2012/07/04
سامر محمد اسماعيل - السفير
لم ينتظم موعد عرض البرنامج الأسبوعي «هنا دمشق» الذي يعدّهُ ويقدمه الزميل أمجد طعمة منذ قرابة العام على انطلاقته، كأول صيغة لبرامج «التوك شو» على التلفزيون السوري. فقدم صاحب برنامج «جيلنا» نحو 25 حلقة عرضت بمعظمها على الهواء مباشرة على «الفضائية السورية» بالتزامن مع إذاعة «صوت الشباب»، ليتوقف بثه فجأة تلفزيونيا، للأسبوع الثالث على التوالي، من دون أية إشارة أو توضيح، ليستمر فقط عبر أثير «صوت الشباب».
وفيما رفض الزميل أمجد طعمة التصريح لـ«السفير» حول أسباب إيقاف برنامجه، فقد كتب على صفحة البرنامج على «فايسبوك: «يؤسفني أن أنقل لكم خبر تعليق بث برنامج «هنا دمشق» على «الفضائية السورية» حتى إشعار آخر».
واللافت هو جرأة «هنا دمشق» التي فاجأت الكثيرين من منتقدي الإعلام السوري الرسمي، حيث تفرّد البرنامج بتقديم صيغة أقرب إلى برامج عربية قدمها نجوم إعلاميون مثل «الساعة العاشرة» لمعتز الدمرداش، و«هنا القاهرة» لعمرو أديب، في حين حاكى «هنا دمشق» في فقراته ولا سيما فقرة «فونت12» برنامج «قلم رصاص» لحمدي قنديل بنكهة سورية. إلا أن أخبار تتردد داخل أروقة التلفزيون السوري تفيد بأن «هنا دمشق» لم يكن على مزاج الرقابة؛ خصوصا بعد إيقاف زاوية البرنامج السياسية «آخر خبر»، والتضييق على موعد بثه الأسبوعي، حيث طلبت إدارة التلفزيون تسجيل أكثر من حلقة لتتم مراقبتها، علما أن البرنامج كان رفع منذ انطلاقته شعار «إعلام وطني صُنع في سوريا» لتكوين رأي عام حول الأزمة التي تعيشها البلاد، منذ 15 آذار 2011.
وعطفا على ذلك، الكل يذكر كيف تفاجأ الإعلامي خلدون المالح بإيقاف برنامجه «على عيني» على «الفضائية السورية»، وكيف تم إيقاف «إذا غنى القمر» بعد نجاحه للإعلامي السوري مروان صواف، مما حمل صواف وقتها على الهجرة للعمل في فضائية «الشارقة» كمقدم لبرنامج «المشهد الصحافي». يتكرر اليوم السيناريو ذاته مع «هنا دمشق» في ظل غياب أية فاعلية «لمجلس الإعلام الوطني» الذي طالب رئيسه طالب قاضي أمين في تصريح لصحيفة «البعث» السورية في السابع من آذار الجاري بتأمين أبسط احتياجات المجلس كي يعمل ويشرف على العمل الإعلامي. وأضاف: «كيف لنا أن نأخذ دورنا، ونحن بلا ميزانيّة، وبلا مقرّ، وبلا أي تجهيزات.. وليس لدينا أي جهاز تنفيذي».
الجدير بالذكر هو أن «هنا دمشق» لم يُسمح له بالتطرق الى دور «المجلس الوطني للإعلام» في أيٍ من حلقاته، مما يكشف عن مناكفة خفية بين المجلس ووزارة الإعلام على تحديد الأدوار.
كما أن «هنا دمشق» في حلقاته المقتصرة اليوم على إذاعة «صوت الشباب» وفي غياب ديكوره اللافت بصرياً لخلفية ساحرة لمدينة دمشق وجبل قاسيون ليلاً، من تصميم هشام قاسم، كان من الممكن أن يشكل علامة فارقة تنقل التلفزيون من صيغة البرامج التقريرية نحو إيقاع أكثر مرونة بالتعامل مع القضايا الملحة سواء كانت خدماتية أو سياسية أو ثقافية، ولا سيما في ظل الضيوف المُستضافين، وكان آخرهم الفنان السوري غسان مسعود، الذي عرضت حلقته السبت مسجلةً بدلا من الخميس مباشرة على الهواء.
وفي حين يترقب الكثيرون من التلفزيون السوري الخروج من مونولوج مخاطبة الذات لمحاورة الآخر، يتم إعادة جدولة برامج لافتة، كان كل ذنبها ربما أنها ناقشت غلاء الأسعار في زاوية «بخدمتكم»! لتبقى أغنية البرنامج «هنا الشام» ذات وقع خاص على مستمعي «هنا دمشق» إذاعياً، بعد إيقافه فضائياً لمخرجه مهيب بهلول.