومع لقائه المنتظر ببارتس يطلق ابراهام رصاصة في رأسه ولكن اعتقاده أنه قتله كان خاطئا، اذ يهاجمه (الميت) و لا ينقذه منه الا هينري، الذي يكشف له حقيقة أن بارتس واحد من مجموعة كبيرة من مصاصي الدماء تجوب الولايات المتحدة ، وتعهد هينري تعليمه طرق القضاء عليهم والتعرف الى نقاط ضعفهم وبعد عقد من التدريب اضحى ابراهام جاهزا لتنفيذ المهمة.
البداية في سبرينغفيلد حيث عمل ابراهام مشرفا على بقالية مع متابعته دراسة الحقوق و تلقيه بين الحين و الآخر رسائل من هينري تعلمه بأسماء وعناوين مصاصي دماء ليقوم بصيدهم. وفي هذه الفترة تعرف الى ماري تود ، غير أن علاقته بها كانت مرتبكة بسبب تعليمات هينري بعدم الاختلاط بأحد أو تكوين أسرة . و توالت المهام حتى كانت اللحظة التي حلم بها ابراهام وهي قتل بارتس في مشهد مطاردة فوق الخيول مذهل ومميز للغاية.
غير ان ابراهام يقرر التوقف عن قتال مصاصي الدماء بالفأس واللجوء الى الكلمة ويتزوج ماري تود، و نراه أضحى الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة، ومرور الأعوام لا ينسي مصاصي الدماء الانتقام منه عن طريق طفله ، وينصحه هينري بأن السماح لهم في الجنوب بالمتاجرة بالعبيد هو الطريق الوحيد لابعادهم غير انه يرفض و يقرر الاستمرار بمحارب مصاصي الدماء والعبودية في حروب تودي بحياة الآلاف من الأميركيين ولكنها تقضي على مصاصي الدماء، و نسمع لينكولن يقول: (ذهب أعداؤنا الى أوروبا و بعضهم الى جنوب أميركا والمشرق، لقد أدركوا أن أميركا ستكون أمة للرجال للأحياء ، أمة للرجال الأحرار).
فيلم (ابراهام لينكولن) فيلم مبهر بكل معنى الكلمة ، و لكن بين ثناياه لا يمكن الا و ان تشعر بتلك العنجهية الأميركية الكاذبة المستفزة ، التي لا تتوانى عن الحديث عن الحرية في وقت تسلب فيه حرية الآخرين و حقهم في الحياة.