2012/07/04
سهام خلوصي – الكفاح العربي
اميلي بلانت البريطانية التي ما زالت تصعد في هوليوود تشارك مات دامون بطولة فيلم «The Adjustment Bureau» الذي يعرض حالياً على شاشاتنا. الشريط يتحدث عن القدر ومدى تدخله في حياة البشر. هنا اضاءة على الفيلم وحوار مع اميلي حول دورها وموضوع القدرية.
فيلم «The Adjustment Bureau» مزيج من الخيال العلمي والرومانسي، وهو مقتبس عن قصة قصيرة لملك الكتابة في مجال الخيال العلمي فيليب ك. ديك. أما مخرجه فهو جورج نولفي، كاتب السيناريو المعروف. والفيلم هو أول تجربة إخراج ناجحة له.
الشريط من بطولة مات دامون واميلي بلانت. والمعروف ان دامون اشتهر بأفلام الحركة، لكنها المرة الاولى التي يمثل فيها مات دامون فيلماً رومانسياً بخلاف. اميلي بلانت المعتادة على هذا النوع. وعلى العموم فان مساحة الخيال العلمي والحركة تضاهي مساحة الرومانسية في هذا الفيلم.
ماذا عن القصة؟ انها تتحدث عن حب من اول نظرة بين سياسي أخفق في الانتخابات يدعى ديفيد نوريس (مات دامون) والراقصة الجميلة اليز سيلاس (اميلي بلانت). لكن ديفيد سيفقد أثر اليز... وبعد سنوات عدة سيعود الى لقائها، لكن هذه المرة سيقابل ايضاً شخصين غامضين وغريبين ويرتديان لباساً غريباً، وهذان الشخصان ينتميان الى وكالة مهمتها ان تراقب اقدار البشر. وبما ان الحب بين ديفيد واليز يذهب عكس ما يخططان له فسيكون على الرجلين ان يتدخلا.
الفيلم ذو طابع فلسفي أيضاً يطرح السؤال: هل نحن البشر مسيرون أم مخيرون؟ هل هناك قدر يتدخل في تسيير شؤون البشر، والى اي مدى؟ هل يستطيع الانسان ان يختار عكس ما ترسمه الاقدار، والى أي مدى ينجح في تحقيق ما يختار؟
اميلي بلانت في هذا الفيلم تقدم دوراً رائعاً فيه الكثير من الحيوية والعذوبة والانوثة، وقد شكلت مع مات دامون ثنائياً سينمائياً ناجحاً. واميلي البريطانية الاصل، سجلت نجاحاً باهراً في الفيلم الهوليوودي «الشيطان يرتدي برادا» الى جانب ميريل ستريب وآن هاثاواي. ومنذ نجاحها هذا في العام 2006، لم تتوقف عن العمل في هوليوود وبمعدل ثلاثة او اربعة افلام في السنة. واحياناً خمسة افلام كما في سنة 2010، وهي منذ ذلك النجاح ترشح سنويا لعدة جوائز كأفضل ممثلة وقد نالت بالفعل اكثر من جائزة كممثلة واعدة ومستقبلية.
اميلي البالغة من العمر اليوم 28 سنة هي حالة جمالية خاصة. هي لا تملك الاثارة في الشكل كما هو مطلوب في النجمات الهوليووديات، ولكنها هي تمتاز بذلك الجمال الرزين والهادئ والجمال الأخاذ.
عن فيلمها The Adjustment Bureau تتحدث اميلي بلانت في الحوار الآتي:
■ هل قرأت قصة فيليب ك.ديك التي اقتبس عنها فيلم «The Adjustment Bureau»؟
-لا. لكن جورج (نولفي) ومات (دامون) اخبراني ان القصة مكتوبة بشكل رائع. جورج استوحى من القصة فأصبحت قصته هو، وقد ركز على الشخصيات التي أعطاها طابعاً وجودياً. وما ترونه على الشاشة هو شيء خاص به جداً.
■ هل تقرأين الروايات التي تقتبس منها الافلام التي تجسدين فيها ادواراً؟
- هذا يتعلق بالدور، والجواب هو نعم عندما اجسد شخصية واقعية. عندما لعبت دور الملكة فيكتوريا طالعت العديد من المراجع وقمت بالعديد من الابحاث، وهذا ساعدني جداً. بل انني غرقت في مذكراتها الشخصية ومراسلاتها بهدف ان احصل على أوسع اضاءة ممكنة على الشخصية. لكن هذا لا يحصل دوماً، إذ يفترض ان اعتمد على تجربتي حتى تلك التي لا علاقة لها.
■ الى اي حد «The Adjustment Bureau» فكرة غير واقعية؟
- هذا الفيلم يتحدث عن القدرية، عن افكار تجتاح عقولنا: «لو لم أتخلف عن المترو ذلك اليوم لكنت وجدت نفسي وسط الانفجار الذي حدث. لو لم تندلق قهوتي، ولم اذهب لأحضر غيرها لكنت انا من اجتاحته تلك السيارة. الخ». شيء مرضي مثل هذا التفكير لكن أظن انه يفي بالغرض كي تفهموا ما أريد أن اقوله. كل منا يتساءل ما الذي كان سيحصل لو أن الاشياء سارت بشكل مختلف.
