2012/07/04
علاوة حاجي - الأخبار
شنّ ناشطون إلكترونيون جزائريون حملة على فايسبوك ضدّ إحياء عدد من الفنانات العربيات حفلات في الجزائر. ووصفوا المغنيات بـ«الفاسقات»، مطالبين وزارة الثقافة بوقف «تبذير المال العام». وهو ما رآه كثيرون دليلاً على تصاعد التيار الديني في البلاد. وقال الناشطون في بيان على صفحتهم التي حملت عنوان «ضدّ زيارة مطربات الفسق للجزائر...
نحن أولى بهذه الأموال»، إن «تبذير المال العام في استضافة المطربات الفاسقات في بلد المليون ونصف المليون شهيد، أمر لا يختلف على رفضه اثنان».
وأضاف البيان أن «إقامة المهرجانات في وقت تعيش فيه المنطقة العربية على وقع تغييرات جذرية (...) يدل على تنصّل كبير ولامبالاة (...) وتجاهل لمبادئ الثورة التحريرية التي تنص على أن الجزائر جزء من البلاد العربية». ودعا أعضاء المجموعة إلى استثمار هذه الأموال «الطائلة» في مشاريع تنموية.
إذاً بدأت الحملة العنيفة على فايسبوك وطاولت بنحو رئيسي إليسا التي تشارك في «مهرجان جميلة العربي» في مدينة سطيف (شرق الجزائر)، ونوال الزغبي التي ستغني على مسرح «مهرجان تيمقاد» الدولي في مدينة باتنة (شرق الجزائر).
وبدا واضحاً أن المستهدفة الرئيسية هي إليسا. إذ نُشرت على الصفحة صور ساخرة لها، إلى جانب مجموعة من الانتقادات والشتائم التي أكدت أنّ صاحبة «بِتمون» «ضيف غير مرغوب به في الجزائر». وأعلن الناشطون أن قراصنة متعاطفين مع حملتهم تمكّنوا من اختراق الموقع الرسمي لإليسا وتخريبه، عادّين ذلك «تحذيراً لطيفاً» موجّهاً إليها قبل قدومها إلى «أرض الشهداء». لكن منعاً لأي التباس، أعلن المشرفون على الصفحة أنهم ضد «كل المطربين الفاسقين رجالاً ونساءً، وضد زيارتهم للجزائر». وبرروا تركيزهم على إليسا بالقول إن «الزخم الذي أعطته وزارة الثقافة لحضورها كان كبيراً، وبالتالي نخاف تكرار سيناريو تامر حسني في الجزائر وإذلال الشباب الجزائري». واستقطبت الحملة أعداداً كبيرة من المؤيّدين والمتعاطفين، فتجاوز عدد المشتركين فيها السبعة آلاف. وهو ما أجّج الرغبة في تحويل الدعوة الافتراضية إلى احتجاج ميداني من خلال دعوة سكان ولايتي سطيف وباتنة إلى الاحتجاج، إلى جانب المطالبة بمقاطعة هاتين التظاهرتَين الفنيتَين. وكان لافتاً وضع شعارات إسلامية على الصفحة مثل «يا نشء أنت رجاؤنا وبك الصباح قد اقترب»، المقتبسة من قصيدة للشيخ عبد الحميد بن باديس الذي يُلقّب بـ«رائد النهضة الإسلامية في الجزائر». كذلك طغى التوجّه الديني على آراء معظم المعلّقين الذين استعان بعضهم بآيات قرآنية. مثلاً، طالبت إحدى العضوات وتدعى عنّابية «بزيارة العلماء، بدلاً من الفسق والفجور وتبديد الأموال في الرقص والغناء. أي دولة هذه؟ سبحان الله». من جانبه، شكّك المدوّن الجزائري المعروف، عصام حمّود، في حديث لـ«الأخبار» في أن يكون الحرص على المال العام هو ما حرّك الأشخاص الذين يقفون خلف هذه الحملة. وأكّد أن هذه الحملات تعكس تصاعد التيار الديني المتشدّد في الجزائر.