■ فيلم «The Adjustment Bureau» يتحدث عن صراع رجل من أجل أن يبقى مع المرأة التي يحب، وهناك قوة عليا هي القدر الذي يحاول إبعاده عنها هل تؤمنين بالقدر؟
- نعم، لكن اعتقد ايضاً انه يمكننا ان نختاره. من جهة اخرى تساءلت دوماً عن وجود قوة سحرية – سمها الرب او القوة العليا – التي تحمينا من الالتقاء بالاشخاص السيئين، فلا ننخرط في الاعمال السيئة. حتى الآن، اعتبر نفسي محظوظة. عندما لا يسير شيء ما بشكل جيد اقول لنفسي هناك سبب لهذا. اذا حصلت ممثلة اخرى على الدور الذي كنت اتمناه، احاول ان اقول لنفسي ان هذا طبيعي. انا قدرية على الارجح، لكن اجنح لأن اكون متفائلة. لا احب ان أرضى بالتجارب السيئة، او ان اكون عدائية في التعامل مع الاشياء التي حصلت معي.
ان صناعة فيلم هي احياناً فعل ايمان حقيقي. نحن نجهل كيف ستجري الامور، من سنقابل، من سيكون الموحي لنا، واذا ما كان الفيلم سيلقى نجاحاً. كل فيلم هو مغامرة جديدة ولهذا السبب أنا اعمل في هذه المهنة. احب اكتشاف المجهول. في البداية لم يكن لي اي طموح بخصوص السينما. نحن فعلاً مسيرون. لربما هي السينما نفسها ربما التي اختارتني (التحقت بمعهد لمتابعة دروس في الفن الدرامي من اجل ان تتخلص من الثأثأة التي كانت تعاني منها). اليوم انا احس انني مغمورة بالحظ. وارتعب من فكرة ما الذي سأفعله من دون السينما. أفكر في هذا الامر طوال الوقت.
■ هل تعتقدين ان كل شيء «مكتوب» مسبقاً، وان لا شيء يحدث من دون سبب؟
- انا اؤمن بالقدر لكن الى حد معين. اذا أنا فكرت في الاشياء التي حصلت لي والتي اوصلتني الى حيث أنا اليوم، يمكن ان اتصور كل شيء مقدر. احب ان اعتقد ان هناك قوة عليا تشجع خياراتنا، تدلنا قليلاً على الطريق. ولكن أنا لست من النوع الذي يؤمن بالشعوذات الغبية كالابراج مثلاً.
■ هل ان هوليوود تنمي الاحساس بالهذيان والخوف؟
- نعم، واذا تركناهم يفعلون، فان هذا قد يدمر الممثل.
■ هل تروين لنا حادثة احسست فيها بالخوف؟
- كنت في لندن أمام محطة مترو عندما جاء رجل كأنه في حالة سكر شديد وبدأ يغازلني. كان الأمر مقيتاً جداً، لكن الصديق الذي كنت انتظره خرج من المترو فذهب ذلك الكريه. وأنا لم انس وجهه ابداً لأنه اخافني الى حد بعيد. بعد ذلك بثلاثة اشهر، كنت في شمال لندن من اجل تجربة بعض الملابس، اي انني كنت في منطقة بعيدة جداً بمئات الكيلومترات عن المكان الذي كنت فيه اولاً. وعند خروجي من القطار وجدت هذا الشخص المخيف في وجهي تماماً وسمعته يقول لي: «كم هو غريب ان اعود فأراك هنا». اصابتني حالة من الهلع الشديد وتساءلت عما اذا كان لا زال يتبعني منذ ثلاثة اشهر. انها لحظة فظيعة من الخوف. بعدها فكرت بهدوء في ان اللقاء الثاني ليس إلا محض مصادفة.
■ هذا اول دور رومانسي للممثل مات دامون. وتجربتك في الادوار معروفة، هل اعطيته دروساً؟
- انه خبير تماماً، ألا تجدون ذلك (تضحك) انه رومانطيقي في الروح، لكنني علمته كل شيء (تضحك). أنا ومات لدينا الميل نفسه الى المرح ونعمل بالطريقة نفسها. كنا نخرج معاً اثناء التصوير، هو مع صديقته وأنا مع صديقي. ما ساعدنا لكي نتعرف اكثر الى بعضنا البعض وعلى تبادل الثقة. كان في امكاننا ان نعدّل في الحوار، ولم تكن هناك مشكلة، وهذا جيد للفيلم.
■ مشاهد الباليه في الفيلم خادعة نوعاً ما، وأنت لم تكوني يوماً راقصة؟
- لم اكن مرتاحة تماماً. لقد أخذت الامر على انه تحد وبدأت أتعلم الرقص من أجل الدور. عندما كنت اصغر سناً مارست كثيراً الرياضة وهذا ما ساعدني جسدياً. واثناء تلقي الدروس لاحظت انني املك بعضا من الموهبة، وهذا مريح.
■ مصمم الرقص والكوريغراف الذي اعطاك دروساً في الرقص هو ايضاً المدير الفني لفرقة باليه Cedar Lake Contemporary Ballet وهي الفرقة التي تنتمي اليها في الفيلم.
- نعم، لقد اراد ان اصل الى مستوى عال وان أتخطى حدودي. دفعني فعلاً كي أصل الى الافضل! الراقصون الذين ترونهم على الشاشة هم ايضاً من الفرقة. لقد اخذوني تحت جناحهم. لم يريدوا ان تعطي ممثلة صورة سيئة عن النظام الذي يتعاملون به. ومن جهتي كان عليّ ان أرد لهم الجميل وان اكون عادلة تجاههم